بمناسبة انتخاب القائد الشيوعي رئيسًا لقبرص: كلمات قليلة لحدث كبير

محمد نفاع

في اجتماع أثينا للأحزاب الشيوعية والعمالية في المنطقة، والذي نُشر عنه سابقًا وكذلك البيان المشترك الذي صدر بالإجماع، وقف الرفيق الشيوعي من حزب أكيل، الحزب الشيوعي القبرصي، مؤكدًا: اذا نجحنا في الوصول الى الجولة الانتخابية الثانية فإن الأمر محسوم لصالح مرشح الحزب لرئاسة الجمهورية الرفيق ديمتريس خريستوفياس.
أمس الأول الأحد، صدق وتحقق هذا التقدير. إنه حدث هام جدًا، وقد جرت حملة الانتخابات على برامج سياسية وفكرية واجتماعية حول المشكلة القبرصية وقضايا المنطقة والعالم.
وفي اجتماع الأحزاب الشيوعية ساد جوّ من التقدير والاعتزاز بهذا الأمل، والذي تحقق.
تربطنا بحزب أكيل علاقات رفاقية حميمة وعريقة، كما وتربطني بالقائد الشيوعي علاقات رفاقية قديمة وصداقة حميمة، وبودي الاشارة الى أمرين:
الأول: ان حزب أكيل هو من الأحزاب التي لم تهتزّ أبدا في مواقفها المبدئية وتنظيمها الماركسي اللينيني. هذا هو المحكّ لدى كل حزب شيوعي حافظ ويحافظ على هذه المواقف والمبادئ الثورية والأممية رغم كل الاهتزازات.
الأمر الثاني: في القضايا المعقدة التي تواجه أي شعب وأي مجتمع، ترى الشيوعيين هم الذين يطرحون الحل البديل لما فيه المصلحة الوطنية الجوهرية. وفي قبرص قضية معقدة عمل على تعقيدها أعداء الشعب القبرصي المعروفون، الاستعمار وعملاؤه. لقد عرفنا قبرص الموحدة وعرفناها بعد الغزو التركي والتقسيم القسري المؤقت، وسنعرفها بعد توحّدها وأخوّة أهلها ومواطنيها من القبارصة الاتراك واليونان. هذا هو موقف حزب اكيل الذي كان في صلب حملته الانتخابية.
المهم أن تكون قبرص مثالا ونموذجًا لشعوب اخرى تناضل ضد اعدائها المحتلين، وأهم سلاح هو سلاح الموقف الكفاحي الأممي المبدئي حتى في أحلك الظروف حيث تُمعن الامبريالية الامريكية والرجعية في نهش حقوق واستغلال الشعوب، خاصة في هذه المنطقة.
ان نجاح الشيوعيين القبارصة هو ليس فقط بارقة أمل وإنما أيضًا دلالة على الامكانيات الهائلة لدى الشعوب وطليعتها الثورية وكل شرفاء الناس. وأود التأكيد على الاهمية القصوى لدور كل حزب شيوعي في كل معركة، وعلى اهمية ان يتمسك كل حزب شيوعي بالثوابت الفكرية والسياسية والتنظيمية، فهذه نقطة قوة وليست نقطة ضعف.