فليزعق إيتام حتى ينفلق



إنفلات النائب الفاشي افرايم إيتام من على منبر السلطة التشريعية أمس، لا يعبّر عن عقليته العنصرية فحسب؛ ولا عن أزمة المؤسسة الاسرائيلية برمّتها لكونها تهرب من الحلّ السياسي دون أن تجد بديلا سوى التورّط في جرائم الحرب القذرة؛ بل إن تحريضه العنصري الترانسفيري على جماهيرنا العربية، يعكس قوّة هذه الجماهير التي تقضّ بمواقفها الكفاحية مضاجع جميع حثالات الترانسفير الاسرائيليين.
فتصريحات، بل سموم ايتام، لم تفاجئنا. إننا نعرف هذه الشخصية، بما تمثّله، تمامًا. نقرأها في طروحاته الكولونيالية، وممارساته الدموية حين كان ضابطًا في جيش الاحتلال. نعرفها من كونه مستوطنًا، بل زعيمًا استيطانيًا. لكن زعيقه جاء على قدر الوجع. وجع من يمثل ويحمل سياسة فشلت وما انفكّت تفشل. ووجع من يريد من الجماهير العربية في هذه البلاد أقلية خاضعة خانعة، لكنها تخيّب أمله الخائب دومًا، حين ترفع صوتها ضد جرائم الاحتلال بحق شعبها، ولا يردعها رادع. لأنها جماهير صنعت بقاءها وحضورها ووزنها السياسي عبر أمرّ التجارب.
فمن مرارة التجربة بالذات، من صعوبات المواجهة اليومية والقومية الكفاحية، جنت الشّهد؛ شهدَ البقاء في الوطن والاصرار منه وفيه على إسكان الوطن في نفوس أبنائها وبناتها حيًا شامخًا. فمسيرة البقاء هي شوكة صُبّار حادة جارحة حيّة في حلوق جميع الزاعقين العنصريين.
كان من المثير للسخرية سماع ايتام يتحدث عن الديمقراطية. فموقف الجماهير العربية برأيه لا تتحمّله الديمقراطية. فهكذا عقليّات ترانسفيرية قاتمة لا تستوعب الجرأة لدى جماهير تصرّ على قول كلمتها ورفعها ضد جهاز احتلالي مجرم. وهي عقليات لا تستوعب ولا تفهم عمق الألم الذي يشعر به الجليل والمثلث والساحل والنقب كلّما انجرحت غزة أو الضفة. المفارقة هي أن المتحدث عن الديمقراطية هنا هو عدوّها. فهو يحمل طروحات عنصرية ويعيش حراميًا سارقًا لأرض الغير بوصفه مستوطنًا كولونياليًا.
لن نردّ على ايتام بنفس العملة. فرد هذه الجماهير الباقية عليه وعلى أمثاله، كان ولا يزال فولذة الموقف الكفاحي الذي تطرحه برأس شامخة وبكرامة عالية، ومعها حشد من الحلفاء في القوى التقدمية اليهودية، في وجه جميع جرائم ومجرمي الحرب.
فليزعق ايتام وأمثاله حتى ينفلقون.. هذه الجماهير باقية في وطنها الذي لا وطن لها سواه، وفيه لن تقبل بأقل من العيش بمساواة تامة وبرأس مرفوعة. أما أولئك الزاعقين، فإن مزبلة التاريخ فيها ما يكفي من أركان قاتمة تليق بهم.

"الاتحاد"

الخميس 6/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع