كلمة <<الاتحاد>>
حكومة تدوس الأطفال

كشف بحث جديد لمؤسسة "التأمين الوطني" أن ما يقترب من 66 الف طفل جديد سينضمون الى دائرة الفقر حتى نهاية السنة الجارية. هذا جانب الى مئات آلاف أطفال آخرين يلحقهم العوز والظلم والغبن في شتى المجالات.

التقرير يقرّ أن السبب في الازدياد الخطير بعدد الاطفال حتى سن 17 من ضحايا الفقر، هو الضربات الحكومية. هذا كلام رسمي جدًا. وهو اتهام رسمي بالتالي. ففي داخل مؤسسات السلطة نفسها لم يعد ممكنا السكوت على ممارسات في غاية القسوة بحق شرائح واسعة يشكل الاطفال عددا كبيرا فيها.
وفعلا، فالثمن الذي يدفعه المواطن ثمنا لسياسة يمينية منغلقة بل عنيفة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، يتجسد في أكثر المسائل الحاحا وحساسية، من السلامة والصحة والتعليم وحتى لقمة الخبز. وبالمناسبة، فحين كان ينطلق الهتاف الاحتجاجي الذي يطالب بـ "خبز وعمل"، كان البعض يستغرب معتقدا أن في الأمر مبالغة، ولكن من يرى الواقع الراهن في ظل اليمين وثقل أقدامه التي تدوس كل شيء، يعلم أن المطلب محقّ ومؤلم.. فبعض المستضعفين صاروا يبحثون حتى عن لقمة الخبز.
والى جانب التاكيد على ان السبب في هذا الارهاب الاقتصادي الاجتماعي هو الضربات الحكومية اليمينية، فيجب اكمال المعادلة والتاكيد ان هذا كله يرتبط بسياسة اليمين السياسي الذي يفضل الاستيطان والتوسع والحرب والعدوان على الاهتمام بالمواطن. فهذه الحكومة تدعي انها تدافع عن امن المواطنين لكنها في الحقيقة تشن إرهابا على المواطن تحت كافة أشكال الذرائع والكذب.

وكما بات واضحا، فلن تشهد الاوضاع اي تغيير ما لم يتم كسر الدوائر المغلقة التي تفرضها هذه الحكومة المتبلدة في اتجاهين: وقف سياسة التوسع التي يرتبط في سياقها عدد من جرائم الحرب المكلفة، كمختلف عمليات الاجتياح الدموية وبناء جدران الكراهية والصرف المجنون على المستوطنات في أرض الفلسطيني المحتلة. والاتجاه الثاني: هو وقف الفاشية الاقتصادية المنتهجة باسم "تشجيع الاستثمار" و "التنجيع" و "تشجيع المبادرات"، والتي لا تعني في الحقيقة سوى اغناء اصحاب الرساميل وإجبار المستضعفين على دفع الثمن.

في ظل كل هذا، ومن أجل كل طفل يتم الحكم عليه مسبقا بالفقر وربما دفعه الى التورط في شتى الآفات الاجتماعية، يجب تأكيد وتصعيد النضال ضد الحكومة على هذه الجبهة أيضًا، عبر المبادرة الى شتى التحالفات الكفاحية الجريئة والمدروسة.

(الاتحاد)
الأربعاء 17/12/2003


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع