يواصلون المقاقاة في القن الامريكي – الاسرائيلي



في هذه السنة نحيي الذكرى السنوية المشؤومة بمرور ستين سنة على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني التي قطعت اوصال وجوده الوطني الى اكثرية تعاني المآسي في مواطن اللجوء القسري خارج حدود وطنها، والى سجناء في معسكر اعتقال الجزارين جلاوزة الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقطاع والقدس الشرقية، والى ضحايا سياسة القهر القومي والعنصرية في وطن الآباء والاجداد التي تمارسها حكومات اسرائيل الصهيونية المتعاقبة بمنهاجية استعمارية استيطانية. وكأبناء للنكبة لم ننس ولن ننسى ابدا الدور القذر للرجعية العربية وبعض انظمتها المتعفنة في طعن ظهر قضيتنا الوطنية بخنجر موقفها المسموم كشريك متواطئ مع الاستعمار والصهيونية في مأساة نكبة شعبنا التي لا يزال الدم ينزف من جروحها حتى يومنا هذا.
إن تحديد موقفنا من الرجعية، عربية كانت ام اجنبية غير عربية، ينطلق من منطلق وطني وطبقي ايديولوجي وسياسي، فالمصالح الطبقية – السياسية للانظمة العربية الرجعية وضعتها دائما في خانة العمالة للامبريالية والخيانة الوطنية او التواطؤ مع الانظمة الامبريالية ضد المصالح الحقيقية لشعوبها، وطيلة الستين سنة لم يتغير موقفنا من الانظمة الرجعية العربية ولم تغير هذه الانظمة موقفها كدجاجات تقاقي في القن الامبريالي.
ولن اعكّر صفو صباح القراء بسرد السجل التاريخي الاسود والطويل للرجعية العربية ومواقفها، سأكتفي بايراد مثل واحد عن هوية مدجنة للرجعية العربية ملطخة بقاذورات الخيانة الوطنية السافرة. فقد نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" في 17/2/2008، خبرا يشير مدلوله الى ان اصابع اسرائيل الرسمية و"الموساد" الاسرائيلي وراء اغتيال بطل ابطال المقاومة اللبنانية وحزب الله الشهيد عماد مغنية. كتبت الصحيفة نقلا عن "ساندي تايمز" البريطانية "ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت دعا رئيس المخابرات "الموساد" مئير دجان من الجليل الى القدس، وفي الحديث بينهما اجزل اولمرت الثناء على نشاط دجان وبشّره انه سيمدد فترة بقائه في رئاسة الموساد، وان الحديث بينهما جرى في يوم الخميس، أي في يوم تشييع جثمان عماد مغنية في بيروت!! اولمرت يقر عمليا بمسؤولية اسرائيل وطبعا بالتنسيق مع الادارة الامريكية عن جريمة اغتيال القائد العسكري المقاوم عماد مغنية، ولكن دجاج الرجعية العربية يقاقي بنغمة نشاز مختلفة ومقرفة، دجاجة من سرب الدواجن الامريكية – الاسرائيلية هو "الباحث" (عن الباطل طبعا) المصري المدعو مجدي كامل، اصدر "على الحارك" بعد اغتيال مغنية كتابا اطلق عليه اسم "الثعلب الشيعي"، ومما جاء في الكتاب "من الصعب التصديق ان من عجّز مخابرات اثنتين واربعين دولة مات اخيرا من قنبلة متفجرة صغيرة وضعت في سيارته"!! ويضيف حسب ادعائه "ان مغنية اما مات موتا طبيعيا او لا يزال حيا"!!
وحسب تقرير هذا المستكتب "ان حزب الله قرر استغلال الذكرى السنوية لمقتل رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري لاخراج مسرحية تصفية عماد مغنية، وبهذا يأمل حزب الله وسوريا اغلاق ملف مغنية، الذي كان يسبب لها وجع رأس مزمنا لأنه كان مطلوبا لدى كثير من دوائر المخابرات"!! كما تورد الصحيفة ايضا مقاقاة دجاجة اخرى مدجنة امريكيا، صحفي كويتي يدّعي "ان المسؤول الكبير في حزب الله قتل من خلال حادثة عمل، عندما كان يجهز سيارة مفخخة انفجرت فيه واودت بحياته"!!
ان اعدى اعداء المقاومات الوطنية، اعدى اعداء المقاومة الوطنية اللبنانية في اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية لم يهبطوا الى هذا الدرك المنحط والسافر الذي انحدرت اليه بعض دواجن الرجعية العربية. فدواجن الرجعية العربية التي تواطأت مع المستعمرين والصهيونيين في احداث مآسي النكبة الفلسطينية لا تزال الى يومنا هذا تقافي في القن الامريكي – الاسرائيلي ضد مصالح شعوبها وبلدانها.
د. أحمد سعد
الأحد 24/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع