شهيد الحق خاطبني بقول
فلا ترجُ من الانذال دعما
ويوجس خيفة الحكام جبن
يعدون الجائعين اسى وغما
ولا تجعل منافقة حليفا
فما شاء اللئيم هنا وحلما
صريع الحرب مولود رضيع
محمد بردعي اسم مسمى
تظلل خيمة الاحزان شعبا
ومجموع الضحايا زاد رقما

لماذا لا اغضب؟
وهولاكو عاث تقتيلا وظلما
ويغدو المسجد الاقصى محاطا
بأنفاق تهدد امنه دوما
وبائعة الخضار تداس حقدا
ولا تجني مخالفة واثما
لماذا لا اغضب؟
وعين الحزن لا تدمي دموعا
على الشهداء اشلاء ولحما
وأنباء الجرائم مس فيها
شغاف القلب اشجانا وسمّا
لماذا لا اغضب؟
ومحرقة الفواجع والمآسي
تمارس بالقنابل ليس يوما
بأسلحة محرمة بعرف
تزيد من مآسي البؤس جرما
وطائرة التجسس حطّ منها
صواريخ مدمرة وشؤما
تقدّ الجسم اشلاء وعظما
لماذا لا اغضب؟
وصمت عن جرائم سال فيها
دم الشهداء شلالا عرمّا
دعوهم للاغاثة لا مجيب
ويفسد ظنهم خللا وعمّا
صراخ هز مشلولا وأعمى
فجاز القول تشهيرا وذمّا

وغزة هاشم تأبى ركوعا
وتأبى الحاكمين اذى وغما
يضحي الحر اموالا وروحا
لدرء الذل احقاقا ورغما

لماذا لا اغضب؟
وعين الأم ساهرة بخوف
على الاطفال تفجيرا وهدما
تخلّى الجيش عن قيم وحلم
ومحتل المظالم ساد لؤما
ومحتل يشن الحرب عمدا
وافكا يدعون منى وسليما
ألا يكفي الحصار لئام قوم
احلّ البطش تقتيلا وردما
اذل الله في الاجرام قوما
فلا تفزع ولا ترهب
فحكم الظلم ما دام طويلا
نهايته الى الاخفاق حتما
وما زاد العنف الا عنفوان
وما نال التحدي الا عزوا
وفي التاريخ برهان لأمر
فمن ظلم الشعوب ازال حكما

(شفاعمرو)