الشرطة هدّدت المتضامنين بالقتل!
قلنسوة عازمة على الردّ على الجريمة السلطوية بإعادة بناء البيت المهدوم



فضلا عن جريمة الهدم النكراء، والاعتداء الفظ على نجل السيد فهمي لداوي وزوجته وتكبيلهما؛ أكد شهود عيان لـ"الاتحاد" أن رجال الشرطة والقوات الخاصة هدّدوا الجمهور الذي هب للدفاع عن البيت بعد بالقتل، وهاجموا بعضًا منهم وضربوهم بالعصي.


الشرطة والوحدات الخاصة نفّذت الجريمة بعد منتصف الليل، بعد تكبيل أهل البيت ومصادرة هواتفهم * المدينة شهدت إضرابًا شاملا منذ الصباح ومسيرة كبيرة في المساء * اللجنة الشعبية تحمّل السلطة المسؤولية وتطالب بحلّ لجنة التنظيم واستقالة رئيس البلدية * النائب حنين يشارك في اجتماع اللجان الشعبية الطارئ ويؤكد: المعركة سياسية والنضال الجماهيري هو الأساس

حيفا، مكتب "الاتحاد" وقلنسوة، من أمجد شبيطة - شهدت مدينة قلنسوة أمس الأحد تحرّكات احتجاجية واسعة ضد جريمة هدم المنزل الأول في المدينة مع ما يحمله من إنذار بوصول موجة الهدم إلى مئات المنازل في المدينة والمثلث برمته.
ومع ساعات الفجر الأولى، قامت اللجنة الشعبية في المدينة بإصدار منشور يدعو إلى الإضراب العام في المدينة (في الصورة)، كما شهدت المدينة في ساعات المساء مسيرة جماهيرية كبيرى شارك فيها المئات.
وعقد اجتماع تشاوري طارئ للجان الشعبية في المثلث شارك فيه النائب الجبهوي د. دوف حنين إضافة إلى الوفود الممثلة للجان المختلفة.

 

* تكثيف التعاون

 

 


إفتتح الإجتماع وتولى إدارته، السيد عبد الرحيم غزاوي، عضو اللجنة الشعبية في قلنسوة، والذي استعرض التطورات التي شهدتها المدينة منذ ساعات الفجر الأولى حيث داهمت قوات معززة من الشرطة منزل السيد رامي فهمي لداوي وقامت بكسر الباب لتخرج منه بالقوة رامي وزوجته، وصادرت الهواتف الخليوية ثم تباشر بعملية الهدم، وأشاد بتواجب أهالي المدينة الذين أنجحوا الإضراب وتوافدوا إلى الخيمة مع طلوع الصبح، وقال غزاوي بأن اللجنة مصممة على إعادة تعمير الأرض وبأنها ستنصب للعائلة منزلا متنقلا فيها (كرفان) لتحدي القرار الظالم.

 

* الهدم ليس نزهة

 


وفي كلمته، تطرق د. حنين إلى القضية القانونية مشيرا إلى أن جريمة الهدم تمت بعد انتهاء سريان أمر الهدم الإداري مما يؤكد بأن العملية مشبوهة من ناحية قانونية وهو المسار الذي يجب استنفاده، لكنه بالمقابل قال "أقول كقضائي، بأن المعركة في جوهرها سياسية وليست قانونية، لذا فإن المسار القانوني لا يكفي والوزن الأكبر هو للنضال الجماهيري ضد هذه السياسة التي تستهدف البلدات العربية في المثلث والجليل والنقب، وعلينا أن نفهم السلطات بأن الهدم ليس نزهة، إنما مس مرفوض بالحق الأبسط وهو الحق بالمسكن".
وأثنى د. حنين على المبادرة ببناء المنزل من جديد وأكد على ضرورة تكثيف التعاون بين كل اللجان المحلية في البلاد ضد الهدم وأن تعمل إلى جانب لجنة المتابعة لتحدي هذه السياسة، وأنهى مداخلته بالتأكيد "المعركة لم تنته بهدم هذا البيت، إنما تعززت واستشرست لمنع هدم المنازل الأخرى في وادي عارة والطيرة والطيبة وغيرها الكثير الكثير."
وتعهد د. حنين باسمه وباسم رفاقه في كتلة الجبهة البرلمانية بالبقاء إلى جانب المواطنين وطرح الموضوع على جدول أعمال الكنيست إضافة إلى تواجدهم المكثف إلى جانب الجمهور في المعركة.

 

* الارتقاء إلى مستوى التحدي


وتحدث كذلك في هذا الاجتماع أيضا كل من: رئيس اللجنة الشعبية في وادي عارة، أحمد ملحم، رئيس اللجنة الشعبية في باقة، سميح أبو مخ، عضو اللجنة الشعبية في الطيرة عبد العزيز سمارة، وعضو بلدية قلنسوة، عبد الكريم جمل، كما زار الخيمة في وقت لاحق وفد عن اللجنة الشعبية في الطيبة برئاسة، د. زهير الطيبي.
وأجمع المتحدثون على ضرورة تعزيز الوقفة الوحدوية لأهل المثلث أمام هجمة الهدم السلطوية، ودعوا السلطات المحلية في المنطقة وبخاصة في قلنسوة إلى أخذ الدور اللائق بها في هذه المعركة والارتقاء إلى مستوى التحدي الكبير، كما تم الإتفاق على عقد اجتماعات تشاورية مكثفة بين اللجان، واقترح د. زهير الطيبي، باسم اللجنة الشعبية في الطيبة مطالبة لجنة المتابعة العليا، للإعلان عن تنظيم حدث مركزي كبير في قلنسوة إحياء ليوم الأرض الخالد.

 

* الصمت – ضوء أخضر


هذا وشدد يحيى متاني، عضو اللجنة الشعبية وسكرتير فرع الحزب الشيوعي في قلنسوة، على أهمية الوقفة الجماهيرية معولا على المشاركة المكثفة في المسيرة إذ قال بأن الصمت عن ارتكاب جريمة الهدم قد يمنح السلطات ضوءا أخضر لارتكاب الجرائم القادمة وهو ما يجب الحذر منه.
وقال متاني بأن اللجنة الشعبية وبكافة مركباتها مصممة على أخذ دور حاسم في المعركة ضد الهدم.

الأثنين 10/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع