"المحرقة" ترفع رأسها من جديد



لا أعرف إن كان المصطلح الذي استعمله النائب "اليساري" جدًا جدًا جدًا متان فلنائي في وصف ما قد يحدث لأهالي غزة إذا ما استمر سقوط "مواسير" القسام على سديروت وغيرها هو بالضبط المصطلح الذي أراد إستعماله أم ان لسانه قد زل ودلق ما يجول في اللاوعي الإسرائيلي.
نائب وزير "الدفاع الإسرائيلي" وليس غيره إستعمل تعبير ???? أو محرقة بكل ما تتضمنه من دلالات وإشارات في الوعي الإسرائيلي والعالمي لهذه الكلمة وصلتها بما حصل قبل حوالي 65 عامًا من اليوم في أوروبا الحرب العالمية الثانية.
فلنائي "العمّالي" حذر الفلسطينيين في غزة من أن استمرارهم في تحدي الجبروت والقوة العظمى في المنطقة، اسرائيل، سيؤدي بهم ليس إلى مصيبة ولا الى كارثة ولا الى القتل (وكأن كل هذا لم يحصل لهم حتى الآن وكأن الفلسطيينيين في غزة يعيشون الآن في جنات الله على الأرض تجري من تحتها الأنهار)، بل سيؤدي بهم الى محرقة.
وجريًا على مقولة الشخص الثاني في وزارة الأمن الإسرائيلية سوف نكمل هذه المقولة ونستقصيها والكلام من عند فلنائي وليس من عندي. إن كان هناك "محرقة" أو تهديد بالمحرقة إذًا فهناك لا شك "حارق" و "محروق". تمامًا كما كان قبل 65 عامًا "حارق" و"محروق". وإذا افترضنا ان تهديد فلنائي المغدق في يساريته حتى النخاع، وهو العارف بخفايا الأمور، يكشف عن نوايا مبيتة للجيش الإسرائيلي. فإن الوصف لم يأت من فراغ. وسوف يكون الجيش الإسرائيلي هو هو "الحارق" هذه المرة وللقارئ حرية شد خطوط الموازاة الى 65 عامًا الى الوراء من غير حرج ولا خوف فها هو نائب وزير الأمن الإسرائيلي هو من شدها من قبلكم فما عليكم حرج. أما "المحروق" يا إخواني فهم الفلسطينيون القابعون في "مخيمات التركيز" وفي السجن الكبير المسمى قطاع غزة وعليكم بشد المحاور وخطوط الموازاة مرة أخرى 65 عامًا الى الوراء.
لقد كتب رئيس  الكنيست الأسبق ابراهام بورغ في كتابة "لكي ننتصر على هتلر" الصادر في العام 2006 ان اسرائيل والحركة الصهيونية لا تزالان أسيرتي هتلر والنازية، وتطبقان القوانين التي أقامها هتلر حتى على تعريف من هو يهودي، أي انه هتلر لا زال يتحكم حتى اليوم بالنظام الإسرائيلي، وها نحن نرى تصديقًا لمقولة رئيس الكنيست الأسبق ورئيس الوكالة اليهودية الأسبق الذي تحول وتاب عن الصهيونية وهذه المرة من فم زميله في حزب العمل ولكن مع الاختلاف ان بورغ تناول القضية بالنقد والتحليل ووصل الى استنتاجات غاية في الأهمية أحالته الى خارج الحركة  الصهيونية ومن ناقديها. بينما فيلنائي ينساق وراء لسانه ووراء لاوعيه ويطلق هذه التهديدات من منطق المنساق والمنتشي بقوته وقوة جيشه على شعب أعزل، محاصر تآمر عليه العالم كله وأولهم ذوو القربى.
أما الدول العربية والإسلامية فقد حشدت جيوشها وأقامت الاجتماعات لحكوماتها وتحضر رؤساء أركانها وقررت: شجب "التصعيد" الإسرائيلي. وطلبوا من كلا الطرفين ضبط النفس. (أشعر بالغثيان لموقف تعتقد انه قادم من جنيف وليس من القاهرة، والرياض وكل عواصم الذلّ العربي) لذلك فعلى الفلسطينيين ان يضبطوا أنفسهم ويبقوا جيشهم الجرار الذي احتشد على الحدود الإسرائيلية من غير حراك لكي يمنعوا الحرب الضروس بين أقوى جيشين في المنطقة. حتى لا "تحرق" الأخضر واليابس في المنطقة.
وليعذرني الشهداء الذين سيكون عند صدور هذا المقال عددهم قد فاق الـ100 خلال 3 أيام على لهجة السخرية. فشر البلية ما يضحك.

(عرابة)

عبد كناعنة *
الأثنين 3/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع