مقبرة طاسو وقف إسلامي لا يباع ولا يشترى



* نطالب رئيس لجنة المتابعة السيد شوقي خطيب بأن تكون المسيرة المركزية ليوم الأرض في يافا *

طالعتنا الصف العبرية قبل أيام أن المحكمة العليا أقرت في جلستها المنعقدة بتاريخ 29/1/2008 أن صفقة بيع 40 دونما من مقبرة طاسو هي صفقة شرعية حسب القانون الإسرائيلي وعلى الوقف إزالة القبور من الجزء المباع من المقبرة، نعم وبكل بساطة تقرر المحكمة العليا وللمرة الرابعة تحليل بيع المقبرة ونبش قبور المسلمين فيها حيث كانت الجنازة الأخيرة قبل أسبوع ونحن نتساءل أي زمن هذا  الذي يتيح لمن كان أن يبيع ويشترى مقابرنا ومساجدنا وينتهك الأرض والعرض وعلى عينك يا تاجر!
وقد قال أحد الشباب يوم السبت الماضي في المقبرة لفضائية "العربية" إن القضية ليست المقبرة وإنما عرب يافا، فنحن المستهدفون ولم يعد من حقنا العيش على أرض الآباء والأجداد فهي أرض باهظة الثمن ليبحثوا عن مكان آخر وليتركوا يافا لليهود الأغنياء المتكالبين على يافا وأهلها.
قصة مقبرة طاسو هي أطول قضية في المحاكم الإسرائيلية بدايتها كانت عام 1973. فبينما نحن مشغلون بسماع أخبار حرب أكتوبر وتحرير سيناء جلس أعضاء لجنة أمناء الوقف الإسلامي في يافا وهي لجنة معينة من قبل السلطة وبالتحديد من قبل وزارة المالية مع أصحاب شركة إسرائيلية باسم "يوسي هشكعوت" في خمارة بتل أبيب لوضع النقاط الأخيرة لصفقة البيع بعد أن أصدر في ذلك الحين الشيخ توفيق عسلية من مدينة أم الفحم (الذي شغل منصب قاضي شرعي ومن ثم منصب قاضي القضاة الشرعيين في إسرائيل) فتوى بأن أرض المقبرة المعروضة للبيع هي مكان غير مقدس فحلل بذلك عملية البيع ومن ذلك الحين الموضوع مطروح في المحاكم الإسرائيلية. أما عرب يافا فكان ردهم على الصفقة بأنهم راحوا يدفنون موتاهم في الجزء المباع من المقبرة لمنع عملية البيع وفعلا يوجد اليوم ما لا يقل عن ألف قبر في هذا الجزء تم دفنهم بعد التاريخ المذكور أعلاه.
التاريخ علمنا أن كلمة مستحيل قد أزيلت كليا من قاموس السلطة. قلنا مستحيل أن تمس مقابرنا في يافا فكان العكس حيث تم تحويل أرض مقبرة عبد النبي إلى فندق هيلتون، ومقبرة سلمه تحوّلت إلى حي سكني للمهاجرين الجدد. وعظام المسلمين مبعثرة حتى يومنا هذا في منتزه يسمى "بارك داروم" وأنا كنت أحد الأشخاص الذين جمعوا ما استطعنا من العظام  التي ألقيت في منطقة المنتزه. والأغرب من ذلك أننا اصطحبنا الحاكم إلى المقبرة ليشاهد القبور والعظام التي كانت ملقاة في ساحة المقبرة ولكن المشهد لم يكف لإصدار قرار بوقف العمل هناك واليوم يوجد على أرض المقبرة حي سكني مع عمارات شامخة ما زال يرقد تحتها موتى المسلمين فأهلنا من قرية سلمه مشتتون في المخيمات في غزة والعالم العربي وعظام موتانا الصامدين على أرضهم مبعثرة على أرض الوطن وفي بلدهم الحبيب يافا.
فهل ستنبش قبورنا في مقبرة طاسو؟
أقول وبدون تردد نعم! نعم! ستنبش قبورنا، وستنتهك كل الحرمات وربما تقام على المقبرة أحياء سكنية جديدة أو مجمعات ومراكز تجارية. كل ذلك سيتم إذا لم نقف في يافا وخارجها وقفة رجل واحد، كفانا خمولا، كفانا لا مبالاة ونحن نواجه تيار عاتي لا يرحم الأحياء ولا الأموات. قضية مقبرة طاسو ليست قضية مسلمي يافا كما أن قضية مقبرة الاستقلال في حيفا ليست بقضية أهل حيفا، لا بد من تكاتف ووحدة صف محلية وقطرية من أجل مقبرة طاسو ومن أجل منع هدم وإخلاء العائلات العربية من بيوتها في يافا واللد والرملة وحيفا وعكا.
لا بد من مواجهة هذا الخطر الذي يداهمنا ويداهم مدننا وقرانا بدون استثناء وهنا نتوجه إلى رئيس لجنة المتابعة السيد شوقي خطيب مطالبين إياه أن تتخذ لجنة المتابعة قرارا بأن تكون المسيرة المركزية ليوم الأرض في يافا وأن يكون للمدن المختلطة دور فعال في لجنة المتابعة. الأزمة لا تحتمل التأجيل والتفكير، أوقفوا هذه الحملة ضد أهلنا في يافا والمدن المختلطة، ساندوا أهلكم في يافا كي لا تسقط ثانية. هبوا يا عرب لنصرة أهلنا في يافا ضد المؤامرة لنبش قبور مقبرة طاسو وإلا فلا تلومون إلا أنفسكم.
في الختام أقول إنها البداية للقضاء على الوجود الفلسطيني في يافا فلا غرابة أن مثل هذا القرار يصدر من المحكمة العليا دون أي تصريح من أي طرف حكومي أو بلدي يتصدى للقرار. ولا غرابة في ذلك لأنهم مع القرار بما في ذلك رئيس بلدية تل أبيب يافا الذي لم يطلق أي تصريح بهذا الخصوص هذا الرئيس الذي لقي دعم الحركة الإسلامية في يافا اليوم يعيد الصاع صاعين لمسلمي يافا بتخاذله وصمته لما يدور حول مقبرة طاسو.   
وأنا أقول أن مقبرة طاسو هي في رقاب كل عربي ومسلم في البلاد وخارجها. نريد أن نسمع ونرى كلمة ودور المليون يافاوي في العالم ماذا أنتم فاعلون بصدد التعدي على بيوتنا ومقدساتنا ونحن في مؤسسة الرابطة سنقوم بكل ما في وسعنا من أجل الحفاظ على المقبرة وعلى يافا لتبقى كما عاهدناها عربية شامخة وسنشارك في اللجنة الشعبية المحلية للدفاع عن مقبرة طاسو.

(الكاتب ناشط في الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا)

عبد القادر سطل *
الأثنين 3/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع