ألصمت العربي أفضل من النطق العربي



منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، تعتبر هذه الفترة اليوم من اخطر الاوقات وأشدها حلكة وأغزرها سفك دم خاصة في الشرق الاوسط ، وخاصة الدم العربي في فلسطين والعراق ولبنان، وكل الخيوط الواضحة والمرئية تصل الى مصدر الشر، الولايات المتحدة الامريكية وبالاساس زمن الرئيس الحالي جورج بوش. ضربت معايير ومقاييس واخلاقيات ضربات مميتة، وبضمنها دور الامم المتحدة، والمجرم الامريكي يجهر بإجرامه ويعلن ذلك على الملأ بدون اية رمزية دبلوماسية، وموجات عدوانه متسارعة جدا قبل فوات الاوان وامكانية ان يجري شيء من التغيير على الظروف ولسان حاله يقول: لا تؤجل عدوان اليوم الى الغد، ولا تؤجل جرائم اليوم.
إغتصاب الحق العادل والمشروع اصبح نمطا ساري المفعول، ولهذا الاخطبوط الامبريالي العديد من الارجل والمجسات، قد يكون اخطرها حكام اسرائيل الذين يلاقون كافة اشكال الدعم لاحتلالهم وغطرستهم وجرائمهم ضد الشعب العربي الفلسطيني، وكل الحجج وكأن هذه "الكارثة" كما قال فلنائي نائب وزير الامن هي كاذبة. ضرب غزة جزء من ضرب حق كل الشعب الفلسطيني، ومحاولة بلع حق هذا الشعب جزء من مخطط اوسع يشمل لبنان والعراق وسوريا وايران وغيرها.
ولكن لهذا الاخطبوط مجسات اخرى في امكنة اخرى ومنها لبنان، وهذه تشكل خطرا جديا ضد المقاومة اللبنانية التي ترى في امريكا واسرائيل العدو الاساسي، ولأن هذه المقاومة صمدت بشجاعة، ولأن لبنان هو على الحدود السورية ومن اجل الضغط عليها، ولأسباب اخرى عديدة هذه القوى اللبنانية المدجنة والخائنة والعميلة والانتهازية تقف بشكل مفضوح جدا ضد وطنها ووحدته واستقلاله وهي تتصرف بمنتهى الرخص والقرف والنذالة، وهذه هي السفن الحربية الامريكية قبالة لبنان، وهذه ليست المرة الاولى.
اذًا نحن في خضم التحضير لحرب واسعة ضد عدد من الاقطار والشعوب العربية، والعدو واضح جدا، ومخططه واضح جدا، وممارساته بيّنة ظاهرة لا لبس فيها.
اما المجسّ الآخر فهو هذه النظم الرجعية العربية والتي وقعت في صداقة امريكا الصديقة وبريطانيا الصديقة واوروبا الصديقة، منذ عشرات السنين وهذه الرجعية تثق بالامبريالية البريطانية والامريكية بشكل خاص، ولا يوجد شعب في العالم تلقى ضربات من مثل هؤلاء الاصدقاء اكثر من العرب منذ سنة 1914 على الاقل، منذ سايكس بيكو الى وعد بلفور الى ثورة القسام والاضراب التاريخي الى النكبة وقبلها الانتداب، الى حرب حزيران سنة 67، وقبلها العدوان الثلاثي... الى لبنان وموجات احتلاله وتدميره، الى فلسطين والعراق... وغيرها الكثير، وفي مجازر اسرائيل ضد غزة والضفة اليوم وباستغلال بشع لهذا الانقسام البشع والذي هو حلقة من حلقات المخطط الامريكي، والذي يضعف التضامن العالمي مع هذه الشعب البطل، كيف تتصرف هذه القوى الرجعية العربية!!
إعتدنا ان ندين الصمت العربي، والمقصود طبعا النظم بالدرجة الاولى. ولكن ماذا يقول لو تكلم!! فهو يتكلم بمنتهى النذالة والاستسلام والعمالة، فصمته اقل قرفا من نطقه وسيظل الامر كذلك حتى تقول الجماهير كلمتها وحتى تقول الشعوب كلمتها وهي الكلمة الفصل.
محمد نفاع *
الأثنين 3/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع