هذه هي رافعة لواء الدمقراطية وحقوق الانسان...
فيتو رئاسي أمريكي يكبح قرار الكونغرس حول حظر التعذيب



*بوش يستخدم حق النقض لتعطيل اعتماد نص تشريعي يمنع تبني "أساليب التحقيق القاسية" في سي آي أيه*

واشنطن- وكالات- صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس السبت انه استخدم الفيتو الرئاسي لتعطيل مرور نص يمنع عمليا وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) من اللجوء الى وسائل استجواب تقوم خلالها بتعذيب المستجوَبين، مثل الايهام بالغرق.
واقر الكونغرس حيث خصوم بوش الدمقراطيون يشكلون الغالبية، نهائيا في شباط قانون تمويل ينص احد بنوده على ان تعتمد اجهزة الاستخبارات قواعد الاستجواب ذاتها المعتمدة في الجيش ويمنع اللجوء الى القوة عند الاستجواب.
لكن النص مر بغالبية صغيرة في مجلس الشيوخ مما يجعل من غير المرجح ان يتمكن الكونغرس من تجاوز الفيتو الرئاسي من خلال جمع ثلثي الاصوات الضرورية في مجلسيه حتى يصبح النص قانونا من دون توقيع بوش.
وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية، مبرّرًا قرار الفيتو بحجة ان "تنظيم القاعدة لا يزال عازما على مهاجمة أمريكا مجددا (..) ومع تواصل الخطر علينا ان نتأكد ان اجهزة الاستخبارات تملك الادوات الضرورية لوقف الارهابيين"!
وتابع بوش ان النص الذي رفعه الكونغرس ليصدّق عليه "يحد من هذه الادوات الاساسية. لذا استخدمت الفيتو اليوم". واضاف ان هذا النص من شأنه ان يقوض البرنامج السري للاعتقال والاستجواب الذي تعتمده وكالة الاستخبارات المركزية.
وكان هذا البرنامج المثير للجدل اتاح احباط العديد من الاعتداءات في الولايات المتحدة والخارج من خلال جمع معلومات "اساسية" بفضل "تقنيات موثوقة وقانونية" طبقت تحت "اشراف دقيق" على "مجموعة صغيرة من اخطر الارهابيين"، بحسب مزاعم بوش.
وتابع الرئيس الأمريكي ان الدليل العسكري اعد "لمقاتلين شرعيين" يتم أسرهم في ساحة المعركة وليس "لارهابيين محترفين" حسب قوله، موضحا انه "متاح بسهولة على الانترنت".
وقال ان اعضاء القاعدة تم تدريبهم على مقاومة تقنيات هذا الدليل.
ولم يوضح بوش مجددا ما هي الوسائل التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية.
واقر مايكل هايدن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للمرة الاولى في شباط ان الوكالة استخدمت اسلوب الايهام بالاغراق ضد ثلاثة مشتبه بهم بينهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد انه العقل المدبر لهجمات 11 ايلول 2001 غير انها لم تستخدم هذا الاسلوب منذ نحو خمس سنوات.
وقال البيت الابيض ان الولايات المتحدة قد تلجأ الى اسلوب الايهام بالغرق من جديد اذا رأت ان ذلك ضروري. غير انه يؤكد ان كل الوسائل المعتمدة من قبل الاستخبارات المركزية قانونية وان الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب.
وتتمثل تقنية الإغراق هذه في تغطية وجه الشخص الذي يخضع للاستجواب بقطعة قماش وصب الماء عليه الى حد منحه الانطباع بأنه يغرق.
وتثير وسائل "مكافحة الارهاب" منذ أشهر جدلا كبيرا في الولايات المتحدة.
ويقول المرشحون الدمقراطيون للرئاسة الأمريكية ان احد رهانات الانتخابات الرئاسية الأمريكية "يتمثل في ترميم القيم الأمريكية وصورة الولايات المتحدة في العالم".
وتثير "مكافحة الارهاب" معركة أخرى بين بوش والكونغرس تتعلق بمدى قانونية التنصت دون اذن قضائي على الاتصالات الهاتفية والالكترونية بين الولايات المتحدة والخارج في حال الاشتباه بوجود "خيط إرهابي".

الأحد 9/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع