الصدى الدموي لقرار المستشار



الجريمة البوليسية البشعة التي راح ضحيتها المواطن سلمان العتايقة في النقب نهاية الأسبوع، هي الانعكاس الميداني المباشر لقرار المستشار القضائي للحكومة مناحيم مزوز إغلاق ملفات أكتوبر 2000 الأسود. وتندرج ضمن السياسة الرسمية لهدر دم المواطنين العرب وشرعية مواطنتهم في السنوات الأخيرة.
إن هذه الجريمة، التي تسجّل في ظل هجمة آلة الهدم السلطوية على البيوت العربية في النقب والمثلث، تؤكد أنّ هناك في أورقة الحكم في إسرائيل تصعيدًا لسياسة العنف المنهجي والـمُـمَـأسـس ضد الجماهير العربية، وتكريس حالة الإرهاب التي جاء عدوان أكتوبر 2000 ترجمةً صارخة، لكن ليس وحيدة، لها.
إن المطلوب اليوم من الجماهير العربية هو شحذ الهمم النضالية، وتوطيد الوحدة الكفاحية، والالتفاف حول النضال التي تقوده لجنة المتابعة العليا بمختلف مركباتها ضد قرار مزوز وإسقاطاته السياسية الخطيرة على حياة وكرامة جماهيرنا على أرضها.

 

أنظمة العرب والأزمة اللبنانية

يحتل الملف اللبناني والمبادرة العربية بخصوصه حيزًا واسعًا من التحضيرات لقمة ملوك وسلاطين وأمراء وزعماء العرب في دمشق أواخر آذار المقبل. وتجري في هذه الأيام في الرياض مباحثات بين حلفاء واشنطن الأساسيين في المنطقة، مصر والسعودية والأردن، تجهيزًا لهذه القمة.
ومما رشح حتى الآن يتضح اتجاه الرياض والقاهرة وعمّان نحو تصعيد الضغط على دمشق، بغية ترجيح كفّة القوى اللبنانية الموالية لأمريكا في أزمة الفراغ الرئاسي، وابتزاز تنازلات سياسية من المعارضة. وهو ما يشكّل مقدّمة مدروسة لتحميل سوريا مسؤولية فشل القمة إذا ما استمرت التفاوتات الحالية.
وسواء أكان تحرّك الثالوث الرجعي المصري-السعودي-الأردني بإيعاز مباشر أو غير مباشر من واشنطن، فإن الخطير في الأمر هو أن إسقاط المبادرة العربية ونفض أيدي العرب "رسميًا" من لبنان سيمهّد لزجّه في أرجوحة التدويل. وهو ما يعني، في ظل توازنات القوى الحالية، دخول لبنان في مصيدة التقسيم والفدرلة والتدخلات الأجنبية.
يضاف إلى هذا، الخطر الفعلي والدائم لعدوان إسرائيلي جديد على لبنان، بدعم أمريكي وتواطؤ دول عربية وقوى لبنانية، على غرار عدوان تموز 2006؛ وتلويح زعانف واشنطن بالحرب الأهلية.
لا أحد يتوقع من أنظمة العرب المدجنة في الحظيرة الأمريكية أن تستأسد دفاعًا عن لبنان أو أن تحمي وحدة أراضيه وشعبه.. ولكن حذار من تقديم لبنان، على طبق من فضة، للإمبريالية وعملائها.

(الاتــــــــحـــاد)

الأثنين 25/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع