مشروع انتصار



[اجتمعنا يوم السبت -23/2/2008- في قاعة مدرسة مار إلياس الثانويّة في عبلّين، في احتفال تكريميّ للطلبة المتفوّقين. كانوا نحو مئتي طالبة وطالب؛ عُشرُهم من طلبة دبّورية الذين يتعلّمون في ثلاثة صفوف في بلدتهم، في إطار مدرسة فتيّة وُلدت في الفاتح من أيلول المنصرم، امتدادًا لمدرسة مار إلياس الكائنة في عبلّين. تشرّفتُ بعرافـة الاحتفال، وكان الكلام التالي بعضًا ممّا قلتـُه فيهم ولهم، في مستهَلّ الاحتفال، وفي ختامه. أنشره هنا حبًّا وتكريمًا لهم ولكلّ من يدأب على الانتقال من تفوّق إلى تفوّق، مدركًا أنّ نجاحه هو نجاح له ولمدرسته ولأسرته ولشعبه وللإنسانيّة جمعاء]

 

مساؤكم خيرٌ ونور.
ينجحون. يتفوّقون. يتألّقون. هذا من أجملِ ما يكون.
أمّا الأجمل والأكمل، فنحن نراه في السنوات التي لم تأتِ بعد.
نحن سنراه، حين يأتي الغد، فنَراهم نساءً ورجالاً حاملي شهادات ورسالات وواجبات.
الأجمل سيكون حين نَراكم حاملي شهاداتٍ جامعيّةٍ رفيعة، بها تشيّدون الآتي، وحاملي رسالات وواجبات تجاه مجتمع يَـنتظر أن تأخذوا أدواركم في خدمته وبِنائه؛ تجاه شعب يحلم بالنهار، ويَراكم بوصلةً ومشروع انتصار. 
مُرّةٌ ساعاتُ الدرس. نعرف ذاك، يا أحبّتنا. لكنْ، معسولٌ شهديٌّ طعمُ النجاح.
طويلةٌ مدلهمّةٌ ليالي الهمّ. نعرف. لكنْ، مشرقةٌ ساعاتُ الصباح.
نفرح بكم ومعكم، أيّها الأحبّاء، وفي الآن ذاته نخشى عليكم. نخشى عليكم من نشوة هذا التفوّق. نخشى أن تنسَوْا أنّ "الشريفَ إذا ارتفع تواضعَ". نخاف أن يغيب عنكم أنّه "بمتابعتنا النهرَ نـَبلغ البحرَ". نخاف، نخاف ألاّ تتذكّروا أنّ "نصفَ العِلْم أخطرُ من الجهل".  نخاف، لأنّنا نحبّكم، "لو تعرفون كم"!


* * * * *

 أيّها الأحبّاء، قد تكون الطريق في انتظاركم عِثارًا. قد تكون. لكن، كما عرفتم كيف تتجاوزون العقبات في هذه المرحلة، ستعرفون كيف تواجهون الآتي. لن تخافوا. لن تزيدكم عثراتُ الطريق وهمومُهُ إلاّ إصرارًا. سوف تقلقون، وسوف تَسهَدون؛ لكن بعِنادكم سيستحيل القلق والأرق إلى ألق. "فالعبقريّة كأقواس قزح: كلّما تجمّعتْ حولها الغيوم، ازدادت وضوحًا وجَلاءً". لكم الشمس، لكم الغد والمجد. دومًا ندعو لكم، ولسواكم، بالتفوّق وبالتوفّق...

(عـبـلّـين)

حنا نور الحاج
الأثنين 25/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع