كلمة <<الاتحاد>>
لدفن هذا التوجه العنصري الترانسفيري

بشكل عنصري سافر تحدث امس، الاربعاء، وزير المالية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر هرتسليا. لم يتحدث في نطاق مسؤوليته كوزير للمالية حول سياسته لمواجهة مآسي التدهور الاقتصادي - الاجتماعي، الركود الاقتصادي والبطالة الواسعة وانتشار مظاهر الفقر والمجاعة في اسرائيل، بل اخذ يسبح في المحيط الذي لم يتجرأ خوض غماره طيلة المدة ومنذ ان اصبح وزيرًا في حكومة الكوارث اليمينية الشارونية، ونقصد في المجال السياسي والتعبير عن موقفه من القضايا السياسية الملتهبة، من قضايا الصراع والجماهير العربية، الاقلية القومية العربية الفلسطينية في اسرائيل. ففي خطابه امام المشاركين في مؤتمر هرتسليا جسّد نتنياهو عقليته العنصرية وتوجهه العنصري المعادي لحق الجماهير العربية بالمواطنة الكاملة. عاد نتنياهو الى ترديد المقولة السياسية العنصرية حول الخطر الذي يهدد طابع الدولة اليهودية من احتمال تغييرات في الموازنة الديموغرافية من جراء تزايد عدد العرب بشكل يؤثر سلبًا على بقاء اغلبية يهودية فيها. وفي رأي العنصري نتنياهو، ان المشكلة الديموغرافية ليست هناك في المناطق، واذا كانت موجودة فهي هنا، المشكلة الديموغرافية عرب اسرائيل، واذا كان الهدف هو دولة يهودية دمقراطية، فعلينا واجب الحفاظ على وجود اغلبية يهودية!!. ولا يتورع نتنياهو عن الاشارة والتأكيد بانه يجب انتهاج سياسة رسمية مبرمجة تحجم عدد ونسبة العرب من السكان في اسرائيل وانه اذا زاد العدد عن النسبة المرسومة فيجب اتخاذ الاجراءات المناسبة للحفاظ على الاغلبية اليهودية في اسرائيل. انها دعوة مبطنة ولكنها مفضوحة تدعو الى اللجوء الى مخطط الترانسفير العنصري الاسود للتخلص من العرب او من بعضهم، ترحيلهم او تعقيم نسائهم وتحديد نسلهم.....

إن مسؤولا سياسيًا بهذه العقلية العنصرية الترانسفيرية الوقحة والسافرة مكانه ليس ابدًا كرسي الوزارة بل السجن ليتعفن خلف قضبانه. ولو كان النظام القائم دمقراطيًا عادلا لأقال هذا الوزير العنصري الذي يعتبر جزءًا من مواطني الدولة، اهل البلاد والوطن الاصليين خطرًا امنيًا يجب مواجهته.

ان سيادة العقلية العنصرية المعادية للعرب المعششة في أدمغة أرباب حكومة اليمين الشارونية، في دماغ نتنياهو وشارون وليفنات ولانداو وغيرهم هي المشكلة وليس أبدًا ابناء هذا الوطن المشترك من المواطنين العرب. ومواجهة هذه العقلية العنصرية والسياسة العنصرية والترانسفيرية والفاشية تستدعي رص اوسع جبهة تصدِّ يهودية - عربية ومن كل القوى التي يهمها ان تكون اسرائيل فعلاً دولة دمقراطية تسودها المساواة والعدالة الاجتماعية بين جميع مواطنيها وخالية من جراثيم العنصرية والترانسفيرية والفاشية المدمرة.

("الاتحــــــــــــاد")
الخميس 18/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع