تهديدات خطيرة وجديّة



التهديدات والتحريضات التي أطلقها، مباشرة وبشكل غير مباشر، زعماء استيطانيون بعد عملية القدس الغربية، تستوجب التعامل الجديّ معها.
فالمسخ الاستيطاني الذي أثبت مرارًا أنه قادر على، وراغب بشدّة في القيام على خالقه، أي جهاز الاحتلال الاسرائيلي، سيختار "أسهل الطرق" لتوجيه نيرانه. في هذه الحالة، ليس من الغريب رؤيته يُقدم على ما أقدم عليه السفّاح الجندي نتان زاده في شفاعمرو قبل سنوات. وهو الذي تشرّب السموم في دفيئة استيطانية فاشية قبل أن ينفثها قتلا في تلك المدينة العربية العزيزة.
إن جماهيرنا، بقدر جرأتها ووضوحها وإصرارها على إعلان مواقفها السياسية والوطنية، تحذّر من أنها كانت وما زالت هدفًا للارهاب اليميني، وللعدوان السلطوي. ويُقال هذا لتسجيل موقف تحذيري استباقيّ، مما يعني تحميل السلطات الاسرائيلية جميعها مسؤولية كل ما قد تُقدم عليه القطعان الفاشية التي ربّتها اسرائيل الرسمية ولا تزال تربيها في المستوطنات الكولونيالية، منذ عقود.
بالمقابل، فإنه من واجب جماهيرنا وقيادتها، الخروج بصوت تحذيريّ عال حتى لا يظنّ أحد من قباطنة الحكومة بأن "الأمور بخير". فلا خير مع استمرار سياسة عدوانية تنشأ تحت كنفها عصابات ارهابية تهدّد دون خوف أو تردّد.
إن الخوف والتأتأة مصطلحان سقطا منذ زمن طويل من قاموس الجماهير العربية السياسي. فلا خوف على هذه الجماهير، ولا خوف لديها، من أية تهديدات. لكنها في الوقت نفسه تتعاطى بكامل المسؤولية والجدية معها. وهذا يعني أنها لن تسمح باستمرار حملة التحريض البهيمية، وهي، مدعومة بحلفائها التقدميين اليهود، ستوصِل تنديدها بها وتحذيرها منها الى أوسع قطاعات الرأي العام.
ومثلما نسمع جميعًا ونرى التحرّكات اليمينية الفاشية، فإننا على يقين بأن الحكومة "بكافة أذرعها" تراها وتدركها، مما يجعلها تتحمل مسؤولية التحرّك الفوري لدرء هذا الخطر شديد الاحتمال. وإن كانت أولى مسؤوليات الحكومة هي التعاطي القانوني الواجب مع هذه الشراذم الدموية، ، فبمنظور سياسي واسع، على الحكومة التراجُع عن السياسة الاحتلالية الكولونيالية، التي تشكل المستنقع الأكبر الذي تنمو على ضفافه مثل هذه الظواهر. فكلنا يذكر محاولة تفجير سيارة الرفيق عصام مخول، والتهديدات الجبانة المتواصلة والمتصاعدة للرفيق محمد بركة.
إن نموّ جماعات فاشية في اسرائيل، تتحدى الحكومة ورئيسها، وتهاجم إحدى أعضائها (الوزيرة يولي تمير)، مسجّلٌ على حكومات اسرائيل التي اختارت على الدوام تأبيد سياسات خطيرة تنجم عنها أخطر النتائج.
إن الجماهير العربية تضم موقفها التحذيري من مغبّة أي اعتداء عليها، الى موقفها السياسي الثابت والواضح المطالِب بالجنوح فورًا نحو الطريق المؤدي الى تسوية سياسية عادلة بين شعبها وبين الدولة التي تعيش فيها، نحو تسوية سياسية شاملة في المنطقة كلها، لصالح جميع شعوبها.

"الاتحاد"

الجمعة 14/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع