كلامُ الأبِ لابنهِ



 

 

 

 

 

 

 

في تِلكَ القريَِةِ الوادِعَةِ
المُسْتلقِيَةِ بيوتها
على أطرافِ جَبَلِ ٍ
من جبال ِ بلادستان
وفي يوم ٍ مِنْ أيَّام ِ البَرْدِ القارِس ِ
كان يَجْلِسُ التلميذ ُ ، سلمانُ ، وَوَالدَهُ
إلى جانِب ِ كانون ٍ في كانونَ
يتناوَلان ِ أطرافَ الحَديث .
قالَ سلمانُ لوالدِه ِ :
 يا أبتاهُ إنَّ حالنا صَعْبَة ٌ للغايَةِ
وَكذلكَ أهْلُ عيسى وأحْمَدَ في القرْيَةِ المُجاوِرَةِ
فلماذا لا نَحْصَلُ على هِبَةٍ من الوزارَةِ
كتلكَ التي نالها هوشعُ من مَدينةِ بيلسان
لِنُكمِلَ دراسَتنا الجامِعِيَّة ؟ .
طأطأ ألأبُ رأسَهُ وَفرَكَ يديهِ
في حَرارةِ الجَمْر ِ المُلتمِع ِ 
وَ قالَ كلامًا مِنَ الحِكمَةِ فيهِ الكثير:
إنَّ اللهَ , يا بُنيَّ خَلقَ السمَواتِ وَالأرْضَ في يَوْم ٍ واحِدٍ
والإنسانَ كذلكَ
لكنَّهُ جَعَلَ الناسَ شعُوبًا وَقبائِلَ ليتعارَفوا
فَمَنَحَ موسى التوراة َ
وَأعْطى عيسى الإنجيلَ
وَوَهَبَ مُحَمَّداً القرآنَ ،
فإذا كانَ اللهُ أرْسَلَ ثلاثة ً
وَجَعَلَ لِكلِّ شعْبٍ كِتابَه ُ
فإني آملُ أنْ تقومَ الوزارَة ُ
بمَنْحِكُمْ نفسَ الهَدِيَّة .
تحَدَّثَ الأبُ بدَهْشَةٍ
والبردُ يشتدُّ في الخارج ِ
وَحَرارَة ُ الجَمْرِ تتجَمَّعُ في الدَّاخِل ِ
إلا أنَّ ذلكَ لمْ يَمْنَعْهُما مِنْ مُواصَلةِ الحَديث .

(المغار)

كمال ابراهيم *
الجمعة 29/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع