أطلق النار على أخته، بحجة أنّها مسّت بما يسمّى "شرف العائلة"!!



*تمديد اعتقال المشتبه به لثمانية أيام على ذمة التحقيق*جمعية نساء ضد العنف: عار على كل إنسان ألا يتخذ موقفا ضد قتل النساء!*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- مدّدت محكمة الصلح في الناصرة، أمس الثلاثاء، اعتقال الشاب خالد مسلمي (24 عامًا)، لمدة ثمانية أيام، وذلك للاشتباه في أنّه أطلق النار على شقيقته، وأصابها بجراح خطيرة، بحجة أنّها مسّت بما يسمّى في عرف أمثاله "شرف العائلة"!!
وكان مسلمي، قد اتصل في ساعات الليل المتأخرة، من الليلة قبل الماضية، بنجمة داوود الحمراء، مبلغًا بأنّه قتل أخته، وطالبًا إرسال سيارة إسعاف!
وكان هذا قد أطلق رصاصتين على رأس أخته، بعد أن انتظرها على المفرق المؤدي إلى قرية الناعورة في مرج ابن عامر، وعندما وصلت، أطلق الرصاصتين على رأسها، واستمر بركلها وهي ملقاة أرضًا.
وقد نجحت الشابة في التمثيل بأنها ماتت، إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، وسيارة الشرطة. وقد نقلت إلى مستشفى هعيمق في العفولة، ومن هناك تم نقلها إلى مستشفى رمبام في حيفا. وقد أعلن الأطباء بأن وضعها تحسّن صباح أمس.
ومن تحقيقات الشرطة الأولية تبين أن المسدس الذي استخدمه مسلمي في عملية إطلاق النار على أخته، كان مسروقًا، وأنّه لا يحمل رخصة سلاح! وخلال التحقيق معه، قال المشتبه بالقتل بأنّه أبلغ عددًا من أفراد عائلته بأنّه ينوي قتل أخته!!

 

*جمعية نساء ضد العنف: عار على كل إنسان ألا يتخذ موقفا ضد قتل النساء!*

وأصدرت جمعية نساء ضد العنف، بيانًا في أعقاب الكشف عن هذه الجريمة البشعة، استنكرت فيه الجريمة، ودعت إلى اتخاذ موقف واضح وصارم ضد قتل النساء.
وفيما يلي نص البيان المذكور: "نستنكر في جمعية "نساء ضد العنف" محاولة القتل بحق الفتاة من قرية الناعورة على يد أخيها، ونشجب استمرار جرائم سلب الحق الأساسي للنساء في الحياة متذرعين بعذر الحفاظ على ما يسمى "شرف العائلة" الذي كانت وما زالت الجرائم المرتكبة تحت غطائه اهانة لمجتمعنا وقيمه، وإهانة لنسائه ورجاله.
فوفقا لما تداولته وسائل الإعلام، خطط المجرم لقتل أخته مسبقا وبدعم من بعض أفراد العائلة الذي هنأوه على "نجاحه"، أي أنه ارتكب جريمته بكامل وعيه وعن إصرار مسبق والأخطر أنّه ارتكبها بعلم عدة أشخاص شجعوا وليس فقط لم يمنعوا وقوع هذه الجريمة؛ والخطر الذي لطالما حذرنا منه هو إعطاء الشرعية المجتمعية لقتل النساء مازال يهدد حياة الكثيرات من دون علمهن.
علينا جميعا أن نسأل أنفسنا، المنظمات النسائية ومنظمات حقوق إنسان والقيادات السياسية والاجتماعية والدينية والمجتمع بأكمله، عن مسؤوليتنا تجاه ما يجري بين جماهيرنا وفي مجتمعنا بشكل عام؛ هل هنالك استنكار ورفض واضحين لجرائم القتل بحق النساء مهما كانت أسبابها؟ هل نقوم بما يكفي من جهود لحماية النساء والفتيات المتعرضات للعنف؟
بالرغم من أننا، كجمعيات نسوية، نرى من واجبنا ومسؤوليتنا إطلاق الصرخة المنددة والمستنكرة لجرائم قتل النساء، إنما عارٌ على كل إنسان يشعر بقليل من الإنسانية أولاً، والانتماء لشعبه ومجتمعه ثانيا أن يبقى ساكتا صامتا دون موقفٍ إزاء القتل المتعمد للنساء فقط لكونهن نساءً!
إن التصدي لهذه الممارسات الهمجية هو المفهوم الحقيقي للشرف كقيمة اجتماعية تدعو الفرد إلى الالتزام بتطوير قيم المساواة الجندرية والمدنية، ثقافة التسامح والتعدية الفكرية، وقيم حرية الفكر والجسد.
نطالب القيادات الدينية والسياسية والمجتمعية باستنكار مثل هذه الجرائم ومرتكبيها، واتخاذ موقف علني وواضح ضدها وضد مُخططيها، فالعمل على اقتلاع هذه الظاهرة من مجتمعنا يتطلب تشابك القوى الفاعلة مجتمعيا وسياسيا ودينيا، على المستويين الفردي والجماعي؛ فلم تمر 3 أيام على إحيائنا ليوم المرأة العالمي، كتنظيمات نسوية وحقوقية وكأحزاب وحركات سياسية، مسلطين الضوء على مكانة المرأة وحقها في الحياة الكريمة، وما زال بيننا أفرادا ينتهكون الحق الأساسي والمجرد للنساء في الحياة.
نتمنى للمصابة الشفاء السريع والعاجل".

الأربعاء 12/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع