مخاوف من تكرار سيناريو العام 2000
رالف نادر يترشح للرئاسة والديموقراطيون قلقون



حسم الناشط الاميركي رالف نادر، اللبناني الأصل، موقفه وقرر كمستقل خوض السباق الرئاسي للمرة الخامسة على التوالي، نافياً أن يكون يسعى لإحداث «بلبلة» انتخابية، وهي خطوة رحب بها الجمهوريون وانتقدها ضمنياً المرشحان الديموقراطيان هيلاري كلينتون وباراك اوباما، حيث تخوفا من تكرار سيناريو عام 2000 حين حرمت الاصوات التي حصل عليها رالف نادر عن المرشح الديموقراطي حينها آل غور، ما ساهم في وصول الرئيس الحالي جورج بوش الى البيت الابيض.
وقال رالف نادر (74 عاماً) لقناة «ان بي سي» امس ان «معظم الاميركيين ليسوا راضين عن الحزبين الديموقراطي والجمهوري بسبب حرب العراق واهتزاز الاقتصاد»، معتبراً ان عدم قدرة الديموقراطيين على الحد من الضرائب التي تفرضها ادارة جورج بوش، دفعته الى الترشح للرئاسة. كما انتقد المرشح الجمهوري جون ماكين والمرشحين الديموقراطيين كلينتون واوباما «لفشلهم في جعل برنامج الضمان الصحي يشمل جميع الاميركيين».
ويتهم الديموقراطيون نادر بأنه كان وراء خسارة مرشحهم آل غور للانتخابات الرئاسية عام 2000 في مواجهة جورج بوش، حيث حصل في ولاية فلوريدا على 96 ألف صوت كانت ستذهب بمعظمها إلى غور الذي خسر بفارق 600 صوت فقط. لكن نادر قال امس انه لا يسعى «الى احداث بلبلة»، مؤكداً ان ترشحه لن يؤذي الديموقراطيين «لان الاميركيين لن يصوتوا الى ماكين مرشح الحرب الابدية». وقد اعتبر ان المعارضة الديموقراطية لبوش ينبغي ان تحقق «مداً» في انتخابات تشرين الثاني المقبل او ان «تعتزل السياسة».
وفيما رأى المرشح الجمهوري مايك هاكابي ان ترشح نادر «مرحب به لأنه يقتنص من اصوات الديموقراطيين»، قالت هيلاري كلينتون «من الواضح ان هذا الأمر لا يفيد المرشح الديموقراطي... لكن هذا بلد حر»، آملة «الا يؤذي» ترشحه الديموقراطيين. كما قال اوباما ان نادر «اعتقد ان لا فرق بين آل غور وجورج بوش وبعد ثماني سنوات اتضح للناس ان رالف لم يكن يدري ماذا يقول».

من جهة اخرى، رفعت هيلاري كلينتون من وتيرة حربها الكلامية ضد اوباما. وقالت «عار عليك باراك اوباما! كفى خطباً وتجمعات مرفقة بأساليب تكتيكية مأخوذة مباشرة من دليل كارل روف»، المستشار السياسي السابق للرئيس الاميركي جورج بوش. وبعد ساعات، رد باراك اوباما متسائلاً حول «التغيير المفاجئ في لهجة كلينتون»، مؤكداً ان المنشورات لم تتضمن شيئاً جديداً.
وجاءت انتقادات كلينتون الحادة في وقت بدأت تشكك حملتها في امكانية تحقيقها انتصاراً في وجه اوباما. وقد أظهر استطلاع حول ولاء كبار المندوبين في الحزب الديموقراطي، أنهم باتوا يتجهون أكثر نحو تبني قناعات الناخبين، وليس قناعاتهم، وتحديداً نحو تأييد أوباما لنيل تسمية الحزب، وبالتالي التخلي عن كلينتون.
يذكر انه بعد مناظرة تلفزيونية اخيرة غداً الثلاثاء، ستجري الانتخابات التمهيدية في الرابع من اذار في فيرمونت ورود ايلاند، لكن خصوصا في اوهايو (شمال، 141 مندوباً) وتكساس (جنوب، 193 مندوباً). ويعتبر العديد من المحللين انه لا بد لكلينتون من تحقيق انتصارات ساحقة خلال هذه الانتخابات، علما ان استطلاعات الرأي تظهر ان المرشحين الديموقراطيين، متعادلان تقريباً.
على الضفة الجمهورية، حصل المرشح الأوفر حظا جون ماكين على مزيد من الدعم من قبل جزر مارياناس الشمالية وساموا، حيث حاز على اصوات المندوبين الـ18 في المنطقتين. كما حصل ماكين على دعم 20 مندوباً في بورتوريكو. («السفير»، ا ب، ا ف ب، رويترز، يو بي آي)
الأثنين 25/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع