"صونوا سنديانتنا الحمراء" – رسالة كتاب "يوميَّات برهوم البُلشُفيّ" ل. د. خالد تركي



حيفا – مكتب الاتحاد - صدر مؤخّرًا عن دار رؤى للتّرجمة والنّشر، في حيفا، كتاب "يوميَّات برهوم البُلشُفيّ" للرّفيق د. خالد تركي، حيث تتكوّن اليوميّات من 17 حلقة في 140 صفحة من الحجم الوسط، تدور أحداثها في مدينة حيفا خلال فترة ما قبل وما بعد النّكبة إلى أوائل السّتينات، حيث تُجسّد التّاريخ المحكي والمُعاش والمُصوَّر لرفاق القاعدة في الحزب الشّيوعي الذين عاشوا أحداثًا ميدانيّة وشعبيّة وجماهيريّة وبنوا لشعبَيْ هذه البلاد صرحًا واسعًا يضُمّ ويُمثّل كلّ الناس.
فقد جاء في كلمة النّاشر "رؤى ترجمة ونشر":
إنّ هذا الكتاب، الذي نُشرت فصوله على صفحات جريد "الإتّحاد"، أعتق وأعرق المعالم الباقية في هذا الوطن من عهد ما قبل النّكبة، يصدر في ظروف مُعقّدة. فكابوس الحروب والاحتلال والتّمييز لا يزال مخيِّمًا على هذه البلاد. وهو الكابوس الذي لن يتبدّد إلا بمواصلة درب ونهج هؤلاء الذين يرصد الكاتب مآثرهم. وهنا بالضّبط يكتسب الكتاب راهنيّة واضحة، فهو يعود إلى التّاريخ ليُقدّم للقارئ مَعْيَنًا كفاحيًّا لا ينضب، وكأنّه يُخاطِبهم: فلنظلّ ننهلُ من هذا المَعْيَن في حاضرنا، لأجل مستقبلنا.
كتب مقدّمة الكتاب الأستاذ اسكندر عمل، نائب رئيس بلديّة حيفا، حيث جاء فيها: 
في كلّ صفحة من "يوميّات برْهوم البُلْشُفيّ" نشهد صفحة مُشرقة من تاريخ حزبنا الشّيوعيّ صفحة سطّرتها كوادر الشّيوعييّن، قاعدة الهرم العريضة التي كانت ولا تزال راسخة تضرب جذورًا عميقة في هذه الأرض الأبيّة، هذه القاعدة الّتي كان برهوم ورفاقه في أنحاء الوطن، لبناتها المتراصّة، الّتي كانت تفشل كلّ محاولة اعتداء أو تطاول على مكتسبات هذا الشّعب، يقومون بالمهمّات دون أن يُفكّر رفيق منهم أن ينشر اسمه أو أن يُصفَّق له أو يُمْتدح على ما قام به من عمل مشَرّف ومن نضال لا يتوقّف، لم يُفكّر أحدهم بذلك لأنّهم رأوا في ما يقومون به صوْنًا للكادحين والمظلومين من الشّعبيْن، عربًا ويهودًا، لذا كانت هذه اليوميّات بدايةً، آمل أن يكون لها امتداد في بقيّة المناطق، لأنّها كما تعرفون أو ستعرِفون بعد قراءتها تمحورت في منطقة حيفا.
أمّا كاتب اليوميّات د. خالد تركي فقد كتب مقدّمة بعنوان "ما بعد المقدِّمة" نقتبس منها:
لم أرِدْها لوالدي فقط، ولم أضعْها تحت عنوان يوميّات إبراهيم تركي، حتّى لا يكون الاسم محصورًا بوالدي وحسرًا لوالدي. أردْتُ أن يكون اسم برهوم مجازيًّا، لأنّ برهوم يمكنه أن يكون أيّ رفيق من رفاق الحزب الشّيوعي، أيّ رفيقٍ من رفاق الكدح والعمل والدّفاع عن العامل والمرأة والأرض  والعرض والمسكن والبيت وأيّ رفيق من رفاق  الحزب الّذين ناضلوا ضدّ الاحتلال أينما كان وفي أيّ وقت كان، وأيّ رفيق من رفاق الحزب الّذين اشتركوا في توزيع أدبيّات وكلمة الحزب، بعد يوم عمل مضنٍ، من الإتّحاد والغد والجديد والدّرب وزو هديرخ وكول هعام أو توزيع المناشير في مناسبات نضاليّة رسميّة أو طارئة أو إلصاق ملصقات ثوريّة على أنواعها وحسب مناسباتها وأيّ رفيق من رفاق حراسة وحماية مباني الحزب ومؤسّساته ومؤتمراته، الرّفاق الذين صانوا وما زالوا يصونون الحزب والجبهة من أيّ ظالم إذا ظلم أو حاسد إذا حسد في هذه البلاد الواقعة ما بين السّماء المرفوعة والأرض الموضوعة، والّتي كُتبَ عنها الكثير وعُرِّفت بالأرض المقدّسة، لكنّه كُتِبَ عليها أن تبقى تسبح بالدّم وترقص في حلقاتٍ، رقصةَ الموت.
وعن الكتاب كتب الرّفاق في تعليقاتهم في موقع "الجبهة" الالكتروني ما يلي:
يقول الكاتب والشّاعر اللبناني حبيب فارس المُقيم في استراليا:
أبدعْتَ وأحسنْتَ يوسف خطّار/محمّد دكروب فلسطين. ألف تحيّة. عندما قرأتُ
"يوميّات برهوم البلشفي" للدكتور خالد تركي ، لا أدري لماذا انتابني شعور
عميق بأنني أقرأ لطيّب الذّكر يوسف خطّار الحلو (أبو وضّاح)، لأعود فأذكّر
نفسي ، من وقت إلى آخر ، بأنّهما من نفس المعدن ولنفس المدرسة ينتميان. "يوميّات برهوم البلشفي" ليس كتاب تاريخ، ليس كتاب مذكرات ، ليس رواية وليس دراما تراجيديّة-كوميديّة، بل إنّه كلّ ذلك مجتمعًا".
ألمهندس جريس عواد من النّاصرة كتب مُعلِّقًا:
دخلْتَ المجد من أوسع أبوابه وثبَّتَّ في ذاكرتنا ما نتوق إليه من ذكريات طيّبة تؤسّس للمرحلة القادمة. تحيّاتي  القلبيّة الخالصة لبرهوم البلشفي وما أنت إلا شِبْلٌ من ذاك الأسد.
أمّا الصّحافي أمجد شبيطة فقد كتب يقول:
كلّما تعرّفْتُ أكثر إلى دور رفاقنا الأوائل بعربهم ويهودهم ازدَدْتُ فخرًا وكَبُر فيّ الأمل، فاكتب لنا عن برهوم، أكتُبْ، لِتُربّي فينا الأمل...!
الرّفيق متيّا نصّار من القُدس يذكر الأحداث بقولهِ:
لم أكُن لأنسى فزعة برهوم البلشفي لي مع أخيه بطرس في موقعة آرمون، أُحيّي د. خالد تركي على اهتمامه في توثيق مسيرة الرّفاق في نضالهم من أجل بناء مدنيّة فاضلة... الحلم لم يتحقّق بعد ولكنّه ما زال قائمًا... والبركة فيكم.
الرفيق د. أنور جمّال من حيفا يُعلّق كاتبًا:
أعجبني أسلوبك الجميل ببساطته والبسيط بجماله. لقد شكّلت هذه اليوميّات جوابًا لأولئك الّذين لم يعرفوا أو نسَوا ولأولئك الّذين يحاولون بشتّى الوسائل زرع الشّكوك في مسيرتنا.
وكتب د. عصام زين الدّين سكرتير منطقة حيفا للحزب الشّيوعي تعليقًا عن
الكتاب، جاء فيه:
إنّها ملحمة أسطورية، أبطالها أُناس عاديّون. أنت طلائعي في كتابة تاريخ ما بعد
النكبة ودور الشّيوعييّن، فهل يخرج من كلّ مدينة وقرية رفيق كد. خالد تركي ليصون ويدوّن هذا التّاريخ.
الأستاذ فتحي فوراني من حيفا يكتب عن اليوميّات:
إنّ هذه "اليوميّات" شرفة تاريخيّة نطُلّ منها على مسيرة أناس سبحوا ضدّ التّيّار وتحدّوا العاصفة وكافحوا في أقصى الظّروف وأشدها ظلامًا، فسجّلوا بذلك تاريخًا مشرّفًا تعتزّ به الأجيال الحاضرة ويُشكّل منارة تهتدي بها أجيال المستقبل.
بمثل هؤلاء يشُقُّ شعبنا درب الآلام لقهر الليل واجتراح الفجر الطّالع حتمًا.
وقد أهدى الرّفيق د. خالد تركي الكتاب:
إلى جميع الرّفاق الشيوعيّين والجبهويين الّذين صدقوا وصادقوا وعاهدوا وصبروا وصابروا ورابطوا أبدًا على هذا الطّريق القويم دون أن يُغيّروا أو يُبدّلوا طريقهم، مهما كانت الرّياح الآتية، عاتية، ليكونوا عاتين على العواتي. فصونوا هذا البيت، صونوا سنديانتنا الحمراء.

الجمعة 29/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع