الاغتيال الرباعي في بيت لحم -
مـاذا يـريـد حـكـّام إسـرائيـل ؟



حيفا – كانت قد مرّت أيام قليلة فقط على "التهدئة غير المعلنة"، قذائف "القسّام" يدوية الصنع توقفت، والاحتلال الاسرائيلي أوقف عدوانه المجزري على القطاع، حين أطلق وزير "الأمن" ايهود براك رصاص كلامه. فقد قال يوم الاثنين الفائت: "لا نريد رؤية اطلاق نار في كل يوم، وحين نشاء سيكون اطلاق نار وعمليات لنا".
يوم الأربعاء "شاء" براك، بصفته من يُصدر الأوامر لجيش الاحتلال ومن يصادق على مخططاته، فكانت عملية الاغتيال الرباعية في بيت لحم. كالمتوقّع، عادت القذائف لتضرب سديروت فورًا، وعادت فصائل فلسطينية عمّا وعدت به بالتزام تهدئة محتملة.
مطلع العام 2002، بعد سنة ونيّف على العدوان الاسرائيلي المفتوح، شهدت الأوضاع هدوءًا نسبيًا ملموسًا. حتى أن ضابط الاحتلال في المنطقة الوسطى حينذاك (يتسحاق ايتان)، أوصى بوقف الاغتيالات. ولكن في 14 كانون الثاني تم اغتيال رائد الكرمي في طولكرم، فانفجرت الأوضاع مجددًا. بالأحرى تم تفجيرها عمدًا، وليصل ارئيل شارون الى الاجتياح الأكبر المخطط، "السور الواقي". بعدها بسنوات عبر وزير "الأمن" حينذاك بنيامين بن اليعيزر عن ندمه على ذلك الاغتيال واعتبره "أكبر خطأ في حياتي". اليوم نشهد صورة مصغّرة عما حدث في 2002. في الحالتين، هناك أيد إسرائيلية رسمية مجرمة تسارع الى اعادة إشعال النيران حتى قبل أن تهمد ألسنتها.
فور انتخابه، عام 2001، قال شارون إن أمام اسرائيل صراعًا مفتوحًا، قد يمتد مئة عام اضافية. فهل لا تزال "روح" شارون تخيّم على حكومة أولمرت؟ يبدو أن الجواب: نعم. وإلا فكيف يمكن تفسير كل هذه الممارسات الدموية الاستفزازية التي يمكن لأي متابع أن يرى نتائجها الفورية القاتلة..
آه، فاتني القول: والمفاوضات مستمرّة!
هشام نفاع
الجمعة 14/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع