منظمة حزب الشعب الفلسطيني في محافظة غزة تختتم أعمال المؤتمر:
ظروف خطيرة تلف الساحة الفلسطينية نتيجة استمرار العدوان الاسرائيلي وحالة الانقسام الداخلي الحاد



*"دعونا القيادة الفلسطينية، وما زلنا، إلى تعليق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وربط استئنافها بوقف العدوان والاستيطان والتوجه للمجتمع الدولي ليتحمل مسؤلياته"* استعدادات للمؤتمر العام العتيد، مطلع الشهر القادم تحت شعار "اليسار طريقنا نحو التحرر والاستقلال والعدالة الاجتماعية"*

غزه – خاص - انهت منظمة حزب الشعب الفلسطيني في محافظة غزه اعمال مؤتمرها العام في المحافظة والذي انعقد في اطار التحضيرات الحزبيه الجارية لعقد المؤتمر العام الرابع للحزب في السادس من الشهر القادم، وعلي شرف ذكري اعادة التاسيس السادسة والعشرين.
وشارك في حفل الافتتاح قادة القوى والفصائل الوطنية وممثلين عن الهيئات الشعبية والوطنية واعضاء من المجلس التشريعي والشخصيات الاعتبارية واعضاء من الامانة العامة والمكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب ومئات من الضيوف والاعضاء الحزبيين.
والقى وليد العوض عضو المكتب السياسي للحزب كلمة الحزب المركزية التي اكد فيها علي اهمية انعقاد مؤتمرات الحزب في المحافظات في اطار التحضير لانعقاد المؤتمر العام كمحطة هامة علي طريق الديمقراطية التي اختارها الحزب كطريق وحيد للتغيير والتطوير. واكد العوض علي ان الساحة الفلسطينية تمر في ظروف صعبة وخطيرة وهي نتاج استمرار العدوان الاسرائيلي الهمجي المتواصل علي شعبنا ونتيجه حالة الانقسام الحاد بعد انقلاب حماس في غزه وايضا استمرار حالة التشرذم في الوطن.
   واستذكر شهداء شعبنا وفي مقدمتهم الرئيس الراحل أبو عمار والدكتور جورج حبش والدكتور حيدر عبد الشافي والشيخ احمد ياسين وأبو علي مصطفى وأبو جهاد وطلعت يعقوب وخالد نزال وأبو العباس وأبو حازم القبلاني وعمر شبلي وعبد الرحيم احمد وشهداء حزبنا الرفيق الأمين العام السابق بشير البرغوثي وسليمان النجاب وعمر عوض الله وحستي بلال والآلاف من شهيدات وشهداء شعبنا الذين تحلق أرواحهم في سماء الوطن تنتظر منا الوفاء بالعهد.

 

* أهمية دور اليسار الفلسطيني*


واضاف العوض لقد أراد حزبنا من احتفالاته بذكرى إعادة التأسيس بأن تكون محطة هامة في مسيرته الديمقراطية ولذلك فقد قررت اللجنة المركزية أن تكون الاحتفالات بهذه المناسبة من خلال  عقد المؤتمرات الحزبية في كافة منظمات الحزب في الوطن والشتات، وها هي شارفت  على الانتهاء من عقد مؤتمراتها وانتخاب هيئاتها القيادية وممثليها في المؤتمر العام العتيد هذا المؤتمر الذي سيعقد مطلع الشهر القادم تحت شعار "اليسار طريقنا نحو التحرر والاستقلال والعدالة الاجتماعية"، شعورا منا بأهمية دور اليسار الفلسطيني في المرحلة القادمة هذا الدور  الطليعي الذي كان لغيابه اثر بالغ على مجمل ما آلت إليه الأمور على الساحة الفلسطينية ولذلك فاننا في  الحزب عاقدو العزم على أن يشكل مؤتمرنا الرابع محطة هامة على طريق استعادة دور اليسار على الساحة الفلسطينية في كافة المجالات وفي مقدمتها الدفاع وحدة الوطن والشعب والقضية، والحرص على منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا حتى تحقيق اهداف شعبنا  شعبنا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين طبقا للقرار 194 ، والى جانب ذلك نحن عاقدوا العزم على استعادة دور اليسار في الدفاع عن مصالح  الطبقات والفئات الأكثر فقرا وعوزا من شعبنا وفي مقدمتهم العمال والفلاحين والمزارعين وعموم العاطلين عن العمل, وعن الطلبة والخرجين والشباب هؤلاء الذين يشكلون الأغلبية العظمى من شعبنا ،ومن اجل الدفاع عن المثقفين التقدميين واستعادة دوهم الرائد في الدفاع عن الثقافة والتراث الوطني والتقدمي في مواجهة التجهيل ونشر ثقافة الظلام، ومعهم بل وفي طليعيتهم الدفاع عن حقوق المرأة ومكتسباتها ، إنها درة التاج الفلسطيني سنصونها بحدقات العيون.
وقال: نتوجه للمؤتمر الرابع للحزب ونحن أكثر تصميما على الدفاع عن المسيرة الديمقراطية والتعددية السياسية لشعبنا ومن اجل ضمان حرية الرأي والتعبير وضد كافة مظاهر كبت الحريات وتكميم الأفواه والاعتقال السياسي  في كل بقعة من بقاع وطننا الحبيب. ومن اجل ذلك فإننا نمد يدنا بوضوح لكافة القوى الديمقراطية والشخصيات التقدمية ولكل من ينحاز لخيار الدفاع عن كل هذه الفئات المسحوقة من شعبنا بعيدا عن أي حسابات ضيقة هنا وهناك من اجل أن يشغل اليسار الفلسطيني دور المأمول الذي طال انتظاره في ظل حالة الاستقطاب الثنائي الذي عانت منه الساحة الفلسطينية وقادنا الى ما نحن فيه الان.

 

*ثلاثة مخاطر*


واكد ان هذا المؤتمر ينعقد في ظل ظروف سياسية بالغة التعقيد تتعرض خلالها قضيتنا الوطنية لمخاطر التبديد والتصفية الأمر الذي يتطلب منا الوضوح والجرأة في مواجهتها بعيدا عن أي مجاملة لأي جهة كانت ، ونحن في حزب الشعب نرى أن المخاطر التي تتعرض لها قضيتنا يمكن تلخيصها بثلاث :
الخطر الأول : يتمثل باستمرار الاحتلال والعدوان المتواصل على شعبنا هذا الخطر الذي يجب أن يبقى التصدي له ومقاومته  الوجهة الحقيقة لبوصلة نضالنا  ، وتلاحظون انه هذه الايام يزداد وحشية  هناك في الضفة الفلسطينية من خلال عمليات القتل و الاعتقال  ومواصلة عمليات الاستيطان ومصادرة الاراضي وبناء جدار الفصل العنصري وتهويد القدس ومحاولات فصلها عن الضفة، ويتواصل الحصار الظالم والعدوان بوحشية اكبر على قطاعنا الحبيب واعتباره كيانا معاديا حيث تستمر جرائم القتل والاغتيال والاجتياحات المتكررة التي طالت كافة المحافظات القطاع وأبناءه دون تمييز ، وفي ظل هذا العدوان غير المسبوق تتزاحم الوعود الخادعة، والمشاريع التي تستهدف تكريس ما استحوذ عليه الاحتلال كأمر واقع وفرض الحلول التي تنتقص من حقوق شعبنا التي أقرتها كافة قرارات الشرعية الدولية . وفي هذا المجال فقد حذر حزبنا من رفع سقف التوقعات والمراهنات على الوعود الأمريكية وقد بينت الوقائع صحة ذلك بعد مؤتمر انابوليس، حيث تواصل العدوان والاستيطان، ولذلك فإننا دعونا القيادة الفلسطينية وما زلنا إلى تعليق المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وربط استئنافها بوقف العدوان والاستيطان والتوجه للمجتمع الدولي ليتحمل مسؤلياته امام ذلك ، كما طالبنا بوضع إستراتيجية فلسطينية موحدة لمجمل العملية السياسية وإعادة تشكيل الوفود المفاوضة باعتماد مرجعية تفاوضية تحت سقف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .
أما الخطر الثاني فيتمثل في حالة الانقسام القائمة التي نتجت عن انقلاب حركة حماس واستيلائها على السلطة وفرض سلطة الامر الواقع بالقوة المسلحة، إننا في حزب الشعب كنا وكغيرنا من القوى من التي سعت إلى إجراء الانتخابات التشريعية وتعاملنا بايجابية مع نتائجها وسعينا وبل وشاركنا في حكومة الوحدة الوطنية وعملنا وعبر علاقاتنا الدولية لفك الحصار بما فيها إقامة علاقات من قبل أصدقائنا مع  الحكومة العاشرة ، ولكننا بنفس القدر وبروح عالية من المسؤولية  والوضوح رفضنا بكل حزم حسم الصراع على السلطة بالقوة المسلحة فنذ اللحظة الاولى علا صوتنا ضد ذلك باعتباره سابقة وجريمة في العلاقات الوطنية يجب أن لا تتكرر، إن هذا الأسلوب خلق حالة انقسام حادة دمرت كافة مكونات النظام السياسي الفلسطيني بدءا من الحكومة وصولا لاختطاف المجلس التشريعي حتى المؤسسة القضائية وبات قطاع غزة هذا الجزء الغالي من الوطن ينسلخ في محاولات مرفوضة عن الوطن وبات أهله البواسل رهائن لما نشأ من واقع مر يعترف الجميع بأنه ليس في مصلحة شعبنا وهكذا كما تلاحظون فقد تراجع دور غزة من أن يكون رافعا للمشروع الوطني في مواجهة التحديات وتحول الى عنصر  ابتزاز ورئة ا يتنفس منها الاحتلال ويستغلها لاعتصار مزيد من التنازلات من مختلف الأطراف .
وأما الخطر الثالث فيتمثل بما تتعرض له المسيرة الديمقراطية والتعددية السياسية  من تصاعد  للانتهاكات في بلادنا بشكل عام وفي قطاع غزة بكل خاص هذه الانتهاكات التي طالت حرية الرأي والتعبير والتظاهر بالاضافة الى الاعتقال السياسي ومنع توزيع الصحف  وصولا لمنع إقامة المسيرات والتظاهرات والمناسبات الوطنية وغيرها من الاعتداءات على المؤسسات بما فيها الاعتداء على المكتبات العامة الذي كان آخرها مكتبة جمعية الشبان المسيحية والمدرسة المعمدانية . لذلك فان إدراكنا لمختلف هذه المخاطر يتطلب منا العمل  بالوسائل الديمقراطية وحسب ما نص عليه القانون لوقف هذه التعديات  سواء التي تحدث هنا في غزة أو أية انتهاكات من هذا القبيل في محافظات الضفة . وفي هذ المجال ودون  إطالة نقول نحن في حزب الشعب الفلسطيني سنبقى مدافعين عن موقفنا هذا ولن ترهبنا التهديدات ومحاولات الاختطاف والاعتقال من أية جهة كانت فنحن أبناء حزب الشعب ورثة الشيوعيين الفلسطينيين  الذين  شهدت لبطولاتهم سجون انظمة الاستبداد على مدار السنين..
   والقي صالح ناصر ابو ناصر عضو اللجنه المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين كلمة فصائل اليسار الفلسطيني اكد فيها علي دور الحزب ومكانتة في مسيرة النضال الوطني وايضا في منظمة التحرير وحذر من استمرار الانقسام في الوطن ودعا الي توحيد الجهود في مواجهته.
   والقي محمد النحال ابو جودة كلمه هيئه العمل الوطني لفصائل م ت ف اكد فيها علي اعتزاز فصائل المنظمة بالمواقف الوطنية المميزه للحزب والرؤيا الثاقبة له وحرص حزب الشعب علي الوحدة الوطنية والحفاظ علي م ت ف وحمايتها وتطوير ادائها ومؤسساتها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.
   وكانت اعمال المؤتمر قد تواصلت بعد حفل الافتتاح بحضور مندوبين عن كافة مناطق محافظة غزه ولجان الاختصاص الحزبية وكوادر الحزب في المحافظة حيث استمع المؤتمر الي التقارير التنظيمية والسياسية والمالية  ومن ثم انتخب اعضاءه العدد التكميلي لاستكمال مجلس محافظة غزة الذي اعاد انتخاب صبحي الجديلي سكرتيرا له واقر المؤتمر التوصيات الي مؤتمر الحزب العام وايضا الخطة الخاصة بالعمل الحزبي في المحافظة في المرحلة القادمة.

الأثنين 25/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع