باريس – وكالات - تكثفت دعوات دول ومنظمات عربية الى مقاطعة معرض الكتاب في باريس بسبب دعوة اسرائيل اليه كضيف شرف.
من جهة اخرى تراجع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن مشروعه بان يحفظ كل طالب اسم طفل قتل في محرقة اليهود.
واعلن لبنان ابرز الدول العربية الفرنكفونية مقاطعة المعرض قبل اسبوعين من افتتاحه.
واعلنت وزارة الثقافة اللبنانية "امتناعها عن المشاركة هذا العام في معرض باريس السنوي للكتاب اعتراضا على قرار منظمي المناسبة الثقافية الاحتفاء باسرائيل ضيف شرف لمناسبة الذكرى الستين لقيامها". ويمتد المعرض من 14 الى 19 اذار.
وكان مسؤول في وزارة الثقافة اليمنية فارس السقاف قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس ان بلاده لن تشارك كذلك في المعرض وذلك بعد طلب في هذا الاطار من جامعة الدول العربية.
وارتفعت خلال الايام الاخيرة اصوات عدة في العالم العربي تنتقد موقف منظمي معرض الكتاب والسلطات الفرنسية التي وافقت على اختيار اسرائيل ضيف شرف.
ودعا رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين المتوكل طه دور النشر العربية الى مقاطعة المعرض بينما رأى رئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي الاسبوع الماضي ان اختيار اسرائيل امر "غير مقبول".
ودعت منظمة المؤتمر الاسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ايسسكو) من الرباط الثلاثاء الدول الاعضاء (50 دولة) الى مقاطعة المعرض للسبب نفسه.
كما اعلن اتحاد الكتاب الجزائريين مقاطعته المعرض "لاستضافته دولة معتدية وترتكب جرائم حرب هي دولة الكيان الصهيوني كضيف شرف". واعلن ناشرون مغاربة وجزائريون مستقلون عدم مشاركتهم.
وردا على سؤال قالت النقابة الوطنية للنشر التي تنظم المعرض ان "الادب الاسرائيلي" هو المدعو الى المعرض كضيف شرف وليس دولة اسرائيل. وبرر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الدعوة الموجهة الى اسرائيل باعتبار ان اي مقاطعة للمعرض من كتاب عرب امر "مؤسف جدا".
ويأتي هذا الجدل بعد دعوات الى مقاطعة معرض الكتاب في تورنتو (ايطاليا) الذي وجه دعوة الى اسرائيل كضيف شرف ايضا وسيمتد بين الثامن و12 ايار. وسيفتتح الرئيس الفرنسي ونظيره الاسرائيلي شمعون بيرس المعرض في 13 آذار.
في هذا الوقت اثارت مبادرة فرنسية اخرى ضجة ايضا داخل فرنسا ما اضطر ساركوزي الى التراجع عن مشروع بان يحفظ كل تلميذ اسم طفل يهودي قتل في المحرقة وهو مشروع رفضته غالبية كبرى من الفرنسيين.
وقال مشاركون في اجتماع عقد لدراسة فكرة الرئيس الفرنسي وبينهم الوزيرة السابقة سيمون فيل والمؤرخ كلود لانزمان كاتب فيلم +المحرقة+ انه تم التخلي عن المشروع لصالح افكار اخرى.
واحدث ساركوزي مفاجأة عندما اقترح امام ممثلين عن الطائفة اليهودية في فرنسا ان يعهد الى كل طفل في العاشرة من عمره تقريبا لدى بدئه العام الدراسي في 2008 ذكرى طفل قتل في المحرقة. واثارت الفكرة انتقادات المعارضة والنقابات التعليمية والاختصاصيون في علم النفس وكذلك اعتراض سيمون فيل (80 عاما) التي تعرضت للاعتقال خلال العهد النازي.
واشارت استطلاعات للراي الى ان غالبية عظمى من الفرنسيين يعارضون المشروع. وتم توقيع عريضة في هذا الاتجاه.
وقال وزير التعليم كزافييه داركوس بعد الاجتماع الذي عقد الاربعاء ان رئيس الدولة "اعطى توجيهات صحيحة" وان كل المشاركين "اجمعوا" على اهمية ان يتم تدريس هذه الحقبة المظلمة من التاريخ بشكل افضل.
وقال لانزمان ان فكرة تسليم طفل او صف ذاكرة طفل آخر "دفنت حتى قبل الاجتماع" مشيرا الى "انها غير عملية".
واوكل المجتمعون الى ايلين ويسبور لوينغ رئيسة مؤسسة اطفال ايزيو (قرية خطف فيها 44 طفلا يهوديا خلال الحرب العالمية الثانية) مهمة "تسهيل فهم مرحلة الاحتلال والابادة" وستتقدم باقتراحات بحلول شهرين.