عن المشروع الإمبراطوري



صعّدت إسرائيل عدوانها على الأراضي المحتلة، أمس، فقتلت، تسعة فلسطينيين في غارات متفرقة، منهم ثمانية في غزة، وواحد في الضفة الغربية.
ويأتي هذا التصعيد، بعد يوم واحد فقط من "تشكيك" رئيس الحكومة إيهود أولمرت في إمكانيّة التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، خلال العام الجاري!
ويشكّل هذا التصعيد إعلان نوايا إسرائيلي، يدل على ما هو آت، وتحديدًا في ظل التصعيد المقابل ردًّا على التصعيد الإسرائيلي، المتمثّل بإطلاق القذائف فلسطينية الصنع أمس على سديروت وأشكلون، حيث قتل شخص إسرائيلي جراء سقوط إحدى القذائف بالقرب منه. فإسرائيل الرسمية تمهّد منذ فترة، لعدوان كبير ضد الشعب الفلسطيني، في غزة، إضافة إلى العدوان اليومي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية.
إن المجازر الاسرائيلية المستمرة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، لا يمكن أن تتم دون الرجوع إلى الولايات المتحدة في هذا السياق، والتي باتت تلعب دورًا في المنطقة، لا يمكن وصفه إلا بالمحرض على الحرب، والعامل على اشتعالها، على عدة جبهات، تشمل الجبهة اللبنانية والسورية والايرانية، وهنا يأتي التصريح الإسرائيلي التحريضي، الذي أطلقه رئيس الحكومة أولمرت، في اليابان، ضد إيران، حيث زعم بأن هناك تعاونًا بين إيران وكوريا الشمالية، يهدد آسيا بالخطر، وبأنّه يجب القضاء على الخطر الإيراني.
إن هذه التصريحات، واللقاء الذي كان من المفروض أن يجريه أولمرت مع وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، في اليابان، يجب أن تشعل ضوءًا أحمر لدينا، فهي تصريحات تمهيدية لحرب، من الوارد جدًّا أن تعلنها أمريكا على إيران، بمساعدة إسرائيلية على الجبهة اللبنانية، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ أمريكا لم تتنازل البتة عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، أو الكبير، الذي تريد له أن "يولد"، وإنّما أجلته وغيّرت شكله، بعد الهزيمة الإسرائيلية في لبنان، ومن المتوقع أن تعيد إطلاقه، في أعقاب الهدوء النسبي في العراق، والعدوان التركي على شمال العراق، لضرب حزب العمال الكردستاني، وإعلان كوسوفو استقلالها بمباركة أمريكية.
إن المشروع الأمريكي الإمبراطوري العالمي، لم يتوقف، وهو متواصل بوتيرة عالية، بدعم إسرائيلي كامل، وأوروبي كامل، ولا يمكن إلا اعتبار ما يجري في الأراضي الفلسطينية جزءًا من هذا المشروع.

(الاتحاد)

الخميس 28/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع