عيب عليكم يا ايتام الاحزاب الصهيونية.. إخجلوا من ابنائكم ومن اهل بيوتكم ومن شعبكم



منذ ان اصبح براك وزيرا "للدفاع" والاصح وزيرا للعدوان، صعدت حكومة اسرائيل حكومة اولمرت – براك من عدوانها على شعبنا العربي الفلسطيني في غزة هاشم، وفي الضفة الغربية الصامدة الابية.
براك زعيم حزب العمل، الحزب "العمالي" يزاود حتى على حزب الليكود بزعامة رئيس الحكومة الاسبق نتنياهو في مواقفه الصقرية المتطرفة المتغطرسة. منذ ان تولى منصبه بدأ يهدد ويتوعد الشعب الفلسطيني بالويل والثبور بحجة ان الفلسطينيين يطلقون الصواريخ على جنوب اسرائيل. لقد اصبح واضحا للجميع ان المستفيد الاول والاخير من اطلاق هذه الصواريخ ليس الشعب الفلسطيني، بل اعداءه، الاحتلال الاسرائيلي، الولايات المتحدة، الرجعية العربية والفلسطينية. براك زعيم حزب العمل، وزير الدفاع، لجأ للعقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في القطاع وكثف الحواجز والمداهمات والاعتقالات والقتل في الضفة الغربية، كل هذا طبعا بموافقة السيد الجالس في البيت الابيض وبصمت الحكام العرب لارضاء الجالس في البيت الابيض جورج دبليو بوش. امر براك قواته القيام بعدوان جديد على غزة العزلاء مقارنة بالجيش الاسرائيلي المدجج بأحدث الاسلحة الاسرائيلية والامريكية. توغلت قوات براك في قطاع غزة مستخدمة سلاح المدفعية والمشاة والطائرات، تقتل الاطفال، النساء، الشيوخ والشباب. الا انها تصطدم بالمقاومة. انتهت مرحلة رفع الاعلام البيضاء، التي عهدها براك وزملاؤه عندما كانوا في مقتبل العمر.
هذه الاعمال الاجرامية، المنقول قسم منها عبر شاشات التلفزة، اثارت وتثير غضب الشرفاء في العالم اجمع، وهم لا يقبلون الذرائع الاسرائيلية الممجوجة وكأن القضية بالنسبة لاسرائيل، وقف اطلاق الصواريخ من قبل حماس والجهاد الاسلامي، وبالمناسبة يوم السبت 1/3/2008، صرح الجنرال براك ان الهدف الرئيسي للعدوان على غزة هو اسقاط نظام حماس – لا بأس الولد براك تعلم الدرس وحفظه من سيده في البيت الابيض، الهدف من العدوان على العراق اسقاط صدام حسين – هكذا قال سيده عشية احتلال العراق. نسي براك او تناسى ان حكومة اسرائيل هي التي فرضت على الفلسطينيين اجراء انتخابات اسفرت عن فوز حماس، الا ان اسرائيل رفضت نتائج الانتخابات من اللحظة الاولى.
العدوان الاسرائيلي على غزة يلاقي الرفض والتنديد من الرأي العام العالمي، ومن القوى السلامية الشريفة اليهودية، من الشعوب العربية ومن الجزء الحي من الشعب الفلسطيني مواطني اسرائيل. اصبح مألوفا انه حينما تقرع طبول الحرب والعدوان يتكلم المدفع والطائرة المقاتلة والدبابة والبندقية، ويتوحد الاجماع الصهيوني من ائتلاف ومعارضة ويقع بعض الشرفاء اليهود في فخ الاكاذيب القومجية، وكأن القضية الدفاع عن سكان المدن والقرى المحاذية لقطاع غزة، فيرددون ان اسرائيل انسحبت من قطاع غزة واخلت المستوطنات وان لا علاقة لها بقطاع غزة الى آخره من هذه الاكاذيب. اسرائيل بانسحابها احادي الجانب حولت قطاع غزة الى سجن كبير عزلته عن العالم، فرضت عليه حصارا ومقاطعة ولجأت الى اسلوب العقوبات الجماعية، وحولت حياة الغزيين الى جهنم حمراء.
المحزن والمبكي في آن واحد ان تنجح الدعاية الحكومية بتضليل اقسام واسعة من القوى السلامية الاسرائيلية. لكن الانكى من كل ذلك، ان حزب كديما وحليفه في الائتلاف الحكومي حزب العمل، بزعامة وزير الحرب براك، يتباهيان بان حزبيهما يضعان اعضاء عربا ولاول مرة يوجد في حكومة اسرائيل وزير عربي. المعيب والمخجل ان حزبي كاديما والعمل لهما فروع واعضاء ونشطاء في الوسط العربي، لهم رؤساء مجالس وبلديات منتخبون، اعضاء كنيست منتخبون، رؤساء مجالس عمال منتخبون. الا يخجل هؤلاء من انفسهم امام اولادهم واهلهم وشعبهم وهم يرون حكومة احزابهم تقوم بهذه المجازر التي تقشعر لها الابدان بحق ابناء شعبهم الصامد في غزة والضفة البطلة؟؟
نحن شعب يؤمن بالدمقراطية وبالتعددية، أي بالاجتهاد لكن هذه الاسس لا تعطي الحق لأحد ان يكون في خندق الخيانة وطعن شعبه في الخلف، نحن شعب يريد الوحدة الوطنية في المعركة من اجل السلام العادل والمساواة التامة بقيادة احزابنا السياسية الوطنية التقدمية، وبأطرنا الجماهيرية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية. علينا اشتراط العضوية والشراكة بأطرنا هذه بالذات في هذه الايام في هذه المرحلة الدقيقة الصعبة التي يمر بها شعبنا، بثوابت وطنية لا يمكن الخروج عنها وعلى رأسها العضوية في احزاب الائتلاف الحكومي، أي بمواقف هذه الاحزاب السياسية موقفها من حق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة، في حدود الرابع من حزيران 1967، وموقفها من العدوان المتواصل على شعبنا وموقفها من المساواة التامة للجماهير العربية، وموقفها من عدم تقديم قتلة شبابنا الـ 13 في احداث اكتوبر 2000، وليس لمواقفها الايديولوجية الطبقية. آن الاوان لكي تدرس قياداتنا الوطنية الحزبية والمنتخبة دمقراطيا، كيفية التعامل مع اولئك الذين ينتمون للاحزاب الصهيونية وبالذات احزاب الائتلاف الحكومي المتعاقبة المسؤولة عن انعدام احلال السلام والمسؤولة عن سياسة التمييز العنصري، وعن سلب الارض العربية وعن كل المآسي التي حلت بنا نحن البقية الباقية على تراب وطننا الغالي الذي لا وطن لنا سواه. آن الاوان، لكي نتعلم من تجربة الشعوب التي مرت بمثل هذه الظاهرة. وخير درس ممكن ان نتعلمه، هو موقف احرار الجولان السوري المحتل وكيف تعاملوا مع مثل هؤلاء.

(ام الفحم)

مريد فريد *
الخميس 6/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع