بوش: أنا محبط من الدور السوري! رايس: إرسال «كول» رسالة دفاع عن مصالحنا !



* المعارضة تـرد على صفـير: ما بعـد «قانون السـتين» إما المحافظة أو الدائرة الواحدة * بوش «محبط بشدة» من الأسد ... وسولانا يجزم: القمة في موعدها ومكانها *

السفير - ملأ الحديث عن لبنان وأزمته، البيت الأبيض في واشنطن، كما المنابر التي اعتلتها وزيرة خارجية الولايات المتحدة كوندليسا رايس من طائرتها في طريقها الى المنطقة ومن ثم في القاهرة ورام الله وتل أبيب، وما غاب عن بالها أو عن بال الرئيس الأميركي جورج بوش، أكمله المبعوث المشترك للاتحاد الأوروبي وللإدارة الأميركية خافيير سولانا في بيروت، خاصة أنه مهّد لرحلته اللبنانية باجتماعات عمل مع رايس في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وظهرت مفاعيلها في تصريحاته التي دافع فيها عن إرسال المدمرة الأميركية «كول»، داعيا الى «وجوب انتخاب رئيس لبناني قبل قمة دمشق»، وقال ان القمة العربية «ستعقد في مكانها وزمانها المحددين»!
وبالتزامن مع وصول رايس إلى المنطقة، أعلن مسؤولون في البحرية الاميركية، في واشنطن، إن البحرية أبدلت بارجتين كانت أرسلتهما قبالة الساحل اللبناني، الأسبوع الماضي. وقال المسؤولون إن الطراد «بحر الفلبين» والمدمرة «روس» حلا محل المدمرة «كول» وسفينة للتزود بالوقود، أمس الأول. وأضاف هؤلاء أن سفينة أخرى للتزود بالوقود بقيت في مكانها، ما يعني أنه ما زالت للولايات المتحدة ثلاث بوارج حربية في المنطقة. وجددوا القول إن البوارج غير مرئية من الساحل اللبناني، لكن وجودها يستهدف إرسال إشارة إلى سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط، بأن الولايات المتحدة ملتزمة باستقرار المنطقة.
وهكذا حاصر الأميركيون وحلفاؤهم الأوروبيون، اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية التي بدأت، مساء أمس، في القاهرة، على مأدبة عشاء أقامها على شرفهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وبدا التعويل على إمكان تزخيم المبادرة العربية قفزة في المجهول، وخير دليل هو تعرض «الأفكار الجديدة» التي تحدث عنها موسى الى هجوم من جانب فريق الأكثرية، الذي اعتبر أن هذه الأفكار المتمثلة بتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة «عبارة عن محاولة سورية لتدمير المبادرة العربية»!
ومع تراجع المناخ الإيجابي الذي ساد خلال الساعات الماضية، ألمحت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى «أن ثمة قراراً معلناً لدى فريق الأكثرية بإقفال اي باب او اية نافذة يمكن ان تؤدي الى حل.. وكلما فتحنا باباً أقفلوه»؟
واستغربت المصادر أن يعمد هذا الفريق الى نسب الافكار الجديدة الى سوريا، وهو امر لا يتفق مع الواقع على الاطلاق، «فهذه الافكار هي من صنع عمرو موسى، ومن تأليفه وإخراجه، وما جرى في الاتصال بينه وبين بري من شأنه أن يضع النقاط على الحروف»، ذلك ان موسى هو من بادر الى الاتصال ببري، وطرح عليه أفكاراً جديدة للحل، فبادره بري بالقول «بصرف النظر عن هذه الأفكار وعن ايجابياتها او سلبياتها، فأنا شخصيا لست مستعدا لأن اكرر تجربة الـ10ـ10ـ,10 ولأن المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين، أتمنى عليك ان تسعى الى إنضاج هذه الأفكار والاقتراحات مع فريق الموالاة، أولاً، ومع الجهات العربية المعنية، ثانياً».
وعندما سأل موسى بري عما اذا كان مستعدا لإرسال ممثلين عن المعارضة الى الجامعة العربية، رد بما مفاده، عندما تنجز عملية إنضاج وتسويق الافكار، تهون كل الامور، وبالتالي ليس ما يمنع ارسال اي كان.
الا ان مصدرا دبلوماسيا عربيا اكد لوكالة «فرانس برس» ان موسى «نقل أفكاراً من القيادة السورية»، معتبراً أنها «تعجيزية»، وموضحا انها تقوم على فكرة «قيام حكومة انتقالية وإجراء انتخابات نيابية مبكرة».
في هذه الأثناء، وعشية الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة، اليوم، تبنت بكركي موقف النائب سعد الحريري وباقي قوى الأكثرية لجهة رفض قانون الستين، وقال البطريرك الماروني نصرالله صفير إن ما صحّ في قانون الستين لم يعد يصح اليوم «والأصح هو اعتماد القضاء المصغر». وأشار إلى أنه «اذا كان لا بد من أخذ القضاء كقاعدة، فيجب ألا يتحمل القضاء أكثر من مرشحين أو ثلاثة».
وقد لاقى موقف صفير ردود فعل ايجابية من جانب فريق الأكثرية، خاصة أن قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع تبنى موقفا مماثلا لبكركي. أما من جانب المعارضة، فقد أحدث موقف صفير صدمة حقيقية، خاصة في أوساط العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، حيث قرر الأخير الرد في مؤتمر صحافي ظهر اليوم على موقف بكركي، فيما تريث عون في اتخاذ موقف بانتظار الاستماع إلى وجهة نظر صفير الكاملة.
ونقل زوار الرئيس بري عنه، امس، ردا غير مباشر على صفير بقوله إن الكلام في قانون الانتخابات يجب ان يكون في القضاء وما فوق (تكبير الأقضية او المحافظات او الدائرة الواحدة)، لافتاً إلى ان تجزئة القضاء «تعتبر مساً باتفاق الطائف». وتساءل زوار عين التينة كيف أن البعض يطالب المعارضة بأن تعلن صبحاً ومساء التزامها بالطائف، فيما هم بسلوكهم وممارساتهم يطيحون بروح الطائف ونصه نهائياً.

 

بوش: أنا محبط من الدور السوري!

في هذه الأثناء، أكد الرئيس الأميركي جورج بوش، بعد لقائه العاهل الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض على «دعمه القوي للرئيس السنيورة وتحالف 14 آذار».
وقال بوش «أدين بقوة التدخل السوري في العملية السياسية اللبنانية. وأنا محبط بشدة من أن قائد سوريا (بشار الأسد) يواصل جعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لحكومة (فؤاد) السنيورة كي تنجح، وأنا لا أقدر بالفعل حقيقة أنهم (السوريون) أعاقوا الحكومة عن القيام بانتخاب رئيس (للبنان)».
وأضاف بوش «كان لنا نجاح ديبلوماسي في الماضي حين أقرّ مجلس الأمن قراراً (1559) طالب فيه سوريا بترك هذه الديموقراطية الوليدة (لبنان) كي تنمو من تلقاء ذاتها، والآن إنهم يتدخلون مجدداً في السياسة الداخلية لهذا البلد».
أمّا الملك الأردني فقال إنّه ناقش مع بوش «الدور المؤثر الذي يمكن للدول العربية أن تقوم به في المسألة اللبنانية، وكيفية تقديم الدعم لعملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان بأقصى سرعة ممكنة».

 

رايس: إرسال «كول» رسالة دفاع عن مصالحنا

وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، أمس، إنّ إرسال المدمرة «كول» قبالة السواحل اللبنانية هو رسالة تستهدف تأكيد قدرة الولايات المتحدة على حماية مصالحها ومصالح حلفائها، فيما أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنّ القمة العربية «حدث سنوي سيُعقد».
وقالت رايس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أبو الغيط، إنّ «لدى الولايات المتحدة وجوداً عسكرياً في المنطقة منذ زمن طويل وهو ببساطة (يهدف) لكي يكون واضحاً تماماً، ان الولايات المتحدة قادرة وعازمة على الدفاع عن مصالحها ومصالح حلفائها».
وأوضحت رايس أنّ الأزمة في لبنان «لا علاقة لها بالولايات المتحدة أو بأي كان، إنما تتعلق بحق اللبنانيين. ينبغي أن ينتخبوا رئيساً وأن يتم ذلك بسرعة»، مشيرة إلى أنّ اللبنانيين «عاشوا طويلا في ظل الوجود الأجنبي والترهيب الأجنبي، وقد أكد المجتمع الدولي في العام 2004 أنه يجب ألا يكون هناك وجود أجنبي».
وتابعت رايس «الوجود السوري غادر لبنان في العام ,2005 والآن يجب أن يكون الشعب اللبناني قادراً على ممارسة حقه الدستوري في انتخاب رئيس جديد، وهناك غالبية في لبنان تحت قيادة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، وبالتالي فإنّ العملية بسيطة».
من جهته، قال أبو الغيط إنّ «موضوع القمة العربية موجود في صلب ميثاق الجامعة العربية حالياً، أي أن القمة تعقد في شهر آذار من كل عام، ومن هنا فمن الطبيعي أن تعقد هذه القمة»، لكنه أوضح أنّه «عندما كان الحديث يدور، ولا يزال، عن قمة ناجحة فإننا كنا نؤكد أن التسوية في لبنان وانتخاب رئيس للبنان يمكن أن يساهم مساهمة قوية في تحقيق قمة عربية فاعلة، وبالتالي فإننا نأمل أن يتحقق انتخاب الرئيس اللبناني في 11 آذار... وهذا لا شك في أنه يفتح الطريق إلى هذه القمة الناجحة كما نأمل».
وكانت رايس، بررت للوفد الصحافي المرافق لها على الطائرة عدم زيارتها لبنان في جولتها الحالية، بالقول «إننا في اتصال مستمر مع الأطراف في لبنان».

 

سولانا: يجب انتخاب رئيس قبل القمة!

ومن بيروت، انتقد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عدم تعاون سوريا في الملف اللبناني (الانتخابات الرئاسية)، وأعلن بعد زيارة قصيرة لبيروت التقى خلالها الرئيسين بري والسنيورة عن استمرار الدعم الأوروبي للمبادرة العربية ولحكومة الرئيس السنيورة «الشرعية». وقال «يجب انتخاب رئيس قبل موعد القمة». وأمل «بأن يتم تمثيل لبنان في القمة العربية من خلال رئيس منتخب». وقال «رسالتي لسوريا في ما يتعلق بلبنان هي التعاون بأكبر قدر ممكن، ولا أظن أنها تتعاون بأكبر قدر ممكن». ورداً على سؤال قال سولانا «إن القمة العربية ستعقد في الوقت والمكان المحددين».
وفي القاهرة، بدأت، ليل أمس، اجتماعات وزراء الخارجية العرب، على عشاء عمل في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على أن يعقد الاجتماع الوزاري الموسع اليوم لمناقشة الأوضاع في غزة وترتيبات عقد القمة العربية وموضوعاتها وملف لبنان، حيث سيتم الاستماع إلى تقرير عمرو موسى حول مساعيه في لبنان.
وجدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم التأكيد أن القمة ستعقد في موعدها المقرر في دمشق، مشيراً الى أن «مستوى التمثيل سيكون فوق مستوى التمثيل في قمم عربية أخرى». وقال إن دعوة ستوجه إلى السعودية، موضحاً إن دعوة «ستوجه إلى لبنان ولبنان يختار من يمثله».
ورأى المعلم إن «اللبنانيين قادرون على تحقيق التوافق في حال وضعوا مصالح لبنان أولاً»، مضيفاً أن «المبادرة العربية لم تصل إلى حائط مسدود وما زال الأمين العام للجامعة العربية يأمل في استمرار جهوده». ورداً على سؤال حول الدعوة لتأجيل الخلاف حول تشكيلة الحكومة اللبنانية إلى ما بعد القمة، حتى يمثل الرئيس اللبناني بلاده في القمة، قال إن «هذا شأن اللبنانيين أنفسهم»، معرباً عن أمله في أن «يتوصل اللبنانيون إلى توافق حول الخطة العربية المتكاملة التي وضعتها المبادرة العربية».
يذكر أن وزير الثقافة طارق متري ومستشار رئيس الحكومة محمد شطح وصلا أمس الى القاهرة ومن المقرر أن يمثلا اليوم لبنان في مؤتمر وزراء الخارجية العرب.

الأربعاء 5/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع