دموعٌ على غزةَ هدى الغالية



 

 

 

 

 

 

 

يشجون القرى منذ النكبة الأولى
ببارود الصناعات الحديثة
يعتلي صوتُ الأنينِ
الحائطَ المكسورَ والشباك فيه.
الخيمة اسدينا نواصيها دموعا.

 

فلسطيني يحاكي اللهَ التاجَ
والشعرَ
الرافضَ الأمرَ
السائلَ الأفعى
نزولا للدُنية.

 

يا أبانا آدم العاري
لماذا تقصف الحي الفلسطيني
وتبقى ابنتيه السائلات العرش
عند الحائط المكسور والشباك فيه.

 

بين البراري يأخذ الخيمات
مرعا للجروح المثخنة
والحائط المكسور
ذو الشباك يجوب الرؤى.

 

ما لفلسطيني جولاتُ
بساحات اللجوء الوافرة
إلا المَلاكُ الحائط المكسور
والشباك بين الحارِسين الموكبِ

 

والحائط المكسور ذو الشباك
رمزا
يأخذ التهجير منذ النكبة الأولى.
يلتف حول الرأس كالأرض اجتذابا للقمر.


 
شبابيك الشبابيك الفلسطينية
تقول البدعة الخرقاء : بيل جيتس
في البدء كان الوورد
وكان الوورد عند الله العظيم
الوورد كان الله
مايكروسوفت كان ويندوز الملايين.
تأتي طائرات البدء
تختار الشبابيك الفلسطينية للعراك.

 

شبابيك الحواسيب والمايكروسوفت
استضافت نكبة الفوضى 
للجري في سباق عند رمل الشاطئ الغزيِّ

 

خمسا من الأطفال يختارون رملا
قرب بيت المارد الغزيِّ
عند السلحفاة النائمة،
يستحمون الرذاذ البارد،
البَذْرُ المناجي ضوء شمسٍ
يقضمون اشهى غداءاً كالعشاء اليسوعي الأخير.


 
يهوى أباً تقليدَ صوتَ اليمام الحالم.
استثنى هدى بالقول مكراً:
نأخذ الإخوان دون البنت
نبقيها لبيت يعشق
الصمت المديد الجارف.
للتو ينهال المزاح
العائلة ابقت هدى توتير اعصابٍ .
يذوقون النكات المفرحة
قبل النزول الأول البحرَ اليتيمَ المستحمون.

 

يا أبت احمل ابنتك الصغيرة
للرمال على شواطئ غزة المتناثرة
كتتابع الأسطورة الجشعة
لشمشوم الكبير على مراسي عقل
حاكمة الحدود اللندنية
مصدر العاهات في مدن المحبين المسالمين.

 

يا ابنة عقد عمري الأربعين
ثمانية إخوانك،
الكتفُ استعد البهجة
الثِقَلُ البنينُ الحالمين
كمهجة العصفور
يصطف الأغاني
عند حبل غسيل ابناء القمر.

 

سأجعَلَك إن حملت الشال باليد
والفناجين الثلاثة والجريدة والبذور
عروس بحر – حوريةً يا أبي
ونهديك تضحي
مثل صورة عنزةٍ عند المجاز.

 

أيا هدى يا غالية
ساصطاد العروس الحالمة حورية البحر
عند البيوت المكفهرة
قرب مسرى هاشم الجد القديم الأول
الباقي على الدرب المحاذي شمس
عربان الطريق من مغرب
للقاهرة، في غزة المآساة ،حيفا
والمسارات التي جابَ.
اعتمدنا زرعها
قرب الشرايين الوثيقة
بالكتابات المليئة بالأساطير
والتراتيل التعاليم الألهية
من الشمس الوقيدة والقمر. 

 

هل أُقاضى عند أمواج الإله الدانماركي.
الأساطير الهدى الإسكندنافية
تواسي مربض أحلام
العروس الحالمة
في حب طعم الشوق والأهواء.

 

لا نقودا في الجيوب
الشِعْر يقضي
والخيال اضحى
يحيك النثر ترتيلا جميلا،
نرسم الأقدام ذيل الحوت
في بحر فتضحي كالعروس الفاتنة –
حورية البحر الفاتنة

 

يا ابي احملني لبحر عند الشاطئ اعتادَ الهدى والغالية
أَبْتُرُ الأقدام في سرٍّ واهديك العروس الزهرة المستبحرة

 


لنأخذ بعض بذر الشمس
للتسلية ونسابق الريح المجون
الطعام قليل والموج الغزي
اقتفى أَثَرَ الدلافين اللعوبة

 

لنبذر بَذرَ عباد الشعاع
المضيء على رمال الشاطئ
المحتل نبضات شعب البوادي.

 

تعال ابي نواسي نورسا
يمتطي سُبُلَ الجواني من دروب الخيال
وأمه الفرحى تجوب الفضاء
نشارك الطير البذور الغذاء
ونزرع الرمل التسالي.
وسرب عباد شمسٍ نرسمه
من رباطٍ الى دمشقَ البادية
واليمن ورياضٍ في ربع الخوالي
نسابق روح ابداعات طاغور.

 

مياه شواطئِ الواحات جفت,
بنيةً مهجةَ الألحان,
والشمس لن تجد الغمام الماطر،
الريح تسحبها لأرض المشرق العالية,
فخذي قليلا من دمائي
تسيل تجاه رملٍ للسقاية
وكل بذورك السوداء
تعلو سماء رمالٍ
تصلي عابداتٍ
من الدم ترتوي
تسمو جدارا
وترسم دلفين احلام اليمام.

 

الرملُ البُذور الشَمْع
تحتاج الدماءَ الطاهرة للريِّ المديد،
حاولي نثر الدماء المقطرة بالعدل والقسطاس ميزانا

 

ايا هدى يا غالية يتواثب الخيلُ والخيالُ
بُنَيَّتي نحتاج ملزمةً سكاكين الطبيب يبدل التراكيب
يطابق ذيل اسماكٍ بجسم أبيك
والنهود الإستعارة للمرح.
يكفي سأحمل رجل جسمك اليمنى
كما يتمرس الخبير
برسم لوحة للعابرات
في البحار السائحات

 

يا ابنتي نحن استوينا والفرس
هيا نرقص في تضاريس القمر
فالشمس اكتوت من غيرة
والعرس نُهْدِيْهِ الليلَ بعضا من دعابة
والفكاهة نحتاج صوتا للطرب
قيثارة عودا والترانيم الوتيرة.

 

هل لديكَ الرقص التسالي كالحجل
أو هكذا كالديك المنادي للصباح الباكر

 

 يتسامر الظل النخيل على ضفاف المجزرة
وخيال سطح الباخرة

 

يتدرب النمل الدبيب على ظلال الأغنية
وتجمعات النحل لم تتوان في قرض الحقيقة

 

وتلاءم الأشجان لحن طريقها للموت
للمتسلقاتِ السُلَّم المتطفِّلِ
على أهواء جند عباقرة الخلق.

 

يتمازج اللون المناسب للمساء المعتدي
بسواد ظل الطائرة

 

يتناوب الحلم المرافق اخوتي بالبارجة
وسماء حقل المذبحة تتلبس المنديل
كالمتكفنين الشال العلم.

 

يا ابنتي انِّي رأيت الحلمَ
في الحلم الطريف ان أَذْبَحِكْ
فالقِ عَيناً وانظري ما تَري
وانظري ما يجعل الرؤيا أساطيراً
تجوب العقل في درب الخيال:
ليلا نجوب البادية من مكة للمَقْدِسِ
وإِبراهيم يودي بالولد تَقْديس عيدِ التَضْحِية
ابن العذراءِ المسيحُ
انتابه الإغماء
فوق الأعمدة عند الصليب
استاء من طعن الجنود.
العالم اقتاد القلوب المعجزة نحو الأساطير.

 

فاجعلي من لون شرياني
أساطيراً تدين الأرض والبعضَ السماء.


 
لا تجاريني أبي اذهب ورؤياك المسيح!
اعط قلب بنت وردة ولنطْرُد الحَرَّ .
الرذاذُ يُشْفينا من الرؤيا
واحلامِ القرابين الهائجات.

 

بعضا من القيلولة:
ما من فلسطيني ينادي القرية المهجورة
إلا القرابين الأمنيات والنبي الوحي

 

ويهوى التداوي بالتقاط الهَندِباء الارجوانية.

 

هات امتشق شباكك المكسور
واعرض حائطا يغتاله
الصاروخ
منذ النكبة الاولى

 

هل نعيد الذاكرة
حين أركبوك الخيل
صوب النكبة الأولى
وحقلِ الشوكِ
والخبزِ الثريدِ اليابسِ :

 

هل زفير الخيل عند الهجرة الأولى
تهاوى عند مسرى جدول الوادي
لتسميد الزمان المنكسر والزهر؛
يعطي خيمة فوضى مناقيش العصافير
المنوطة بالتجذر
في خلايا الذاكرة طعم الوطن والعودة.

 

ابن عقد الأربعين
امتحان النكبة الأولى
ابنتي
لاقاه في صوت المخاض الأول.
الجدُّ اعطوه الحصان الراحل .
اهتاج الرضيع الدامع.

 

على بعد المراثي يمتطي الموتُ السيوفَ


 
هيا نواري الابتسام.
الجند في جولات صول الباخرة
لا يستسيغون الحقيقة.
المقصلة لا تردع الشال الطفولة.
الفوهات المتقنة في موضع الشمشوم
لا بنتاً تخيف.
الضابطُ المغوار جولياط ؛
الأهالي المستمدين قوة في حقهم ،
لا يعيروه اهتماما.

 

الموتُ يُلْقُون القرار.

 

هيا نعيد الحلم يا بنتا
اباك استطاب النجم الخيال الرؤية المثلى
عروسا تجعلني من بحر
نهداي من لعب ولغو والهرج.
رجلاي من حوت كبيرٍ
والخياشيم الكبيرة كوفية
من خيال والضجر.

 

رملا بذورا ازرعيني
واسقيه من فيض الدماء النازفة
وادعي طبيبا يلصق الذيل الجميل
اصبحت في يومٍ عروس البحر
حورية من ذيل حوت صدرها بنتا عروسا.

 

هيا ابي نواري رؤيةً خلف الزمان المحتضر
نلهو برمل نودع المآساة فصلا من كتابٍ
والتواريخ الثكالى.
نلتهي بالعدِّ
نَحصي الحائط المكسور
والشباك فيه؛
ايقاع شعب النكبة
الأيقونة
الرشف الثقيل القهوة السادة                 
يلتف حول الرأس كالأرض اجتذابا للقمر.


 
هيا نواري الخيل
خلف المتراس عند الرمال.

 

هيا نواري الخيل
واترك ساعة الرمل اللجوء المزولة
عند الخيال الجامح .

 

الوقت المجاري عودتك
لم يوضح الأمر الحقيقة
للجنود المستدركين الصواري
في سفينة ترصد الشال الفلسطيني
كأعلام الرجوع العودة.

 

هيا نواري حبة البذر الصغيرة
في جبال الرمل عند الشاطئ الساجي
مناظير الجنود المبصرة احتارت:
نواة حبة البزر
تبدو كالقذيفة
في عين حاسوب السفينة.

 

آه يا حاسوب مايكرو سوفت
ترى في بذور العباد أحشاءاً نواة البندقية.

 

هيا نواري ظلنا.
في باخرات الجند
يبدو الشاطئ المستأنس الظل
ارتسام الرمل كالكوفية
سوداء فاقع لونها تُسر الناظرين وتبغض العدى.

 


ساخبركم:
دمائي ابذر بسماء افق الجند
والمتناثرين بين واحات البادية
تخيف الذئب والفتيات والطفولة.

 

دمي يتسلق الجدران
فوق جباه جند الطاغية
احمر لونُهْ فهل يكفيه طعم الضحية
وهل يعلو الجبين الشارة المألوفة
قابيل لا  يعرف سرير النوم منذ المقتل الأول،
فالمانيا تراضي الموكب الآني
وقابيل اهتدى يُحيى تعاليم  الجريمة

 

 شراييني تضاهي معبرا للاجئين اضحت جُسورا
فارفع جدارا بابلا
علَّ الحروفُ تلغي موقع الآيات
من بدء الخليقة في تراتيل الصلاة

 

فأنا تُحيك الريحُ فيَّ مقاتلا.
نازَلْتُ رمحَ سباق شوق القلب
نحو حبيبةٍ
والصامدين
بموطنِ الشعبِ المهجَّرِ
بالخُيُولِ الهائجة.

 

مدى خمسا من الدقائقْ
والقذيفة تنتهى عند الشهادة.
جاء وقت الراجفة للعائلة
لا يعرف الأبناء كم بعد القذيفة
عن ضلوع الصُغَيْرات الأمهات الإخوة.
الحاسوب في إضراب بحرٍ.

 

فلنجاري وقتنا الباقي ثوانٍ في النكات المضحكة
والموت في باب الوليمة والخيام الباكية
ثلاثا من دقيقات الأبد تعطي لبنتٍ تتلو قلبها قبل الجريمة

 

أبي يبقى لنا من ريح بحر غزة
الأرجوحة المقطوع فيها حبلها
بُعْد الثلاثين الثواني
نستضيف الموت والمآساة في صلب الحقيقة.

 

فاعطني وقت الوداع الآن طاب الدمع للعين الجريحة.

 

بعض الثواني توقف التاريخ .

 

تجوب الباخرة شطئان غيتو بحر مرساة الوليمة
جنديٌ يلوك التبغ والبارود فوق الباخرة والوورد يعطيه الوتيرة
والهولوكوست في باب الجريمة.
والقذيفة في انتصابٍ تعتلي الريح المجون الغاضبة
الوالد اضحى جاهزا لتحقيق الحلم القصيدة
لحظة والقنبلة في خصره المكسور

 

والآن الآن القذيفة حاكت المآساة في لمح البصيرة.
الغالية ابقت هدى للريح تُحصى موت كل العائلة
والرمل يمسي شاهدا فالحلم اضحى من هدى بَعْدَ الحقيقة

 

فلنجمع الأشلاء رجلان، الأيادي، عين طفل والمواويل المخيفة
والدٌ رجلاه مبتورات
أمُّ يداها من مجاديف التهاشيم  الكسيرة
ورائحة الحليب وطعم ملح البحر
خمسا من الأطفال يستلقون في مستنقع الملح الدماء
غُضاً تُسيل الروح في رمل الرياح الساكنة 
هذا حذاء الأخت لم نعرف ثنايا رجلها مقطوعة
والرأس فيه الشظية


 
يا هدى يا غالية
حلم العروس استكملته الباخرة

 

والآن من طعم الدماء ارتشفنا نكهة المقهى على رمل القتيل

 

فلنجمع الأشلاء رجلان الأيادي عين طفل والمواويل المخيفة.

 

* ابن اللجون

القيت في امسية تكريمية للشاعر المناضل فوزي ابو بكر في تاريخ 29-02-2008 نظمتها جمعية اللجون الثقافية

خالد محاميد *
الأثنين 3/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع