لا يزال النورس تائها



 

 

 

 

 

 

 

رائحة الياسمين
غرقتْ في نهر الطغيان
فاستبدّ الدجالون
في عجلة الزمان
وعبروا تعاريج الخلجان
لتموت زنابق توهجت
بنور الانسان،
لكن عصافير الامل الوردية
لا تزال اجنحتها
تطلق العنان
للحياة.. والبنيان
تبحث عن مصير ابيض
لا يستكين
امام عاصفة البهتان
فالنوارس فوق البحر
ما ملّت وهي تفتش
عن سيف القبطان
وإن كان القضاء
قد نسي ان المتهم
يغرف من ماء القيعان
ليغسل ثيابا
لطّخها الإثم
بسواد القطران
اللاهث الاسمر
لا زال يركض
خلف المسافات التائهة
لينثر لهيبا هائجا
في حمرة شقائق النعمان،
وما زالت الامهات
تبكي وليدا
رضع الخير
من ثدي يفيض بالحنان،
لكنه اصفرّ ورحل
على أنين الاقحوان
بعد ان خبت المصابيح
في وجه الهوان
وغادرت السفن الموانئ
قبل الاوان
ليعود الظلام الحائر
باحثا عن سراج مغارة
ينير عيون طفل
أمسى حزينا
في دائرة النسيان

(كفر ياسيف)

د. منير توما *
الأربعاء 12/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع