وكأنها لا تمت إلى الواقع بصلة:
رايس تتحدث عن استئناف المفاوضات وعباس يشترط التهدئة



حيفا- مكتب "الاتحاد"- أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية تلقيها "تأكيدات" من الفلسطينيين والإسرائيليين على نيتهم وسعيهم لاستئناف مفاوضات السلام، فيما اشترط الرئيس الفلسطيني إجراء مثل تلك المحادثات بالتوصل أولا إلى تهدئة، أما الحكومة الإسرائيلية فقد اشترطت بدورها وقف العدوان بوقف مماثل للصواريخ من قطاع غزة!!
وقالت كوندوليزا رايس- في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني- إن طرفي المحادثات "أبلغاني أنهما ينويان استئناف المفاوضات وهما على اتصال ببعض لتحقيق هذا الأمر".
ونفت رايس أن يكون التوصل إلى تهدئة "شرطا" لاستئناف المفاوضات، كما اشترط ذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت الوزيرة الأمريكية: "لقد تحدثت مع عباس، ومن الواضح أنه يريد الهدوء. لكنه ليس شرطا للمحادثات" حسب زعمها.
وكان الرئيس عباس صرح في وقت سابق بأن المفاوضات "يجب أن تستأنف بالتأكيد، لكن بعد حصول تهدئة".
وقال الرئيس الفلسطيني- في مؤتمر صحافي مشترك في رام الله مع الرئيس المجري لازلو سوليوم- إن القاهرة "تبذل مساعٍ حثيثة" للتوصل إلى التهدئة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أبلغته بإرسال مساعدها لشؤون الشرق الأوسط ديفد وولش إلى القاهرة لنفس الهدف.
من جانبه صرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الرئيس عباس يؤكد "النية لاستئناف عملية السلام". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أبو ردينة قوله إن عباس "يثمن" جهود الوزيرة الأمريكية بهدف "حماية عملية السلام والمفاوضات" على حد تعبيره.
من جهتها هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار المجلس الوزاري الاسرائيلي الأمني المصغر مواصلة العدوان على قطاع غزة، معتبرة إياه بأنه استمرار "للمسلسل الدموي والحرب المدمرة" ضد الشعب الفلسطيني.
وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة ولقاءاتها مع "جنرالات الحرب الإسرائيليين" تهدف للتأكيد على أن مشروع بلادها وتل أبيب هو "تدمير قطاع غزة وإسقاط حركة حماس وتدمير برنامج المقاومة".
وأضاف أن رايس أعطت المبررات للاحتلال بالاستمرار في استهداف غزة، عندما ألقت باللائمة على حماس وتحميلها مسؤولية ما يجري بالقطاع.
وجاء هذا الموقف، بعد أن أمر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر بإعداد خطة تهدف إلى منع إطلاق الصورايخ من غزة باتجاه إسرائيل منعا نهائيا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أثناء اجتماع المجلس بحضور وزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، إن عمليات الجيش ستتواصل في غزة، طالما استمر إطلاق الصواريخ.
وأضاف أولمرت: "إذا لم تطلق أي صواريخ من نوع القسام على إسرائيل فلن تشن إسرائيل هجوما على غزة، نحن لا نستيقظ في الصباح لنفكر في طرق لمهاجمة غزة".
وفي سياق منفصل وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، قال وزير الإعلام رياض المالكى إن السلطة الوطنية قبلت المبادرة اليمنية بخصوص الحوار بين حركتي حماس، والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وأضاف المالكي أنه في حال قبول الأطراف الأخرى المبادرة، فإن المرحلة المقبلة ستشهد حوارا وطنيا فلسطينيا شاملا.
من جهتها رحّبت حماس بتلك المبادرة من أجل الحوار مع فتح. وفي تصريحات صحافية، قال نائب التشريعي عن حماس مشير المصري إن قلوب وعقول مسؤولي الحركة مفتوحة لأي حوار وفق أي مبادرة ما دام حوارا غير مشروط.

الخميس 6/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع