خسِئتْ خفافيش الظلام... فنور الحق والصدق سيعميها دائما وأبدا...



نعم خسئت خفافيش الظلام التي لا تُحسن العيش الا ليلا، وشرطتها تتحرك بهمسها، وعاشت الشبيبة الشيوعية رفيعة الاخلاق ونظيفة اليد وستبقى مرفوعة الرأس بكل المقاييس والقيم الانسانية. فجميعنا يعرف ان لا بد للطاغوت الكبير من طواغيت اقزام صغار ينشرون آثامه ويعلقون لعناته في واجهاتهم وميادينهم الخفية.

خسئوا، وضلوا والخسيس بطبعه
    يلقى الكرامة والمكارم عار

فقط في الانظمة المشلولة البصر والبصيرة بالامكان قلب الحقائق رأسا على عقب وحكومتهم على شاكلتهم، وفيها فقط تتطاول السلطة واذرعها البوليسية على الشرفاء من ابناء الشعب الساهرين العاملين على مصالحه العامة وحتى الخاصة. ما يزكم الأنوف ويزعج النفس ويقلق ان هذه السلطة وعكاكيزها غير قابلين للتعلم والاستفادة من دروس الماضي غير البعيد، وهم مع شدة غبائهم وحمقهم هذا يعاودون تجاربهم الفاشلة مرة تتلوها اخرى معاودين اسلوبهم الارهابي الرخيص القديم. ففي الاسبوع الفائت تعرض البعض من الطلاب القياديين في مدرستنا الثانوية الى عملية تحقيق استفزازية من جراء حادث اثيم تعرضت له المدرسة. فما كان من عملاء المخابرات خفافيش الظلام – كما يظهر – الا ان اشاروا ببنانهم القصير لأسيادهم وشرطتهم والتي هي في خدمة مصالحهم السياسية وغيرها – زمنيا – الى هؤلاء الطلاب ومن غير وجه حق؟ لا بد ان هؤلاء النفر البغيض انهم يتجهون الى ضيق الدائرة كلما ارتقينا في ادراكنا لسياسة عدونا الرئيسي وشرطته، فنحن كأقلية قومية في تصاعد دائم لهذا الادراك والمفهوم الاساسي والرئيس والذي هو سياسة حكومتهم، الامر الذي يزيد في حنق مخططي تلك السياسة علينا، وتلك الاذرع القصيرة الباع تصول وتجول في ساحة تلك الحكومات وتريق ماء الوجه امام ابواب السلطة.
على تلك الفكرة المتأصلة عندنا نود ان نوجه نصيحة لهؤلاء علها تُحدث تطورا وارتقاء في عقولهم البائسة مريضة الفكر الضيق وتعيسته، علها تؤازرهم وتثنيهم عما هم فيه من غيّ لما فيه مصلحتهم هم بان يقرأوا كتابين اثنين الاول "جيش الظلال" والآخر "العرب الصالحون" لمؤلف واحد اطلع على ارشيف مخابرات دولة العز، ومن حيث انهم من تلك الفئات الخسيسة فلعل تجربة القراءة تلك تفيدهم ان فهموا المقروء من المكتوب..؟ واستبدلوا بضاعتهم النتنة تلك..
ان احدى العِبر الجليّة والواضحة من هذين الكتابين ان حالهم سيؤول كحال نصف الليمونة بعد ان تعصر ويستفاد من سيلها الضئيل سيكون مكانها فقط سلة الزبالة.. اما هم فسيكون مكانهم مزبلة التاريخ المفضوح ولو بعد مرور ثلاثين عاما على ارشفة سلطتهم وحكومتهم الفاسدة والحاقدة والناضحة عنصرية وبهتانا.

حذّر بني وطني، فذاك عدوهم
    مهما تقلب في المظاهر ماكرا

نحن لسنا بصدد الدفاع عن انفسنا وعن شبيبتنا الشيوعية بل نحن في حالة هجوم دائم وثابت على اعداء كل القيم، اعداء المصالح العامة ومخربيها، والجميع يعلم ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي، والشبيبة الشيوعية، والجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة تنظيمات اعناقها تلامس عنان السماء شموخا وإباء، تثقف كوادرها وعلى مدار عقود على ارفع واسمى القيم والاخلاق من مفاهيم الصدق، والجرأة والحب، والخير والجمال، نثقف كما ثقفنا على المقارعة ومن غير يأس او محاباة من اجل كل ما يفيد شعبنا ووطننا في زمن البحبوحة وفي زمن الردة لأن الامر عندنا مبدأ ورسالة حياة لا تتغير بتغير الزمن او المكان.. نعتقد اننا في رأس الهرم في هذا المضمار عاكسين حسّنا، وفكرنا النير على جماهيرنا لكل ما هو حسن لمصلحة وطننا وشعبنا.

إن كان ماضينا فخارا فانما
   بحاضرنا تعلو المحامد والفخر

ان الغيرة للحق نبل والغيرة للوطن عزة وشرف والغيرة للأخلاق تطهر وتسامٍ، ان كل كفرساوي غيور على مصلحة قريته يعلم حق العلم ماذا قدمت كوادرنا وما زالت شبيبتنا الشيوعية الى جانب الكثير الكثير من الجمهور الحي، الواعي المتطوع من اهلنا الاعزاء لما يخدم مصالح قريتنا وأهلها لا نُمنن في واجبنا على احد بل من اجل اظهار الحقيقة ساطعة واضحة وخصوصا للاجيال الشابة والناشئة. لقد اخذنا على عاتقنا دائما قول كلمتنا في الحق، فان لم تُحدث اثرا اليوم فقد تحدثه غدا وسنقولها لأن صاحب الكلمة في الحق والأمانة لا يملك الا ان يقولها فاذا خنس كان شيطانا اخرس، اوَتدري لماذا اخي القارئ، لأنه يعين الآخرين الفاسدين منهم على استمرار آثامهم والتمادي في تجاوزاتهم، وليعلم الساكت عن الحق، ان صمته سيفسر رضى وتأييدا وهو لا بد شيطان اخرس...

قد نال خيرا في المعاشر ظاهر
   من كان تحت لسانه مجنوءا
باء الكلام بمأثم والصمت لم
   يك في الاعم بمأثم ليبوءا

فهم على ذلك يخونون امانتهم وصدقهم إن كانت لهم ثمةامانة وصدق!!
ان ما قدم لمصلحة مدرسة يني الثانوية من كوادرنا يشهد له القاصي والداني ونحن لا نخفي ولا نحابي احدا اننا نعتز بهذا الصرح الشامخ ابدا، بكوادره، بمعلميه وبموظفيه ونرفع هامتنا عالية ناطحة السحاب فيها صرح ومؤسسة عريقة خرجت وما زالت قياديين وعلى جميع الصعد، في السياسة والعلم، والطب، والادب وعدّد ما شئت بكل ما له صلة في مصلحة مجتمعنا ووطننا حتى امتدت الى اجزاء كثيرة من عالمنا حيث لنا سفراء علم تربوا وتعلموا في هذا الصرح، وقد تربينا وما زلنا نمرر هذه التربية الى شبيبتنا بالمحافظة على مدرستنا الثانوية كبؤبؤ العين وكمهجة النفس، وهّاجة في وجه كل معتد اثيم، نحن على ثقة تامة بان التحقيق الارعن للشرطة مع بعض قيادي الطلاب ما هو الا محاولة خسيسة، دنيئة ومحاولة مخابراتية فاشلة واهية لارهاب رفاقنا وثنيهم وكسر شوكتهم عن حركتهم الفاعلة الواعية في المدرسة وبين زملائهم وفي مجتمعهم بشكل عام، فانظروا وعوا ايها الاخوة: لمن تشير اصابع الاتهام، الى رئيس مجلس الطلاب طارق محمود سعد، وسكرتير لجنة الطلاب بشار اياد الحاج: اية مسرحية هزلية مفضوحة تعرضها الشرطة لنا، اية مسخرة، اية لعبة ساقطة تحاول وأذرعها تمريرها على الناس، خسئوا فما ربحت تجارتهم..!
اننا نعلنها صرخة عالية مدوية وصادقة وليسمع كل العالم – ومع كل التواضع – اننا من الحراس القليلين للحقيقة والعقل في عالم كبير من الاكاذيب.. ولكن:

احلامنا تزن الجبال رزانة
  وتخالنا جنا اذا ما نجهل

لقد تم الاعتداء على حرمة مدرستنا الغالية الكثير من المرات، تعرضت لسرقة الحواسيب مرات ومرات ولم تحرك السلطة والشرطة واذنابها أي ساكن بل لربما اغلق الملف وسجل ضد مجهول، والمؤسف ايضا ان العديد من المدارس وفي كثير من الاماكن والقرى يتم انتهاك حرماتها وما من سامع او متحرك.
نحن شيوعيون، وجبهويون وشبيبة ونستنكر شديد الاستنكار هذه الاعتداءات السافرة، ونطالب مجالسنا المحلية بالعمل على الحفاظ على حرمة هذه المدارس ونطالب الشرطة بالكف عن الملاحقة السياسية الفاضحة لرفاقنا وانهاء التحقيقات المشبوهة حالا، فالتحقيق الصادق الذي يتوخى اظهار الحقيقة وكشف المعتدي يبدأ بالفحص والمعاينة من يوم الاعتداء وليس بعد فترة والتي بها فكروا اين يصبون جام خبثهم ولؤمهم ومن يتهمون زورا وبهتانا، وخدمة لمآربهم السياسية.

اذا المرء لم يدفع يد الجور إن سطت
  عليه فلا يأسف اذا ضاع مجده
واقتل داء رؤية العين ظالما
  يسيء ويُتلى في المحافل حمده
عفاء على الدنيا اذا المرء لم يعش
  بها بطلا يحمي الحقيقة شُده

ان احد مظاهر الردود الحاسمة على تعلق جمهورنا وحبه وتقديره ووفائه لمدرسته الثانوية كان بالتكريم الحافل والمهيب لأحد اساتذة هذا الصرح المفضال، المربّي رفيق الحزب الشيوعي الاسرائيلي وعضو الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة الذي عمل وصقل وربّى العديد من الاجيال على مدار ثمانية وعشرين عاما وما زال، ان كان ذلك في الحضور والحشد او في الكلمات الحميمة الصادرة من القلب، الجياشة التي القيت في الاحتفال ومضمونها وما ذلك الا وفاء لهذا المعلم المعطاء ومسيرته الناصعة البيضاء التي لا تخفى على احد ولمؤسسة المدرسة الثانوية، حتى وان كان تقاعده قسريا، مؤلما وظالما!

وفي الزرازير جبن وهي طائرة
  وفي البزاة شموخ وهي تحتضر!

وفي حالتنا هذه نحن في اشد البعد عن الاحتضار بل في قمة العطاء وعلو الهمة، أوهل يكون كثيرا ان نفصح عما في نفوسنا بصدق حيال من بقي وفيا لمبدأ، مخلصا لخطة، محترما لصرحه ومدرسته. مما ليس فيه ادنى شك ايضا ان الالتفاف والمشاركة الفاعلة بالحضور والتبرع للمدرسة واغناء اللقاء الاحتفالي السنوي والذي تقيمه لجنة اصدقاء مدرسة يني الثانوية بتاريخ 13/3 من الشهر الجاري في قاعات داود للافراح في كفر ياسيف سيساهم ايما مساهمة بقسطه متمسكا بهذا الصرح ومصلحته وارتقائه الى العلى، فشاركوا وقوّوا مدرستنا الثانوية الجوهرة في تاج بلدنا الحبيب. وليخسأ المتطاولون على الشبيبة!

(كفر ياسيف)

د. جمال شريف *
الأربعاء 5/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع