إبتسامة الموناليزا الساحرة وقبلة الكونداليزا الغادرة



اكاد انفجر غيظا كلما رأيت بعض زعمائنا العرب يحتضنون " حبيبة قلبي!كوكو رايس" ويقبلونها وانا جالس" مثل القرد " قبالة التلفاز اراقب هذا المشهد الرومانسي ، فانفجر غاضبا واصيح " يعني بشو هم احسن مني " اني احسدهم ، يعني " الله قالها عيني تشوف وقلبي يرف وهم يعبطوها ويبوسوها " فأقوم من غيظي واطفئ التلفاز واقول في نفسي " لا عين تشوف ولا قلب يحزن " .
ملاحظة : ( هذه الفقرة هي فقط لتنفيس بعض الغضب من صدورنا فعذرا من القرّاء )
وصلت " كوكو" الى الاراضي الفلسطينية المحتلة واستقبلها الاخ محمود عباس برام الله ليس بقبلة حميمة كالعادة بل بقبلة مجاملة عادية لا اكثر، لان الوضع المأساوي الذي تمر به غزة بشكل خاص وجميع الاراضي المحتلة بشكل عام لا يسمح بغير ذلك ، وصلت كوكو متضامنة ليس مع الشعب الفلسطيني لا سمح الله ! المحاصر المحتلة ارضه والذي نختصر ما عانى منه من مآس وآلام ومجازر طوال فترة مروره بدرب آلامه بالحرب التي شنت على شعبه اطفالا ونساء وشيوخا ، حرب الاباده التي لم يتردد "ماتان فلنائي " عندما صرّح بانها المحرقة " الهولوكوست " والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى والتي ما زالت مستمرة لغاية كتابة هذه السطور بغارات تُوقع الشهداء يوميا حتى الرضع لا يسلمون منها .
نعم اتت هذه " الشمطاء رايس " متضامنة مع الدولة المحتلة التي باشرت بحرب الابادة " المحرقة " ضد الشعب الفلسطيني ، جاءت متضامنة مع قتلة الاطفال ، بحجة ان اسرائيل تتعرّض لصواريخ او " مواسير " حماس ولهم الحق بالدفاع عن انفسهم !!
يمكن القول ان مفاهيم هذه المخلوقة التعيسة مقلوبة " مثل خلقتها " وان واحدا لم يكن ينتظر  من قدومها الى المنطقة أي بشرة خير ، فهي " منحوسة " ولا يأتي شعبنا الفلسطيني منها سوى الشر والبلاوي ، ولم تكن في يوم من الايام منذ ان تولت وظيفة المستشارة الرئيسية " للمتخلف " بوش سوى رسولة شر لانها الشر بعينه ، وما تصريحاتها بالمؤتمر الصحفي الذي عقدته مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية " تسيبي ليفني " بعد لقائها بالاخ محمود عباس سوى التأكيد على نوياها السيئة تجاه شعبنا الفلسطيني، حيث نفت ان يكون التوصل الى التهدئة شرطا لاستئناف المفاوضات كما اشترط ذلك الاخ محمود عباس .
يا انسة رايس ، مقولتنا الشعبية الساخرة تقول : " اللي عيونها زرق وسنانها فرق بتصيب بالعين " الحمد لله يا رايس ان " سنانك فرق ولكن عيونك مش زرق " يعني " ما بتصيبي بالعين والا كنت طرقت محمود عباس عين جبت اجلو " اشكر ربك يا اخ محمود عباس لانك نفدت هذه المرة من شر عينيها فخذ حذرك منها لانه ايضا لها لسان يقطر سما زعافا وعقلا مريضا ويصح ان يقال بها بيت الشعر المشهور " تريك من طرف السان حلاوة       وتروغ منك كما يروغ الثعلب " فاتق شرها " الله لا يسيئك " .
" يا كوكو يا رايس " كيف يمكن ان تستانف المفاوضات" والمحرقة " ما زالت مستمرة ضد شعبنا الفلسطيني ؟ كيف يمكنك ان تساوي بين الظالم و المظلوم ، بين المحتل والرازح تحت الاحتلال بكل مساوئه وشراسته وبربريته ، كيف يمكنك ان تساوي بين من يستخدم جميع اسلحتكم الامريكية المتطورة تكنولوجيا بجميع فئاتها من الرصاصة وحتى الطيران بجميع انواعه وصواريخه التي تطلق على الاهداف المدنية، والمتسببة بقتل الرضع قبل الشيوخ بمن يرد دفاعا عن اهله واطفاله بمواسير او انابيب لا تصيب سوى الرمال، وهو ليس بأكثر من رد فعل عقيم الفائدة على فعل شرس بربري من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي وليس العكس، وهذا الشعب الرازح تحت الاحتلال الشرس هو الذي له حق الدفاع عن النفس.
يا حضرة " المشعوذة " رايس، هذا لا يعني اننا مع أي فعل او رد فعل يستهدف المدنيين الابرياء وغير المدنيين من كلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ، نحن مع السلام العادل الذي يتم باقامة الدولة الفلسطينية على جميع الارض التي احتلت في الـ 67 وعاصمتها القدس العربية ، وغير ذلك فالمنطقة سوف تبقى على فوهة بركان كان طيلة الوقت مضطربا وبدأ الآن بالثوران ، هل يتعظ اولا زعماء شعبنا الفلسطيني ويعملوا على توحيد صفوفهم عبر اتخاذ خطوات جدية نحو الاتفاق على اقامة وحدة وطنية بعيدا عن جميع الضغوطات الخارجية أيا كانت ، وتكوين جبهة قوية صامدة تضم جميع اطياف شعبنا الفلسطيني يكون في استطاعتها الوقوف بالمرصاد ضد جميع المتآمرين عليه ، وبالمقابل هل تتعظ حكومة اسرائيل ويدرك المسؤولون فيها بان العنف لن يجلب سوى العنف وان كل فعل اسرائيلي ان كان هجوميا على نطاق واسع او حتى على نطاق ضيق ضد شعبنا الفلسطيني بجميع فئاته، سوف يكون له رد فعل ، وان الطريق الوحيد لانهاء العنف والعنف المضاد هو بنبذ هذا العنف من جانب اسرائيل اولا المتمثل بالاغتيالات والتصفيات والمداهمات والاعتقالات والاغلاق والحصار والحواجز اللعينة وغيره وغيره ، والبدء باتخاذ الخطوات العملية والجادة باتجاه الوصول الى سلام شامل وعادل والذي كان الاجدر "بالست المصون" رايس ان تنصح به حكام اسرائيل بدلا من ان تصرح بأن التهدئة ليست شرطا للعودة للمفاوضات ، وكأن " المحرقة " التي نفذتها اسرائيل وما زالت تعمل على تنفيذها تدريجيا وبشكل منهجي كما تراها هذه " المأفونة " هي دفاع عن النفس ، الدفاع عن النفس هو من حق الشعب الرازح تحت الاحتلال المقيت والمجرم وليس العكس ، أليس كذلك يا ست رايس ؟

(حيفا )

جان زهر *
الخميس 13/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع