رئيس مديرية الخدمة المدنية يعترف خلال يوم دراسي في جامعة حيفا:
الخدمة المدنية مرتبطة بالعسكرية والخادم العربي يحصل على قسيمة "جندي مسرّح"!



*عودة لِـغال: رغم أسلوبك "الحضاري" والهادئ في الإقناع فأنت لا تقنع أحدًا من هؤلاء الشباب، نحن لا نصدّقك"*

 

جامعة حيفا – لمراسل خاص – إعترف رئيس مديرية "الخدمة المدنية" في مكتب رئيس الحكومة رؤوبين غال بأن "الخدمة المدنية" ترتبط بـ"الخدمة العسكرية" وبأن الخادم العربي يحصل على قسائم مكتوب عليها "جندي مسرّح" حسب قانون الجنود المسرحين واعتبر المسألة إجرائية لا أكثر.
وجاء هذا خلال يوم دراسي نظمته جامعة حيفا يوم الخميس الماضي، تخللته مواجهة بين غال ورئيس رئيس لجنة مناهضة "الخدمة المدنية" المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا ايمن عودة، أدّت بغال إلى ترك القاعة، متهمًا جامعة حيفا بـ"عدم الحيادية"، قبل ان يتسنى للحضور توجيه الأسئلة.

 

وكان عودة قد دحض في مداخلته ادعاءات المديرية ورئيسها، حول طبيعة المخطط ومنطلقاته، جاء فيها:
"رئيس المديرية يعرف أن القرى والمدن العربية خالية من المؤسسات الرسمية، حتى تلك التي كانت في الناصرة- إحدى أقدم وأهم المدن في العالم- مثل المحاكم أو الطابو تمّ نقلها لـ"بنت اليوم" نتسيريت عيليت التي أُقيمت تجسيدًا لعقلية كولنيالية معادية للعرب، وحتى في مدينة سخنين (المدرجة في الأماكن المتقدّمة في سلّم البطالة) تمّ نقل مكتب العمل إلى المنطقة الصناعية تراديون التي لا يوجد فيها عاطلون عن العرب ولا أماكن سكنية أصلا، ولكن ما يضرّكم أن تعملوا في المؤسسات الرسمية في المدن اليهودية وتعزّزوا التعايش- هكذا يفحمنا رئيس المديرية؛
"بالرغم من أن "الخدمة المدنية" زادت البطالة بين الشباب في ثلاث مدن في ألمانيا في سنة 1996، ورغم أن تطبيقها بكثافة في "غفعات أولغا"، كمنطقة تجارب، زاد من البطالة، لأن أصحاب العمل آثروا خادمين مجانًا على حساب أجيرين، إلا أن فائدة "الخدمة المدنية" في أن يتعلّم "الأصلانيون" البدائيون كيفية تفعيل الحاسوب أو تعلّم اللغة العبرية تبقى قيمة انسانية عليا- هكذا أظهر لنا رئيس المديرية".

 

واختتم عودة موجّهًا حديثه إلى غال بالقول: "رؤبين، طالما تناقشنا ووجهًا لوجه أو في وسائل الإعلام، ودائمًا اختلفنا؛ يهمّني أن أقول لك أن أشخاصًا "متنوّرين ومحترمين ومثقّفين" مثلك أقنعوا أجدادنا بالكثير من الخطط "البريئة" حتى أن اجدادنا كانوا يقتنعون عندما كنتم تطلبون منهم ترك هذه القرية أو تلك لأسبوعين أو ثلاثة لاعتبارات عسكرية، ويهمّني أن أقول لك أنه رغم أسلوبك "الحضاري" والهادئ في الإقناع فأنت لا تقنع أحدًا من هؤلاء الشباب، نحن لا نصدّقك".

 

وتحدث في اليوم الدراسي د. ثابت أبو راس الذي أكد أن مجتمعنا يريد التطوّع ولكنه يرفض الصيغة الرسمية المقترحة ويرفض ربط حقوق المواطنين العرب بالحقوق، وأكد ثابت أبو راس أن الجبهة وهي الإطار الأكبر بين الجماهير العربية والقوى الديمقراطية اليهودية- هي التي قادت العمل التطوعي وأوضحت موقفها المعارض للـ"خدمة المدنية" ولكنها أيدت بوضوح مبدأ التطوّع.

 

وتحدّث د. أسعد غانم مدافعا عن اتهام السلطة لقيادة الجماهير العربية بأنها متطرفة، وأكد غانم أن هذا اسلوب استعماري قديم لدق الأسافين بين القيادة وشعبها، وأكد أن قيادة الجماهير العربية هي التي تواجه وهي التي تقرأ وهي التي تطّلع وهي التي تعرف أكثر من السواد الأعظم من الناس ولذلك فهي التي تناقش وتبدي رأيها، فهل هذا يعني أنها متطرّفة؟.

الأحد 24/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع