* لجنة التأبين تبدأ مسارا قضائيا وتدعو الجمهور للمشاركة في المهرجان، وفي حال إغلاق المكان فسيكون نشاط احتجاجي* رجا إغبارية: هذا القرار يعتبر ملاحقة سياسية لكل الجماهير العربية، وعلى رأسها القيادات السياسية *  المحامي حسن جبارين: الأمر البوليسي فيه خطأ قانوني واضح، إذ لا يحق لقائد الشرطة الإعلان عن جهة ما "تنظيما ارهابيا"*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- يعم الغضب الأوساط السياسية والشعبية، الناشطة بين جماهيرنا العربية، على الأمر الذي أصدره القائد العام للشرطة، دودي كوهين، بمنع عقد المهرجان التأبيني للقائد الفلسطيني الراحل جورج حبش، بعد ظهر اليوم الجمعة، وهو ما وصفه النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، قرارا استخباراتية ترهيبيا مرفوض.
وكانت لجنة التأبين التي تضم حوالي 230 شخصية من جميع الاطر السياسية والشعبية الناشطة بين جماهيرنا، للمشاركة في حفل التأبين الذي سيقام في الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الجمعة، في قاعة أبو ماهر الكبرى في مدينة الناصرة.
إلا أن القائد العام للشرطة كوهين، بعث برسالة إلى رئيس لجنة التأبين، السكرتير العام لحركة أبناء البلد، رجا اغبارية، يبلغه فيها أنه قرر منع عقد المهرجان، بزعم انه يقام بمبادرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهو بموجب القانون الإسرائيلي "تنظيم إرهابي".
وجاء في نص الرسالة، التي أرسلت نسخة عنها إلى أصحاب القاعة النصرواية، "بموجب صلاحياتي ضمن القانون لمنع الارهاب، وبعد أن اقتنعت أنه سيجري نشاط للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فإنني أصدر أمري بمنع عقد هذا الاجتماع وإغلاق القاعة التي كانت مخصصة للنشاط، وكل مكان آخر بديل".
هذا وتوجه رئيس لجنة التأبين اغبارية، والنائب بركة إلى مركز عدالة لتقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد قرار المفتش العام للشرطة، وقدم النائب بركة تصريحا مشفوعا بالقسم، بأن من دعا إلى حفل التأبين هي لجنة مؤلفة من 230 شخصية، في مركزها قوى سياسية لها تمثيل في الكنيست، وهي الجبهة الديمقراطية والتجمع الوطني، والقائمة الموحدة- العربية للتغيير، إضافة إلى أحزاب وقوى سياسية ليست ممثلة في الكنيست، ولكنها مسجلة وقانونية.
وفي حديث لـ "الاتحاد"، قال المدير العام لمركز عدالة، المحامي حسن جبارين، إن الأمر الذي اصدره القائد العام للشرطة ليس قانونيا، لأن ليس من صلاحياته الإعلان عن جسم ما بأنه "تنظيم إرهابي"، ونحن هنا نتحدث عن لجنة تأبين مشكلة من أحزاب مسجلة بموجب القانون، وفي عضوية اللجنة أعضاء كنيست.
واضاف جبارين، إنه في حال لم تقبل النيابة العامة بطلب شطب الأمر، فإننا نكون قد قدمنا التماسا للمحكمة العليا الليلة الماضية، على أن تبحثه المحكمة اليوم الجمعة.
وفي حديث لـ "الاتحاد" قال إغبارية، إن هذا القرار يعتبر ملاحقة سياسية لكل الجماهير العربية، وعلى رأسها القيادات السياسية، والادعاء بأن كل هذه القيادات هي جبهة شعبية، فهذا اختلاق للذرائع، ومحاولة تبرير إجراء عنصري، من أجل منعنا من الاحتفاء بذكرى القائد الفلسطيني جورج حبش.
وأكد إغبارية، أن لجنة التأبين قررت إجراء الاحتفال على الرغم من قرار المنع، إما كما هو مقرر له، وفي القاعة التي تم تخصيصها لذلك، أو من خلال نشاط شعبي مفتوح يحيي الذكرى ويحتج على القرار الجائر في نفس الوقت.
وقال النائب محمد بركة، إن حفل التأبين سيقام رغم أنف القائد العام للشرطة دودو كوهين، إما حيث مقرر له، أو أن يكون نشاط احتجاجي على القرار الاستفزازي.
وقال بركة، إن هذا قرارا استخباراتيا ترهيبيا استفزازيا من الدرجة الأولى، نرفضه جملة وتفصيلا، فالمبادرة لهذا الحفل هي لجنة تأبين تجمع شخصيات من كافة أطياف مجتمعنا العربي، بمن فيهم أعضاء كنيست وقادة أحزاب، وهذا ما يعرفه القائد العام للشرطة، ولهذا فإن الحفل سيقام كما هو مخطط له.
وبعث بركة برسالة إلى القائد العام للشرطة ونسخة عنها لوزير الأمن الداخلي آفي ديختر، والمستشار القضائي للحكومة، طالبه فيها بسحب رسالته فورا، وإلا جرى التوجه إلى الجهات القضائية، نظرا لكون هذا الأمر يمس بحرية التعبير عن الرأي، والأسس الديمقراطية، كما أنه يعتبر استفزازا ضد الشخصيات المبادرة لهذا الحفل.

*تظاهرة للشبيبة والحزب الشيوعي في الناصرة*

وبدعوة من الشبيبة والحزب الشيوعي في الناصرة تظاهر مساء أمس  العديد رفاق الحزب والشبيبة والجبهة احتجاجاعلى القرار الفاشي بمنع التأبين لحكيم الثورة الفلسطينية الرفيق جورج حبش والذي من المقرر عقده اليوم في الناصر، واحتجاجا على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية التي تنفذه قوات الاحتلال وراح ضحيته اكثر من عشرين شهيدا من بينهم الاطفال.
هذا وبالرغم من الوقت الضيق للدعوة لهذة المظاهرة فقد توافد العديدون اليها ورفعوا الشعارات المنددة بالعدوان الغاشم وشعارات اخرى ضد القرار بمنع عقد تأبين القائد الفلسطيني جورج حبش.