هل هي محاولة مخابراتية لإرهابهم وثنيهم عن دورهم الفاعل بين زملائهم الطلاب؟!
كفر ياسيف: تحقيقات بوليسية مشبوهة مع طلاب قياديّين في مدرسة "يني" الثانوية



*مطالبة شرطة عكا بانهاء التحقيقات المشبوهة فورًا والقيام بتحقيق جديّ ومنطقيّ وليس بتحقيقات انتقامية ترهيبية تفوح منها رائحة الملاحقة السياسية* الطلاب المحقّق معهم يؤكدون أن هذه المحاولة المخابراتية لا ولن ترهبهم ولن تثنيهم عن دورهم الفاعل بين الطلاب، والهادف الى الحفاظ على مصلحة الطلاب خاصة، ومدرستهم العريقة عامة*

كفر ياسيف – لمراسل الاتحاد الخاص – تقوم شرطة عكا في الأيام الأخيرة باستدعاء عدد من طلاب مدرسة "يني" الثانوية في كفر ياسيف للتحقيق معهم، حول عملِ اعتداءٍ تخريبي تعرّضت له المدرسة قبل أسابيع.
وكان مجهولون آثمون قاموا قبل نحو ثلاثة أسابيع بتخريب أقفال أبواب المدرسة تحت جنح الظلام مما منع امكانية فتحها في صباح اليوم التعليمي التالي. واضطر مسؤولو المدرسة الى خلع الأبواب لتمكين الطلاب من دخول الغرف الدراسية واستئناف تعليمهم. واللافت، بل المستهجن، أن الشرطة وصلت الى المدرسة صباح ذلك اليوم، لكنها اكتفت بتسجيل التبليغ عن الاعتداء، من دون معاينة التخريب بشكل جديّ ومعمّق، كما قالت مصادر مطلعة للاتحاد.
وعلى أثر ذلك الاعتداء، اجتمع مجلس الطلاب المنتخب وقرر اعلان الاضراب احتجاجًا، والمطالبة بتعيين حارس للمدرسة لغرض منع تواصل الاعتداءات على المدرسة، وهي التي تكررت، خصوصًا في السنتين الأخيرتين، من غير ان تقوم الشرطة بواجبها الذي ينصّ عليه القانون بكشف الجناة.
وبعد جلسة طارئة شارك فيها ادارة المدرسة ومجلس اولياء امور الطلاب وممثلو المجلس المحلي، تم الاتفاق على أن يعين المجلس المحلي حارسًا للمدرسة ابتداء من ساعة انتهاء الدوام المدرسي، وبحيث يبدأ عمله يوم تاريخ الجلسة، فتم على هذا الاساس انهاء الاضراب ومواصلة الدراسة بانتظام.
ولكن، بعد مرور ما يزيد عن اسبوعين على الحادث فوجئ الطلاب بقيام الشرطة باستدعاء عدد من الطلاب بهدف التحقيق معهم، وكأنهم هم المشبوهون بارتكاب الفعل التخريبي في مدرستهم!
والغريب في الامر هو أن هذه التهمة وُجّهت خلال التحقيق، ايضًا، الى رئيس مجلس الطلاب وسكرتير المجلس وبعض اعضائه – وهم الذين يشهد لهم الطلاب والهيئة التدريسية ومجتمعهم بأخلاقهم العالية وشخصياتهم المسؤولة وحرصهم على مدرستهم وعطائهم لها. ويُثير الاهالي تساؤلات كثيرة وكبيرة عن الغاية من اقحامهم في هذه التحقيقات الجنائية، التي يمكن ان تضر بسمعتهم الطيبة وبمستقبلهم. وتساءل البعض: هل هذه الاجراءات البوليسية المشبوهة هي انتقام سياسي منهم لدورهم القيادي في مجلس الطلاب.. وهل هي محاولة مخابراتية لارهابهم وثنيهم عن دورهم الفاعل بين زملائهم الطلاب؟!
هذا وقد اجتمع مجلس اولياء امور الطلاب مع ادارة المدرسة مساء امس الاول الاربعاء، بعد انحراف التحقيق عن مجراه الطبيعي وافتقاده العدالة والنزاهة واتجاهه الى قنوات تفيض بالشكوك، ونظرًا لقيام الشرطة باستغلاله للانتقام من بعض الطلاب على دورهم القيادي. وقد تقرر التوجه بشكل مشترك مع المجلس المحلي الى الشرطة ومطالبتها بايقاف التحقيق والاجراءات التعسفية بحق الطلاب.
وقد استجاب رئيس المجلس لخطوة التوجه المشترك الى الشرطة حفاظًا على مصلحة الطلاب ودعمًا للجو الدراسي الطبيعي في المدرسة.
وتخضع القضية حاليا للمعالجة مع شرطة عكا لانهاء التحقيقات المشبوهة ومطالبتها بالقيام بتحقيق جديّ ومنطقي وليس بتحقيقات انتقامية ترهيبية تفوح منها رائحة الملاحقة السياسية.
وتثير القضية استياء واسعا في كفر ياسيف. ويتساءل الكثير من الطلاب والاهالي عمن "دفع شكاوى" بحق الطلاب، وعمن يتعامل مع الشرطة في العمل المخابراتي ويختار اسماء الطلاب المحقّق معهم.
من جهتهم، يؤكد الطلاب الذين تم استدعاؤهم للتحقيق الى علاقتهم الطيبة بادارة المدرسة والمجلس المحلي، مشددين على ان هذه المحاولة المخابراتية لا ولن ترهبهم ولن تثنيهم عن دورهم الفاعل بين الطلاب، والهادف الى الحفاظ على مصلحة الطلاب خاصة، ومدرستهم العريقة عامة.

الصورة: سيارة شرطة قرب المدرسة يوم وقوع الاعتداء – "الشرطة اكتفت بتسجيل التبليغ عن الاعتداء، من دون معاينة التخريب بشكل جديّ ومعمّق" (الصورة عن موقع بانيت)

الجمعة 29/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع