خلال تقديمه لاقتراح الجبهة لحجب الثقة عن الحكومة:
سويـد: مـن يـزرع الـقـتــل والـدمــار
لا يـمـكـــن أن يحـصـــد الـــورود



*د. سويد: على اسرائيل ان تفهم انه لا يمكن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بالقوة * د. حنين: تجاهل الألم في غزة لا يعني أنه لم يكن ! *


قال النائب الجبهوي د. حنا سويد، في طرحه لاقتراح حجب الثقة عن الحكومة الذي تقدمت به الجبهة والكتل العربية في الكنيست حول العدوان الاسرائيلي على غزة، ان التحريض المستمر على اعضاء الكنيست العرب، هو تحريض على كل الجماهير العربية ويؤدي الى خلق جو مشحون في الشارع الاسرائيلي نتيجة هذا التحريض، واكد د. سويد، انه يقف محتارا بين خيارين، الخيار الاول هو الرد الطبيعي لكل انسان على هذا التحريض والتصدي له، اما الخيار الثاني فهو عدم الرد لان كل ما يرغبه اعضاء الكنيست من اليمين المتطرف هو الصراع مع الاعضاء العرب والمناوشات معهم لكي يرفعوا من اسهمهم لدى جمهور اليمين المتطرف الذي يمثل كم هو ضحية لتحريضاتهم، ومريض بمرضهم العنصري.

واكد سويد، انه يعلم ان رده ربما سيخدم مصالح اليمين المتطرف، ولكنه لا يستطيع ان يقف مكتوف الايدي امام هذا الانفلات العنصري، والمحاولات الرخيصة لقلب الحقائق، ولذا فهذا المكان هو المكان الملائم لاستنكار جميع انواع العنف وقتل المدنيين من الطرفين، وهذا ينبع فقط من التزامنا الاخلاقي والانساني وليس استجابة لاصوات اليمين المتطرف .

 

واضاف سويد، ان قاموس المصطلحات يجب ان يكون متشابه في التعامل مع الطرفين، فمن يستعمل مصطلح "عملية ارهابية" لعملية القدس فعليه ان يسمي ما يفعله الجيش بغزة، عمليات ارهابية او ارهاب دولة، ومن يقتل اكثر من 120 شخص خلال اربعة ايام بينهم عشرات النساء والاطفال لا يملك اي حق انساني واخلاقي بادة عملية القدس واستهداف الابرياء، لان حكومة اسرائيل التي ناشدت العالم لاستنكار هذه العملية، تناست انها تقوم بعملية اشد شراسة واكثر ضررا في قطاع غزة الصامد الذي يتعرض لحصار وتجويع نتيجة سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها اسرائيل تجاه المواطنين العزل هناك، كونها ما زالت هي الحاكمة على ارض الواقع في القطاع وهي المسؤولة عن تزويد الكهرباء والمياه والادوية وكل الاحتياجات الحياتية الاساسية، ولكنها لا تزود غزة حتى بهذه الاحتياجات، وهذا ما يشير اليه تقرير منظمة "امنستي" ان هنالك حالة ازمة انسانية هي الاخطر منذ عام 1967.
واكد سويد، ان اسرائيل "المتنورة" لا تحترم قرارات الامم المتحدة ولا المواثيق الدولية ولا وثيقة حقوق الانسان ولا اتفاقيات جنيف، لان الجانب الانساني والاخلاقي بعيد كل البعد عن حسابات متخذي القرار في الحكومة والجيش والمؤسسات الامنية، والمنطق غير موجود في قاموس مصطلحاتهم، ولذا فهم يعتقدون انهم سيحسمون الصراع بالقوة.
وناشد د. سويد قيادة اسرائيل، بالتخلي عن عقليتهم العدوانية لانه لا يمكن حل الصراع بالقوة، ولا يمكن فرض الاملاءات على الطرف الفلسطيني من دون تقديم المقابل، ولا يمكن الاستمرار بتجاهل حركة حماس التي انتخبت بشكل ديمقراطي من قبل اغلبية السكان، ولا يمكن لاسرائيل اختيار الطرف المفاوض، بل على اسرائيل التوجه الصادق للتفاوض، تفاوضاً مبنياً على الاحترام المتبادل وعلى اسس السلام والمنطق والاخلاق والعدالة، مع الممثل الشرعي الذي يختاره الشعب الفلسطيني وليس الطرف الذي تختاره اسرائيل حسب مفهومها. 

  

* د. حنين: تجاهل الألم في غزة لا يعني أنه لم يكن ! *

أما د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، فقال بأن معظم أعضاء الكنيست والمجتمع الإسرائيلي الذين شاهدوا الصور الفظيعة من القدس لم يشاهدوا الصور الأفظع من غزة، وسقوط الأبرياء من أطفال ونساء فيها.
وأكد د. حنين بأن هنالك مخرجا من دائرة الدم وبأن الخطوة الألولى تكون بالتفاوض مع حماس نحو التهدئة ومن ثم بالمفاوضات المكثفة نحو السلام العادل والشامل، إلا أن د. حنين أشار هنا إلى ما تقوم به الحكومة بالفعل وعلى أرض الواقع لاجهاض أي أمل للسلام أو حتى للتهدئة.
وتوقف د. حنين بشكل خاص أيضا عند الهجمة على الجماهير العربية ونوابها، إذ قال بأن نواب اليمين المتطرف يلتصقون بأي تصريح متطرف من قبل أي مواطن عربي ويعملون على تضخيمه بفرح في محاولة للإثبات بأنه لا مكان للعيش المشترك هنا، وحذر من أن هذا النهج سيؤدي بالضرورة إلى الخراب ليس فقط في المجتمع العربي إنما في المجتمع الإسرائيلي كله ودعا إلى رفض دعوات الإنفصال عن الجماهير العربية.

الثلاثاء 11/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع