على مَدار ِ ليالي الصَّيف ِ الحارِّ
اعتادَ جَدِّي سلمانُ
في الضَّيْعَةِ الواقِعَةِ
على جَبَل ٍ مِنْ جِبال ِ الجَليل ِ
أنْ يسقي بُستانَهُ الأخضَرَ
مِنْ ماء ِ العَيْن ِ
التي كانتْ تروي
الحدائِقَ والبساتين.
كثيرًا ما كانَ ذلكَ الشيْخُ الوَرِعُ
يعودُ في كلِّ يوم ٍ
يَحْمِلُ سِلالهُ مَمْلوءَة ً بالخضار ِ والفاكهةِ
لِيَسُدَّ حاجَة َ البَيْت ِ
وَرَمَقَ أهل ِ البَيْت ِ.
مع مُرور ِ الوَقتِ
ساءَتِ الأحْوالُ وتبدَّلتْ ،
هَرِمَ الجَدُّ وَرَحَلَ عَن ِ الحياة ِ الدُّنيا ،
سُبْحانَ الدّائِم ِ،
رَحَلَ الجَدُّ فشَحَّ ماءُ العيْن ِ
ولم يَعُدْ أحَدٌ في القريةِ
يعتني بما عِندَهُ من حدائِقَ وَبَساتينْ .
وَبَيْنَ ليلة ٍ وَضُحاها
تحَوَّلتْ حُلَّة ُ تِلكَ الضَّيْعَة ِ الوادِعَةِ
بحَدائِقِها الخَضْراءْ
وَبَساتينِها اليانِعَةِ
الى حُلَّةٍ صَفراءْ
تُذكِّرُ برَحيل ِ الشيخ ِ الوَرِعْ .
(المغار)
كمال ابراهيم *
الأربعاء 12/3/2008