في قريتي يتحدّثون عن السّماء عن المطر
وعن الملائكة الشداد الغاضبين على البشر
ولربّما سخرو من الصاروخ يحتلّ القمر
في قريتي يتحدّثون ولا ملال ولا ضجر

**

في قريتي يتحدّثون
عن الهلالي أو جليلة
لكنّهم لا يفتأون
يحدّثونك عن جميلة
عن ابنة الشعب الأبيِّ
وابنة الشعب الأصيلة
ويصمتون هنيهةً
ويحوقلوا زمناً طويلا

**

حتّى إذا جاء المساء وضمّهم ديوان عامر
بدأوا الحديث عن الليالي الغابرات على البيادر
وعن العذارى الرّاقصات على الدّفوف على المزاهر
وتراهمو قد ملّحت أقوالهم شتّى النّوادر

**

حتّى إذا ما قوطعوا بنباح( بارودٍ) و(نمرة)*
وجموا كأنّ الطّير فوق رؤوسهم أو شبه سكرة
وتمرّ أشباحٌ من الماضي وتجمد في عيون القوم عبرة
أو هكذا تبقى الحياة فلا سلام ولا مسرّة

**

ويفضّ جمعهمُ ويبقى قاسمٌ وأبو سلامة
ومراجل البنّ الّتي جمرت فلا تشكو ظلامه
يتحدّثون عن اقتراب البعث عن يوم القيامة
ويغادر الدّيوان واحدهم  يشيّعه اخوه مع السّلامة

نشرت في الاتحاد1960