الحقيقة "نبوءة" سهلة المنال!!



يجيء حديثي هذا الصباح، تصديا لما تشهده، بيئة سيرورتنا وصيرورتنا الحياتية الراهنة، من محاولات هجينة، ولكنها خطيرة، لتدجين الكلمة، وزجها في سجن خطاب، التسيّد فيه، للكلام المخاتل والنشاز، الذي لا ينطق بالحق ولا يتكلم بحرية، حتى يرفض، وباصرار القبول المستسلم والسكون البليد، وعدم بقاء الكلمة، مقاتلة مقترنة بالفعل ومتصلة بالموقف لتظل خندق المواجهة الصلب المدافع بعناد عن الانسان وانسانيته.
ولأننا شقيقاتي، اشقائي، جزء عضوي من منظومة اجتماعية، محلية وعالمية، لم يزل واقعها الذي يريدون فرضه "جديدا" بدلالاته ومعالمه وابعاده، لم يزل في مرحلة التوليد واكتمال الملامح، وفيه الكثير من "الالغام المفخخة" التي تتربص بنا بكل خبث ولؤم وكراهية وتآمر وغدر مسموم، نقول، لأننا في مثل هذا الواقع العدو، لا بد ان نعمل، وبسرعة على صياغة البيئة الدفيئة الحميمية، التي تتيح للكلمة ان تنمو نموا طبيعيا يؤدي بالنتيجة الى جعلها تمتلك وجودها المستقل الذي يجعل من رؤياها حاضرا ومستقبلا، "نبوءة" سهلة المنال!!
لماذا نؤكد، اخواتي، اخوتي على هذه الحقيقة؟! لأن التاريخ، بتجارب شعوبه المناضلة، اثبت بصورة قاطعة، انه توجد علاقة وثيقة بين الكلمة، التي كانت في البدء هي الوطن ايضا وبين البيئة التي تتخلق فيها.
فنحن نرى بوضوح، الروح القومي وصورة حياتنا في اطارها الزماني والمكاني اللذين تتشكل فيهما مجموع فعالياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسية – مما يجعل الكلمة، بكامل حقول عطاءاتها المختلفة تصبح المعبّر الامين عن خصوصيتنا وهويتنا، وهذا ما قال به المفكر الفيلسوف هيغل، حينما سجل ان الكلمة هي المعبّر عن روح العصر – وأنا، وبكل تواضع صادق، اضيف، شرط ان تسعى الى تجاوز الثبات العقيم للوصول بصورة حيّة الى حوار جدلي حقيقي بين الواقع والكلمة، مع الحفاظ على جانبها الابداعي الفني وعدم غلبة الجانب الوظيفي، خاصة، واننا نعيش واقع "حضارة كونية"؟!! مركّبا ودقيقا، لا "يضمر" مصمموه "المحترمون" الخير للآخرين!!
فصباح الخير لكل من سيرفض بهمّته التي لا تقهر، وبعزمه العربي الاصيل، محاولات جعل "ساعة عملنا" تعبى بلا ساق تسير، ليحيل الحلم الذي نسعى اليه، قبل ان يكون، الى حقيقة ملموسة.
رشدي الماضي
الأثنين 10/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع