كولومبيا والإكوادور وفنزويلا، والأصابع الأمريكية القذرة



*المتوقع هو أن يواصل البيت الأبيض دعمه لأية قوة تخدم مصلحته في زعزعة الاستقرار*

كان من المفروض أن يناقش منتدى "ريو" اللاتيني في اجتماعه الأخير في جمهورية الدومينيكان قضايا اقتصادية وتنموية عدّة. ولكن ما تصدّرها كان الغارة الكولومبية ضد قوات "فارك" اليسارية على أراضي الإكوادور، والأزمة الثلاثيّة التي شملت فنزويلا.
إضافةً إلى الدعم السياسي الذي تقدّمه الولايات المتحدة لكولومبيا، وفضلا عن خمسة مليار دولار "استثمرتهم" واشنطن في تسليح الجيش الكولومبي؛ فقد أُعلِن رسميًا عن زيارة ضابط استخبارات أمريكي رفيع إلى بوغوتا عشية الغارة، وتحدّثت عدّة تقارير عن مشاركة فاعلة لخبراء أمريكيين واستخدام قنابل ذكية وأقمار اصطناعية أمريكية في الغارة. وثمة كذلك اتفاقية لما يسمى بـ"التجارة الحرّة"، مُعلـّـقة بين بوغوتا وواشنطن تنتظر إقرار الكونغرس.
إن هدف واشنطن هو زعزعة الاستقرار في أمريكا اللاتينية، والحدّ من تعاظم المدّ اليساري بقيادة فنزويلا، والتي تتهدّدها العدوانية الإمبريالية لكسر شوكتها وتأديب كل من يغرّد خارج سرب "الإمبراطورية"، كما يسمّيها الرفيق هوغو شافيز. وهذا تهديد فعلي وحقيقي قد تستخدم فيه واشنطن كولومبيا قاعدةً لهجماتها.
ولكن ظروفًا موضوعية وذاتية، كالانتخابات الرئاسية الوشيكة والفشل المدوّي في أفغانستان والعراق، ستحول دون مغامرة أمريكية جديدة - في المدى المنظور على الأقل - والمتوقع هو أن يواصل البيت الأبيض دعمه لأية قوة تخدم مصلحته في زعزعة الاستقرار، في نوع من حرب الاستنزاف التي ستقرع وزير الخارجية الأمريكية طبولها في زيارتها القريبة للبرازيل.

رجا زعاترة
الأحد 9/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع