في النقب:
آلاف في المظاهرة المنددة بمقتل سلمان العتايقة، وإضراب في عدد من المدارس والمحال التجارية



*مركز مساواة يطالب بمحاسبة أفراد الشرطة قتلة العتايقة*

حيفا- مكتب "الاتحاد"- شارك صباح أمس الاثنين آلاف المتظاهرين احتجاجا على قتل الشرطة للشهيد سلمان العتايقة من قرية وادي النعم اثر مطاردة بوليسية له مساء الخميس الماضي، وقد انطلقت المظاهرة من باحة مسجد بئر السبع الكبير، وتوجهت المسيرة إلى مقر شرطة لواء الجنوب في  بئر السبع، حيث شارك في المظاهرة مندوبون عن الأحزاب الفاعلة في أوساط الجماهير العربية وعدد من رؤساء السلطات المحلية العربية، وسكان من كافة قرى النقب، وعدد كبير من أقارب الشهيد، حيث رفعت خلال المظاهرة صور للشهيد، كتب عليها "أحداث أكتوبر لن تنتهي..." ، و" قتل الشهيد بدم بارد على يد الشرطة..."، كما ردد المتظاهرون الشعارات المنددة بالعمل الذي وصفوه بالإجرامي.
ومع وصول المتظاهرين أمام مقر شرطة لواء الجنوب قام بعض الشبان بإلقاء الحجارة باتجاه المركز وأفراد الشرطة وأصيب خلال ذلك شرطي وصحافية وتم تحطيم زجاج بعض مكاتب المركز وزجاج بعض السيارات المتواجدة في المكان.
وقد وصلت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة والتي كانت على أتم الاستعداد لاستعمال القوة إلا أن تدخل قيادة المظاهرة منع ذلك.
وقال حسين الرفايعة رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها حول سبب أعمال العنف: "حاول احد رجال الشرطة أن يأخذ مكبر الصوت من فارس أبو عبيد، وهو يردد شعارات تندد بالعمل الإجرامي الذي قامت به الشرطة، مما جعل الشباب يتدخلون، لمنعه من ذلك. بشكل عام فإنّ المظاهرة كانت هادئة، إلا بعد تدخل الشرطة".
وقد شهدت مدارس قرية شقيب السلام، وبير هداج، وعبده إضرابا شاملا أمس احتجاجا على مقتل الشهيد، كما تغيب عدد كبير من طلاب القرى غير المعترف بها عن مدارسهم تلبية لنداء أهل الشهيد، واللجنة القائمة على تنظيم المظاهرة، كما شهدت محال قرية شقيب السلام إضرابا شاملا، حيث أغلقت أبوابها، كما أضربت المحال التجارية في سوق بئر السبع.
وقال حسين الرفايعة، رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب: "كانت المظاهرة بالنسبة لنا ناجحة ومعبرة عن الحدث، والتجاوب مع الإضراب كان جيّدًا، حيث أضربت عدة مدارس، بالإضافة لإغلاق المحال التجارية في بئر السبع وشقيب السلام أبوابها، علما ان غالبية الناس لم يعلموا بالإضراب، فمن وصلهم قرار الإضراب اضربوا. ومن هنا نؤكد أن كل ادعاءات الشرطة بأن العرب هم الذين بدأوا بالمشاغبات غير صحيحة لان الشرطة هي التي دخلت إلى المظاهرة وحاولت الاستيلاء على مكبر الصوت. وقد أوصلنا من خلال هذه التظاهرة رسالة للعالم وللسلطة في إسرائيل إننا لن نسمح لتكرار مثل هذه الجرائم ضد أبناء شعبنا".
وقال الناشط الجبهوي الرفيق حسين العبرة، من مدينة رهط، تعقيبًا على الجريمة البوليسية، وعلى مظاهرة الأمس، أنّ "الجريمة التي ارتكبتها قوات الشرطة هي جريمة بشعة، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فقد أصبح الدم العربي بالنسبة لأفراد الشرطة، وأفراد أجهزة الأمن، رخيصًا، لدرجة أن الشرطي الذي يقتل مواطنًا عربيًّا، لم يعد يخاف المحاسبة أو الملاحقة القانونية".
وأضاف العبرة أن "على المواطنين العرب، ومعهم كل التقدميين اليهود، أن يستمروا في معركتهم من أجل محاسبة أفراد الشرطة القتلة، ومعاقبتهم".
وعقّب مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل على قتل المواطن العربي سلمان العتايقة، بالقول: "استمرار الشرطة في اتباع سياسة العنف ضد المواطنين العرب يأتي نتيجة الترخيص الأخير الذي منحه المستشار القضائي للحكومة عندما قرّر إغلاق ملفات قتل المواطنين العرب في أحداث أكتوبر من العام 2000. تؤدي التغطية على القتلة إلى استمرار الشرطة باستخدام العنف ضد المواطنين العرب. وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة التابعة لوزارة القضاء والمستشار القضائي للحكومة يقدّمان وصايتهما لاستمرار هذه السياسة، وللأسف فإنّ أعداد القتلى في تزايد".
 وأضاف المركز: "تثبت تصرفات شرطة إسرائيل، مرة أخرى، أنّه ليس باستطاعتها التحرر من التعامل العدائي تجاه المواطنين العرب، الذي يؤدي إلى سقوط عشرات القتلى". وحذّر المركز من معالجة هذه الحالة مثلما تمّت معالجة الحالات السابقة، التي تم فيها قبول رواية الشرطة، الأمر الذي أبقى القاتل طليقًا.
وطالب مركز مساواة بمحاكمة أفراد الشرطة المسؤولين عن قتل العتايقة دهسًا، بشكل فوري.

الثلاثاء 26/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع