تحلّل الحكومة من الالتزام بقانون الحياة في ازدياد دائم



تصدر الاحكام المختلفة يوميا في المحاكم المختلفة في البلاد، ضد اشخاص بعد
ادانتهم بالتهم المختلفة الموجهة اليهم، وبعد جمع الادلة التي لا يمكن دحضها وتؤكد ما قاموا به، الامر الذي استوجب تقديمهم للمحاكمة، والواقع القائم في الدولة هو بمثابة تهمة توجه الى الماسكين بزمام الامور، ويقدم الادلة التي لا يمكن دحضها على ما اقترفوه ويصرون على اقترافه من جرائم في المجالات كافة والتي تستوجب تقديمهم للمحاكمة، والحكم المطلوب ان يصدره الشعب في اعتقادي وبدون اي تأخير هو حكم الموت على الاحتلال الذي يقدم الواقع الادلة الكثيرة على جرائمه ومساوئه وسلبياته واخطار استمراره واول تلك الادلة ان السياسة الممارسة وفي المجالات كافة هي سياسة عدوانية، وعدوانيتها لا تقتصر على الرازحين تحت الاحتلال، انما تطال جماهير دولة الاحتلال، واولى تلك الجرائم وضع البرامج الهادفة الى ضمان تمسك ودعم الجماهير للاحتلال واستمراريته واهدافه ومتطلباته، اي انها تدعم عقلية العدوان وما يتمخض عنها من ممارسات سيئة ونتائج اسوأ، لانه من الصعب تربية الاطفال تربية انسانية جميلة وحسنة واحترام حق الغير في العيش الانساني الهادئ والجميل باحترام وكرامة، اذا كان المربي نفسه سيئا وعنصريا ويتباهى بدوسه على القيم الانسانية وعلى حقوق الغير ويتباهى بعنصريته.
هناك خطوات الى الامام وخطوات الى الوراء، واول ما يتبادر الى الذهن عند سماع انه جرى التقدم خطوات الى الامام، الامر الايجابي ، لأن التقدم عكس التأخر
والتراجع، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو في اي مجال او طريق جرى التقدم او التراجع؟ فتقدم حكام اسرائيل خطوات الى الامام في طريق سياستهم الكارثية في المجالات كافة، هو بمثابة تقدم مضمون نحو اقتراف المزيد من الجرائم ودوس القيم الانسانية الجميلة وحرمان المنطقة كلها من الهدوء والاستقرار والعيش في ظل السلام الراسخ والدائم والشامل وهذا التقدم هو بمثابة جريمة وبالتالي بمثابة دليل قاطع لاصدار الحكم ضدهم على ما اقترفوه ويصرون على اقترافه من جرائم بسبب هذا النهج المتجسد في التقدم على طريق معاداة الحياة وكرامة الحياة للفلسطينيين وللاسرائيليين ولباقي الشعوب في المنطقة والعالم.
ومن الادلة التي لا تدحض وتتضمنها لائحة الاتهام ضد حكام اسرائيل لاقترافهم
واصرارهم على اقتراف الجرائم وفي المجالات كافة، فشل انجاز السلام العادل
والراسخ والشامل، وفشله ناجم عن اصرارهم على وضع دبابة وقنبلة ولغم ومدفع وطائرة حربية، تحت تواقيعهم على اتفاقيات السلام مع الفلسطينيين والتي يصرون على ان تكون اتفاقيات استسلام وخنوع وابعد ما تكون عن اتفاقيات سلام حقيقية، وهل صدفة وجود اتفاقيات سلام ولا وجود للسلام؟ وهذه جريمة يجب ان يعاقبوا عليها.
تفتح بيوت العزاء لاستقبال وفود المعزين وتقبل التعازي، وخلال ذلك يعددون
مناقب الفقيد، وما تحلى به من مزايا انسانية جميلة وصفات حميدة وحسنة وما قام به من اعمال بر وتقوى يقتدى ويفتخر بها، وفي السابع عشر من شباط الجاري، كنا في بيت الشعب في بيت جن، نستقبل الوفود التي جاءت من خارج القرية لتقديم التعازي بوفاة المرحوم الشيخ سلمان فندي قبلان، الذي وافته المنية بعد مرض عضال لم يمهله طويلا، وعدد الكثيرون من المعزين من خارج القرية مناقبه ومزاياه الحميدة واخلاقه الانسانية، ولفت انتباهي خلال ذلك، ما قاله شيخ دين من قرية حرفيش وهو يعدد مناقب الفقيد مؤكدا على انسانيته وجماليتها، انه كان والمرحوم في الجيش في اوائل الستينيات من القرن الماضي، وفي احد الايام استسلم جندي مصري عند الحدود بين مصر واسرائيل وامسك به يومها الجندي سلمان فندي قبلان وعامله بانسانية الامر الذي اثار غضب ضابط الفرقة وهو يهودي، فأعطى اوامره لسلمان كي يقتل الجندي المصري الاسير فرفض ذلك بشدة، وهدده الضابط بمعاقبته وبسجنه اذا لم ينفذ الاوامر ويقتل الاسير المصري، فقال له حتى لو قتلتني فلن امسه بسوء اطلاقا. وهذا
في اعتقادي دليل قاطع ضد حكام اسرائيل يشير الى نوعية التربية التي يربون
الجنود عليها وهي الاستهتار بحياة الناس والدوس عليها والاستهتار بقيم الحياة
الجميلة والدوس عليها والاستهتار بانسانية الانسان الجميلة والدوس عليها،
والسؤال الذي يطرح نفسه، ان الجرائم التي لا تعد ولا تحصى التي اقترفوها بمثابة دليل لا يمكن دحضه، فهل الذي اقترف جرائم بحر البقر وكفر قاسم وقبية ونحالين ويوم الارض وصبرا وشاتيلا وغيرها المئات من الجرائم وفي المجالات كافة، سيرتدع عن امر جندي بقتل اسير دائسا بذلك على القيم؟ وهل الذي دمر وقتل واجرم يحترم القيم ويعترف بها؟
ومن الادلة التي لا يمكن دحضها في لائحة الاتهام ضد حكام اسرائيل سهولة الضغط على الزناد، والزناد ليس للبندقية فقط، فان يوقع المسؤول الحكومي على امر تحويل الميزانيات مثلا الى وزارة الحرب والاحتلال والاستيطان وتكديس الاسلحة على حساب ميزانيات التعليم والصحة والرفاه والعمل هو جريمة لا تغتفر وبمثابة توقيع على زناد لقتل مواهب كثيرة وطموحات كثيرة، ولابقاء افواه كثيرة جائعة وامعاء وبطون خاوية تئن من الجوع.
تلك الدلائل اعلاه هي جزء بسيط من دلائل كثيرة لا يمكن دحضها تؤكد ازدياد
تحلل الحكومة يوميا من الالتزام بالمبادئ الاساسية لقانون حياة البشر، فهي
تظلم وتدوس على القيم الانسانية الجميلة، واذا شتم المظلوم ظالمه وناضل لوضع حد للظلم فهو ارهابي، اما ان يقوم الظالم بممارسة شتى انواع الظلم والبغاء ضد الجماهير من الطفل حتى الكهل فهذا في عرفه محلل وانساني وعادل، ومن هنا فان الواجب المقدس يتجسد بالذات في هذه الظروف انه على كل انسان ان يقاوم بكل قواه اي جنوح الى مستنقع الاحتلال والحرب والاستيطان والاحقاد والاستهتار بالحياة وبقيمها الجميلة وان يسعى ويعمل دائما لكي يكون الانسان للانسان اخا لا وحشا، صديقا حميما لا ذئبا، وليذوّت الحقيقة الساطعة المتجسدة في انه عندما تهدأ رعود وطبول الحروب تترك وراءها اثارها الرهيبة في القبور ومشاهد الفظائع والهدم والخراب والآلام والاحزان ولكن عندما تهدا طبول السلام تترك الحدائق والسبل لانشائها واستمراريتها وليتمتع الجميع بعبير ورودها وزقزقة اطيارها وعذوبة الحان موسيقاها التي تشنّف الآذان دائما وتضمن الفرحة للجميع، ومن هنا فان العمل الدائم للذود عن السلام والعمل لانجازه هو واجب الساعة لان النضال من اجله معناه النضال من اجل بهجة الامومة وحمايتها وضمانها سعادة الطفولة ونعيم وبهجة البشرية باسرها، والخطوة الاولى للسير في هذا الطريق الجميل هي الالتفاف حول برنامج الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وعمودها الفقري الحزب الشيوعي
الاسرائيلي اليهودي العربي الاممي، المنارة الساطعة التي تهدي الجماهير الى حديقة الحياة الحقيقية وجماليتها.

سهيل قبلان
السبت 1/3/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع