غارة جوية أمريكية على مدينة صومالية تسفر عن مقتل مدنيين



*وجهاء قبائل صومالية يقولون ان الطيران الأمريكي قصف مدينة يسيطر عليها اسلاميون في جنوب الصومال*

مقديشو- وكالات- استهدفت غارة جوية قام بها الطيران الأمريكي بحسب وجهاء قبائل والمتمردين الصوماليين الليلة قبل الماضية، مدينة يسيطر عليها اسلاميون في جنوب الصومال ما ادى الى سقوط اربعة قتلى مدنيين على الاقل.
وفي وقت لاحق، اعلن مسؤول عسكري أمريكي في واشنطن ان الجيش الأمريكي اطلق الاثنين صاروخا عابرا على جنوب الصومال قرب الحدود الكينية مستهدفا مسؤولا في تنظيم القاعدة.
وقال عبد الله شيخ دوالي احد الوجهاء في قرية دوبل الواقعة على بعد 500 كلم الى جنوب غرب العاصمة الصومالية على الحدود مع كينيا، "حصل الامر في وقت متأخر ليلا، حين القت طائرة أمريكية ثلاث قنابل على ثلاثة اهداف بينها منزلان في بلدة دوبل، مما ادى الى مقتل اربعة مدنيين".
واكد الناطق باسم الحركة الاسلامية مختار روبو حصول هذه الغارة.
وقال المتحدث باسم الاسلاميين: "يمكنني التأكيد ان الأمريكيين قصفوا القرية واصابوا اهدافا مدنية ظنا منهم انها تأوي اسلاميين".
واضاف: "لقد استخدموا طائرة ايه- سي 130" في اشارة الى طائرات هيركوليس ايه- سي 130 التابعة للجيش الأمريكي والتي تحلق ببطء وعلى علو منخفض وقوتها النارية مدمرة.
واوضح: "رجالي قالوا لي انها كانت طائرة من نوع ايه- سي 130 وهو نوع الطائرة نفسها التي قصفتنا المرة الاخيرة" في كانون الثاني 2007.
واكد المتحدث: "لم يقع جرحى (في صفوفنا) لكنهم قتلوا مدنيين بينهم اطفال ونساء"، لكنه لم يكن في وسعه اعطاء حصيلة دقيقة.
وتملك الولايات المتحدة في جيبوتي التي تبعد بضعة كيلومترات عن الصومال، قاعدتها العسكرية الوحيدة في افريقيا وهي تشكل ركيزة حربها على الارهاب في منطقة القرن الافريقي.
ورفضت القيادة المركزية لقوات البحرية الأمريكية المتمركزة في البحرين الادلاء بأي تعليق عندما وجه اليها السؤال وطلبت من الصحافيين توجيه الاسئلة الى وزارة الحرب الأمريكية في واشنطن.
والجيش الأمريكي هو الوحيد الذي شن غارات جوية ليلية باستخدام طائرات ايه سي- 130 في الصومال منذ نهاية العام 2006 والتدخل في البلد المجاور لاثيوبيا.
ويملك الجيش الاثيوبي المنتشر في الصومال لدعم القوات الحكومية في المكان مروحيات قتالية غير مجهزة للطيران ليلا.
وهي المرة الثالثة التي يتدخل فيها الجيش الأمريكي في الصومال منذ 2007 في اطار الحرب الأمريكية الإرهابية على ما تصفه الولايات المتحدة بـ"الارهاب".
وفي حزيران 2007، قصفت سفينة تابعة للجيش الأمريكي اهدافا مفترضة للقاعدة في شمال شرق الصومال.
وفي كانون الثاني من السنة نفسها شن الطيران الأمريكي غارتين على الاقل في جنوب الصومال ضد عناصر يشتبه في انتمائهم الى القاعدة ما ادى الى سقوط مائة قتيل على الاقل بحسب وجهاء قبائل.
وقد اقرت واشنطن بعد ذلك ان الغارة التي شنت في السابع من كانون الثاني استهدفت مسؤولين عن الاعتداءين على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في 1998، اثر الاطاحة بالرئيس محمد سياد بري.
من جهة اخرى، قتل خمسة اشخاص على الاقل بينهم قائد الشرطة أمس الاثنين في هجوم لمتمردين اسلاميين على مدينة برهاكبا على بعد 180 كلم جنوب غرب مقديشو، كما قال حاكم المنطقة وشهود عيان.
واوضح حاكم منطقة بيداوة عبد الفتاح محمد ابراهيم: "ان مسلحين سيطروا لوقت قصير على المدينة وقتلوا قائد شرطة المنطقة".
وقتل مسؤولان ومدنيان اثر مواجهات بين المتمردين الاسلاميين والجنود الاثيوبيين قرب مركز مراقبة عند مدخل المدينة على ما افاد شهود عيان.
وتعيش الصومال على وقع حرب اهلية منذ 1991 عند سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري.
وفي العام 2006، سيطرت المحاكم الاسلامية لمدة ستة اشهر على القسم الاكبر من وسط وجنوب البلاد بينها العاصمة مقديشو قبل ان تهزم في نهاية 2006 مطلع 2007 اثر تدخل الجيش الاثيوبي لدعم الحكومة الانتقالية الصومالية.
ومنذ ذلك الحين، يشن متمردون صوماليون بقيادة اسلاميين حرب عصابات ويكثفون الهجمات في مقديشو لا سيما ضد القوات الاثيوبية والصومالية وعناصر بعثة الاتحاد الافريقي.

الثلاثاء 4/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع