يوم المرأة العالمي- منبر لتأكيد حقوق المرأة وصيحة في وجه العنف الرجولي



قبل 97 سنة، في يوم 8 آذار 1908 خرجت عاملات المصانع في نيويورك الى مظاهرات في الشوارع، وهناك اصطدمن مع قوات الشرطة التي قامت بالاعتداء عليهن. وقد جاء هذا اليوم بعد اضراب دام اربعة اشهر لعاملات الابرة والنسيج بسبب عدم حصولهن على شروط عمل متساوية وعادلة. وبعد الصدامات التي حدثت في الثامن من آذار اضطر اصحاب العمل وممثلو الحكومة لان يجتمعوا مع مندوبات عن العاملات ووعدوا بتحسين ظروف عملهن، واعطائهن حقوقهن.
وفي العام 1910 عقد مؤتمر لجميع التنظيمات النسائية العالمية في كوبنهاجن اقترحت فيه رئيسة حركة النساء الالمانيات، كلارا زتكن، تعيين يوم في السنة تتحد فيه جميع العاملات والموظفات واختير يوم 8 آذار نسبة لمظاهرة عاملات نيويورك.
منذ العام 1919 وبعد انتصار الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي، أقرّت الأحزاب الشيوعية والاشتراكية اعتبار هذا اليوم عيدا رسميا لجميع النساء والعاملات والموظفات. اما في الدول الرأسمالية فكان عيدا شعبيا للنساء، ناضلن للاعتراف به، وفقط قبل ربع قرن اعلنت فرنسا انها تعتبر هذا اليوم عيدا رسميا.
ورغم حصول المرأة على مر العقود الماضية على مكتسبات اجتماعية وسياسية وقانونية عدة تتفاوت من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى، إلا أنها تظل في نظر الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق المرأة غير كافية وغير مرضية. فمن جانبه اعتبر مكتب العمل الدولي أن الفجوة بين الرجال والنساء بدأت تضيق ولكن ببطء شديد. لكنه أشار أيضا، حسب آخر تقديراته، إلى تحسن وضع المرأة في سوق العمل، حيث بلغ عدد النساء العاملات العام الماضي نحو 1,4 مليار امرأة من أصل 3,1 مليار عامل. 

 

*الفجوة بين النساء والرجال تضيق ببطء شديد*

وتعد هذه المناسبة فرصة لإعادة النظر في وضع المرأة في العالم ودعوة لتوفير وضمان مزيد من فرص التكافؤ والمساواة بين المرأة والرجل. كما تعد هذه المناسبة السنوية أيضا فرصة مهمة لتجديد إدانة العنف الأسري والتمييز الذي تعاني منه المرأة في مختلف الدول. فقد ظل وضع المرأة في معظم البلدان غير مرض، ينعدم فيها تكافؤ الفرص والمساواة. ولذا وفي ضوء هذا فإن المشوار نحو تحقيق مساواة المرأة بالرجل في تلك الدول ما زال طويلا، ومازالت هناك حاجة ماسة إلى تبني تشريعات تضمن حق مساواة المرأة مع الرجل مع تفعيل العمل بها.

 

*المرأة العربية بحاجة إلى مزيد من الحقوق*

أما في الدول العربية فقد سُجل في السنوات الأخيرة تزايد حضور المرأة في مختلف المجالات. كما تم رصد زيادة عدد النساء اللواتي يدخلن سوق العمل ويزاولن النشاطات السياسية. غير أن هذا الحضور رغم أهميته يظل في معظم الأحيان غير كاف خاصة وأنه يطغى عليه الطابع الرمزي ولا يرقى إلى مستوى التطلعات. كما أن العنف الأسري المتفشي داخل الكثير من الأسر العربية لم يتم بعد رصده بالشكل الكافي والبحث عن مسبباته وسبل استئصاله بطريقة فاعلة ومنهجية.

السبت 8/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع