مروان عبادو يقدم «نرده» في بيروت...



السفير - عناية جابر -  بدعوة من جمعية «عُرب» بالاشتراك مع «نادي بيروت التراثي في الجامعة الاميركية» أحيا العازف الموسيقي الفلسطيني، والمؤلف، والمغني مروان عبادو حفلة أمس في قاعة «الأسمبلي هول» الجامعة الاميركية وسط جمهوره الذي تعوّد اطلالاته شبه السنوية، يأتي فيها من اغترابه النمساوي حيث يعيش حالياً، بعد هجرته الى فيينا العام .1985 يذكر ان لعبادو حفلة ثانية الليلة في صيدا، يكمل عبادو وفرقته بعدها جولتهم المتوسطية، مشاركاً في فعاليات دمشق عاصمة للثقافة العربية على مسرح مجمع دمر الثقافي.
آخر حفلات عبادو كانت في نيسان 2006 حل فيها ضيفاً على مهرجان الموسيقى. زيارته هذه، سريعة خاطفة، يؤكد فيها حضوره الفني في برنامجه الجديد تحت عنوان «نرد»، ومع فرقته في تركيبتها غير الثابتة، وقد رافقه لهذه الجولة ميكي ليبيرمان على الغيتار وجوانا لويس على الكمان وجورج غراف على آلات النفخ وبيتر روزمانيث على الايقاع، بالاضافة الى عبادو على آلته العود.

 

من قديمه الذي واكبناه وأشرنا إليه في حينه، غنى عبادو «هوا شمالي» و«لمّا الحمام» و«يا ليل» وله ايضا «جايي مطر ليغيّر الحال» و«مراكب القبيلة» و«هويلو» وهي اغنية من تأليف الزميل عبيدو باشا: معروف وإسمو هويلو/ وكار تحطو وكار تشيلو.
ابتهالات
جديد عبادو في جولته، بالاضافة الى مجموعته الموسيقية الخماسية لهذه المرة مع عازفة الغيتار وعازف آلات النفخ، هو عدد المقطوعات (نصاً، وعزفاً) التي لعبت نغماتها آلياً بايقاع سريع كما في «رقص الفرح» او «سيرتو» التي تنوعت في مقاماتها من النهوند الى البيّات. الكلمة كان لها دور بارز في حفل عبادو، اذ غنى من قصائد لشاعر فلسطيني يعيش في القدس، وكتب «يا ليتني لغتي» فجاء لحن عبادو الموقع عليها، اقوى من كلمات الاغنية، وفيه خروج عن القفلة المعتادة، نعني الخروج الايقاعي المراوغ (ايقاع خمسة) سريع ومرتبط بجذر اللحن وقاعدته، كما ان صوت مروان مال الى التوسع والامتداد على شكل ترجيعات موال ليتناسب ويتحد مع القفلة الموسيقية.

 

من جديد مروان ايضا في نرده، «أرجل تتسابق في الشارع» للشاعر السوداني المصري النمساوي طارق الطيب، والموسيقى من تأليف مروان، وقد استخدم لهذا العمل المقام الخماسي الافريقي، والصوت اكتنز اكثر من مستوى حين يبدأ ضعيفا ليتصاعد شيئا فشيئا ما يذكر بترجيعات ابتهالات جماعة «التيبت» التي يعيد الصدى أصواتهم ملعوبة بشكل اكثر من مضاعف.
برنامج عبادو لحفل الاسمبلي، لم يثبت في «بروشير» على عادة الحفلات، فهو احب وضع جديده مباشرة حيال آذان الجمهور لتلقي انفعالاتهم، فورية وساخنة. ولماذا «نرد» سألناه؟ اجاب عبادو ان في العنوان ما يحيل الى مقامرة من نوع ما، والنرد في متاهاته التي يذهب إليها، انما هو جزء من حياة كل منّا، وجزء من حياتي أنا الذي ارتحلت صغيراً الى بلد غريب وبعيد عن موطني الاصلي، مراهنا على الحياة اولا، وعلى موسيقاي والاحتمالات التي تفتحها على الفشل، او التقرب من الآخر وافهامه مشاعري وتراثي.

 

مقامرة

ان تسمع موسيقى عبادو، غير ان تراه يعزف ويغني ويقود صحبتها وتجمعه صداقة بأفرادها، ويرتاح الى أداءات عازفة الغيتار فيها بنوع خاص، لان صوته على ما سمعنا، يرتاح مع هذه الآلة، التي تتيح له ان يختم اغنيته على شكل موشح، بعد ان ضمنها كافة الاكوردات التي يحتويها الجاز.
على «هويلو» ثمة مصاحبة لما يشبه طبلا كبيرا جرى على العمل على هذه الآلة، بالاضافة الى عود مروان، وهي حفزته على الرقص انتشاء واثارت حميته الى الدبكة كما فعل أمس على المسرح بمشاركة الجمهور في أمكنته.

 

ما زال عبادو مراهنا على الموسيقى لخلاص روحي على الاقل، من رثاثة الحاضر، وكدمغة منه فلسطينية تكسر في الصورة النمطية «للفلسطيني» في صيته وصورته الواحدة.

الأثنين 10/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع