عيسى لوباني – سنديانة في تضاريس الوطن



لم أقل، ولن اقول لك اليوم وداعا.
أيها الراحل المقيم، والغائب الباقي، "والطائر الجائع دوما" الذي بنى اعشاشه في كل "حواري الذاكرة" وفي كل حواكير تضاريس الوطن، كيف لا؟! وانت الفنار والصارية والقارب والشراع في "بحره" الذي بقيت "سبّاحه" الماهر في اوقات هيجانه وتلاطم امواجه، وكذلك في السويعات التي كان ينفرش فيها بساطا اخضر رقراقا "على مد النظر"!!
ما زالوا يقولون انكَ غبت، ايها الموجود بيننا؟!! وها هي كلمات "شمس وقمر" بين يديّ وقد اعلنت فيها اختيار البقاء، "لم ارحل! لأن الرحيل في كل وقت مستحيل، ومَن يركب المستحيل يهلك، وأنا لا اريد ان اهلك".. لذلك سكنت خندق حب الوطن، تُظللك "راياته الحمراء" بوصلة كفاح عنيدة، تعبّد دروبه وهي يقظة وصاحية – سكنته، لان هذا الوطن بالنسبة لك ولرفاقك ما بعده وطن، فصمّمت "واياهم" ان لا تتنازل عنه ولا تفقده – ولأنك الانسان الانسان رفضت ان تفقد بفقدانه الانتماء والأمان!! وهذا ما خلاك "تربط" "صياح الديك" منبّها امينا، لا يعرف زيت قنديله النضوب والنفّاد، ألم تقل "صياح الديكة لا يمكن ان يكون خطأ".
صدقت أيها الصاحب المبدع الفنان، فقد طبّقت رسالتك العقائدية ممارسة عملية، فرحت "تعاقر الشمس نورا" في النهار وتتوالج مع "عروسك قمر" على سرير الليل الدافئ، كل ذلك لتجعل "الفجر الجديد الطالع" يطل وهو يحمل "وعدا ولودا" لداليات قناديل ارض الحرية – ولم تنس ان تُبقي وجهك دائما الى اعلى! لأنك "لا تجرّ صخرتك الا الى فوق"!!!
صباح الخير لك أيها الرفيق الذي ستظل اشرعته "منفتحة على رياح كل الجهات"
وصباح الخير لكِ ايتها الابنة الوفية – ميّادة – التي تركت "بنات" "شمس وقمر" مبدعنا اللوباني تدخل بيوتنا من اوسع الابواب والشبابيك، تدخلها "قوارير" سنظل "نرفق بها" عطرا نستمرئه شهيا وفوّاحا..
رشدي الماضي
الأثنين 25/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع