المارد الفلسطيني سيقض مضاجع العالم ما دام مشردا وما دام دمه مباحا



*في قضية الوحدة الوطنية لا مكان للالتباس فالجرح واحد والدم واحد والحلم واحد.. وفلسطين واحدة* هذا الاحتلال سينقلع مهما طغى وتجبّر* غزة العزة ستنتصر على آلة الموت والدمار* من يريد السلام، لا يقصف غزة*

 

هذه المظاهرة المهيبة في مدينتنا الصامدة، في مدينة أم الفحم الأبية هي رسالتنا للعالم أننا لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه نهر الدم المتدفق في غزة. إنها دماء شعبنا، إنها دماء أطفالنا، باسمكم جميعا نتوجّه إلى أهلنا في غزة.. نشد على أياديهم، ونقول لهم:
نحن معكم في أيامكم الصعبة، لأن هذا الجسد، إذا نزف عضو فيه فكل أعضائه تتألم. يا أهلنا في غزة صبرا.. أمام جرائم العصر الرهيبة، إنهم يفرّغون غضبهم على بيوتك، وعلى شوارعك وعلى رجالك وعلى نسائك.. حتى الرضع يوجد مكان لهم في لوائح الموت.. صبرا.. فهذا الاحتلال سينقلع مهما طغى وتجبّر.

**


 سجلوا لديكم:
الآن.. أصبح الأمرُ رسميا.. هنالك من يخطط برأس بارد لاقتراف محرقة جديدة.
نعم.. أولئك الذين حذرونا مرارا وتكرارا من استعمال هذه الكلمة الرهيبة، يأتون اليوم ليقولوا بصراحة إن المحرقة هي هدفهم.
فهل يسمع المعنيون بالأمر؟! أين المعنيون بالأمر من العرب، من الأشقاء والأصدقاء، ألم يبق هنالك من هو معني بأمر غزة. أين هم فرسان الكلام ليقولوا الكلمة تجاه ما يحدث في غزة؟! حتى الكلام أصبح عملة نادرة في هذا الزمن الرهيب. نعم غزة تتصدى وحدها لآلة الموت والدمار.
إننا من هنا نحيي شعبنا الأبي في غزة، نحيي الرجال والنساء، نحيّي الأطفال والشيوخ. غزة العزة والكرامة، بقامتها المنتصبة وبرأسها المرفوع، ستنتصر على آلة الموت والدمار. 
إننا نقول لحكام إسرائيل يجب أن تتعلموا من التاريخ، والدرس الأول في التاريخ هو انه لا حل لقضايا الشعوب من خلال القوة. وها نحن في العام الستين لنكبة شعبنا الفلسطيني: وكم من مرة قالوا أن القضية الفلسطينية قد انتهت، وكم من مرة قالوا أن فلسطين قد زالت من الوجود. ولكن بالرغم من كل هذه المجازر يتضح اليوم أنه بدون حل عادل لقضية الشعب الفلسطيني ستبقى المنطقة على حافة البركان.
إننا نقول لأولمرت ولبراك، اسألوا من كان قبلكم، اسألوا أولئك الذين تجاهلوا وجود الشعب الفلسطيني فانتصب أمامهم  كالمارد، مطالبا بحقوقه العادلة. نحن نقول إن أمن أهالي سديروت وأمن جميع المواطنين في إسرائيل لا يمكن أن يأتي بينما الاحتلال مستمرا. لا يوجد سلام ولا يوجد أمن بينما مأساة اللاجئين مستمرة. لا يوجد سلام ولا يوجد أمن ما لم تصبح القدس العربية عاصمة حقيقية لفلسطين..
إننا نرفض دموع التماسيح التي تذرفها حكومة إسرائيل. من يريد السلام، لا يقصف غزة. من يريد السلام لا يكثف الاستيطان، كأن الضفة  ملك له.  إننا نرفض هذه المسرحية: من جهة مفاوضات ومن جهة أخرى مواصلة سياسة الحواجز وبناء الجدار والاقتحامات.   
إننا نقول لحكومة إسرائيل، نريد مستقبلا آخر لكل شعوب المنطقة، مستقبل السلام والرخاء والتقدم. بعد ستين عاما على النكبة، بعد مئات آلاف الضحايا، بعد الهدم والتشريد، مازال المارد الفلسطيني يفرض نفسه على جدول الأبحاث في العالم. المارد الفلسطيني سيقض مضاجع العالم ما دام مشردا وما دام دمه مباحا.

**

من هنا من أم الفحم الصامدة، من هذا الجزء الحي من الشعب العربي الفلسطيني، نتوجه إلى إخوتنا في غزة وفي الضفة الغربية، إلى كل قيادات شعبنا هناك، بنداء الوحدة:
إن الدم المسفوك فلسطيني. إن الجرح فلسطيني، وإن الصمود فلسطيني.
إننا نقول لهم جميعا: الواجب يتطلب السمو فوق الصراعات الحزبية. إن الواجب يتطلب أوسع وحدة وطنية، بدون ذلك، فإن علامة سؤال كبرى ترتفع حول حلمنا الوطني، حلم كل محبي السلام والعدالة والحرية في العالم، حلم الدولة المستقلة للشعب الموحد.
في قضية الوحدة الوطنية لا مكان للالتباس: لأن الجرح واحد والدم واحد والحلم واحد وفلسطين واحدة.

**


إن رد الفعل الجماهيري لجماهيرنا العربية، في قرانا ومدننا، يثبت أن جماهيرنا على العهد، إننا نرسل بتحياتنا إلى أبنائنا وإخوتنا الطلاب الجامعيين في حيفا والقدس وتل أبيب وبئر السبع وفي كل مكان، إننا نعتز بكم. إننا نعتز بهذه الأجيال التي تأبى، مهما تقادم الزمن أن تنكس الأعلام، وفي مواجهة التحريض تقف مرفوعة الرأس تقول كلمتها بوعي وشجاعة.
من هنا أيضا نحيي مئات اليهود الديمقراطيين، الذين تظاهروا، مع إخوتهم العرب،  أمام وزارة الحرب في تل أبيب ضد المجازر البشعة في غزة. هذا الصوت وإن كان معاكسا للتيار السائد هو في منتهى الأهمية لأنه يقول للعالم كله، أن الصراع هو ضد سياسة الدمار والقتل، وفي هذه المعركة يوجد مكان لكل ديمقراطي في هذا العالم.

**


هذه المظاهرة هي تأكيد أننا قادرون على توحيد كلمتنا في القضايا المصيرية لشعبنا، ومن هنا أتوجه بالتحية لجميع الأحزاب والحركات السياسية والمؤسسات الفاعلة بين جماهيرنا العربية.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة قدرتنا على تعزيز وحدتنا في الفترات العصيبة التي تواجهنا. إننا مطالبون بتعزيز هذه الوحدة على أسس نضالية مشتركة. ففي صراعنا من اجل الحياة الحرة والكريمة لا يوجد خيار آخر سوى خيار الوحدة.
إن نضالنا مستمر، ومهما تمادى الظالمون، ففجر الحرية سيبزغ.
مهما فعلوا لن يقتلعوا حلم الحرية من شعبنا الفلسطيني.
مهما تجبروا لن ينتصروا على غزة.
النصر للشعب الفلسطيني والعار كل العار للاحتلال وجرائمه.


* (كلمة شوقي خطيب رئيس لجنة المتابعة العليا، في مظاهرة أم الفحم التي جرت الثلاثاء 2008/3/4)

شوقي خطيب
الجمعة 7/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع