ما هذا الاستهبال للمواطن الفحماوي!!



منذ اكثر من سنة ونصف والمعركة ضد الهوائيات المنصوبة على سطح بلدية ام الفحم وفي منشآتها، تتعاظم وتستقطب اعدادا اوسع واكبر من مواطني ام الفحم. وفي البداية حاولت ادارة البلدية، ورئيس البلدية الشيخ هاشم عبد الرحمن، والقائم بأعماله مصطفى محاميد ومسؤولو قسم جودة البيئة، الاستهتار بمطلب اهالي ام الفحم محاولين الدخول في نقاشات علمية!! عن اسباب الامراض المنتشرة في ام الفحم، ومدى تأثير الاشعاع المنبعث من الهوائيات على صحة المواطنين الخ.
منذ البداية رفضنا الخوض في هذه الادعاءات، مؤكدين على امر اساسي، هو ان بلدية ام الفحم قامت بسابقة خطيرة جدا فريدة من نوعها، ربما لا مثيل لها في البلاد او حتى في العالم. تأجير سطح البلدية وساحات المنشآت البلدية لغرسها بغابة من الهوائيات مقابل حفنة من الشواقل الدامية.
عندما قامت ادارة البلدية بالاتفاق مع شركات الهواتف الخليوية على نصب هذه الهوائيات لم تستشر الاهالي ولم تطلعهم على هذه الخطوة الخطيرة التي تمس كل مواطن من مواطني ام الفحم، وبالاساس المنطقة السكانية التي تحتضن بناية البلدية، خاصة ان ادارة البلدية ادعت دائما ان همها السهر على راحة وأمن وسلامة وصحة المواطن الفحماوي. ونتيجة لانفضاح اخطار ما قامت به ادارة البلدية، بفضل نشاطات الاهالي ولجان الاحياء والنشيطين ضد وجود الهوائيات على سطح البلدية وفي منشآتها، اضطر رئيس البلدية والقائم بأعماله، للحس اتهاماتهما للمطالبين بازالة الهوائيات.
قبل حوالي نصف سنة طلع علينا رئيس البلدية، والقائم بأعماله، ببشرى زفّاها لأهالي مدينتنا الاحباء. تعهدا بازالة الهوائيات من على سطح البلدية ومن منشآتها حتى نهاية العام المنصرم 2007.
الحقيقة ان الناشطين من اجل ازالة الهوائيات لم يأخذوا هذه الوعود على محمل الجد لأن تجربتهم مع الادارات البلدية التابعة للحركة الاسلامية مرّة جدا، لكن قلنا عسى ان يكون الامر مختلفا هذه المرة، خاصة ونحن على ابواب الانتخابات البلدية في شهر 11/08. كم كنا نتمنى ان تفاجئنا ادارة البلدية بتنفيذ تعهداتها، ولو مرة واحدة، لكن للاسف الشديد ادارة البلدية عنيدة صامدة في مواقفها لصالح الشركات الكبيرة، وضد مطالب اهالي ام الفحم بازالة الهوائيات.
والمضحك المبكي والمؤسف في آن واحد، ان بلدية ام الفحم تحاول استغلال نتائج التقرير الصادر عن وزارة حماية البيئة ومنتدى شركات الهواتف الخليوية للحس تعهداتها السابقة. تحاول البلدية الالتفاف على المطلب الجماهيري بازالة الهوائيات، بتشكيل "لجنة مكونة من عدد من المهندسين واعضاء المعارضة لبحث ومعرفة المخاطر الناتجة عن قلة الهوائيات في المدينة"، ما هذه الحذلقة والفذلكة يا هؤلاء!! المطلب الجماهيري واضح جدا، ازالة الهوائيات من على سطح البلدية ومن منشآتها. إزرعوا سطح البلدية بالازهار والاشجار البيتية للقيام بهذا الامر لا حاجة لأية لجنة من اخصائيين، او اعضاء ادارة او معارضة ثم لماذا تريدون اشراك المعارضة بهذه القضية، اليست الاكثرية المطلقة لكم في البلدية هي التي تجلب القرارات الجاهزة التي تصاغ في اروقة الحركة الاسلامية، او احد اجنحتها، لاقرارها في جلسات البلدية!!
متى اخذتم برأي المعارضة!! هل سأل رئيس البلدية المعارضة حينما اطلق تصريحاته المؤيدة والمدافعة عن جدار العزل العنصري الذي يمر بمحاذاة ام الفحم؟؟ هل شاور رئيس البلدية المعارضة عندما "حظي، بالاجتماع مع رئيس الحكومة الاسبق اريئيل شارون مدنّس ساحات الاقصى، يا من ترفعون شعار "الاقصى في خطر"!! هل اطلع حضرته اعضاء المعارضة، واهالي ام الفحم على نتائج اجتماعه برئيس الحكومة شارون؟؟
قولوا لنا بربكم، يا رئيسا وقائما بأعمال الرئيس واعضاء الادارة، هل تستشيرون اعضاء المعارضة، عندما تفصلون المناقصات، وتكيلون بأكثر من مكيال بالتعامل مع اهالي ام الفحم الصامدين!!
ثم ما هذا الاسلوب الجديد الذي تروّجون له!!! لماذا تحاولون قلب الحقائق رأسا على عقب!!!
الادعاء ان ما تقومون به جاء لمنع انتشار الهوائيات العشوائية امر سخيف لا يصدقه احد، حتى الجهلة الحمقى لا يمكنهم تصديق ادعائكم هذا. العكس هو الصحيح، المواطن الفحماوي، العادي، البسيط، يقول لنفسه اذا كانت البلدية المنتخبة والتي حلفت اغلظ الأيمان بالسهر على راحة وصحة المواطن الفحماوي، تنصب الهوائيات على سطح بنايتها وفي منشآتها، لماذا لا احذو حذوها انا ايضا وانصب الهوائيات في بيتي مقابل حفنة من الشواقل الملطخة بصحة وبدم اهالي ام الفحم!! هل هذا الامر حلال عليهم حرام علي انا الانسان البسيط العادي!! أترون ايها القيمون على بلدية ام الفحم، انتم لستم المسؤولين عن نصب الهوائيات على سطح البلدية فحسب، وبل عن انتشار الهوائيات العشوائية في مدينة ام الفحم الغالية.
الشجاعة ليست بالاصرار على المواقف حتى لو ثبت انها خاطئة، الشجاعة التحلي بالروية والتراجع عن المواقف والقرارات الخاطئة، التي تضر بسلامة وصحة اهلنا الصامدين.

(ام الفحم)

مريد فريد *
الأربعاء 27/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع