روسيا تهدّد بـ«استخدام القوة» ضد الغرب. بوتين: الاعتراف بكوسوفو سيف ذو حدين



صعدت موسكو، أمس، موقفها حيال أزمة كوسوفو، محذرة من أنها قد تضطر لأن «تستخدم القوة» ضد الموقف الغربي الداعم لاستقلال الإقليم، فيما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع في كوسوفو بأنه «سابقة رهيبة».
وقال ممثل روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ديميتري روغوزين «إذا تبنى الاتحاد الاوروبي موقفا موحدا، أو تخطى الحلف الأطلسي تفويضه في كوسوفو، فإن هاتين الهيئتين ستتحديان الأمم المتحدة»، مضيفاً «سننطلق نحن أيضا من انه علينا استخدام قوة وحشية، هي القوة المسلحة لفرض احترامنا».
وأشار روغوزين إلى أن «أموال المخدرات تستخدم حاليا كقوة دفع سياسية لعملية استـقلال كوسوفو»، واصفاً اعتراف الحكومات باستقلال الإقليم بـ«الخطأ الإستراتيجي».
ووصف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نيكولاس بيرنز تصريحات روغوزين بأنها «غير مسؤولة» داعياً موسكو إلى «التحلي بقدر أكبر من المسؤولية في تعليقاتها العلنية حول كوسوفو».
من جانبه، اعتبر بوتين، خلال لقاء مع قادة رابطة الدول المستقلة (دول الاتحاد السوفياتي السابق باستثناء دول البلطيق)، أن استقلال كوسوفو «يشكل سابقة رهيبة، فهو ينسف، عمليا، نظام العلاقات الدولية برمته القائم ليس منذ عشرات السنين فحسب، بل منذ مئات السنين»، مشيراً إلى أنّ اعتراف العالم بالاستقلال ستكون له «تداعيات لا يمكن توقعها». وأضاف «إنهم لا يفكرون بعواقب ما فعلوه. في النهاية، انه كسيف ذي حدين، ويوما ما سيرتد احد هذين الحدين عليهم».
وكانت أعمال العنف التي شهدتها العاصمة الصربية أثارت استنكاراً محلياً ودولياً، حيث حذر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا من أن المفاوضات حول اتفاق شراكة بين صربيا والاتحاد الأوروبي لن تستأنف في أجواء العنف التي ولدتها التظاهرات الصربية ضد استقلال كوسوفو.
وفي نيويورك، أدان مجلس الأمن الدولي «بأقسى العبارات» استهداف السفارات الأجنبية في بلغراد، مشيداً في الوقت ذاته بـ«التدابير التي اتخذتها السلطات الصربية لإعادة الأمن وحماية موظفي البعثات الدبلوماسية ومقراتها».
من جهته، دعا الرئيس الصربي بوريس تاديتش إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي بعد أعمال العنف التي هزت العاصمة بلغراد. وقال «أدين بأشد العبارات أعمال العنف وعمليات النهب والحرائق التي وقعت»، مضيفاً «طلبت تقريرا من الأجهزة حول أعمال التدمير، ودعوت إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي».
بدوره، أدان رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا أعمال العنف التي شهدتها بلغراد، معتبرا أنها «تضر مباشرة» بجهود صربيا للتصدي لاستقلال كوسوفو. وقال إنّ «كل الذين يؤيدون دولة كوسوفو الزائفة يفرحون برؤية أعمال عنف في بلغراد»، مضيفاً «أدعو مجددا جميع المواطنين إلى تجنب أي حادث في المستقبل من اجل مصلحة صربيا».
إلى ذلك، ألقت واشنطن مسؤولية الهجوم التي تعرضت له سفارتها في بلغراد على عناصر «مارقة». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل «نعتقد أنّ الهجمات التي نفذت ضد سفارتنا هي من فعل عناصر مارقة... ولا نعتقد أنّ ذلك يمثل الوجه الحقيقي لصربيا».
من جهة ثانية، صادق برلمان صرب البوسنة في بانيالوكا على قرار يندد باستقلال كوسوفو، ويشير مجددا إلى إمكانية إعلان جمهورية صربسكا استقلالها هي الأخرى، في وقت أعلن السفير الأميركي لدى جمهورية البوسنة والهرسك تشارلز إنغليش إنّ واشنطن قررت إقفال قنصليتها في بانيالوكا بشكل مؤقت على خلفية تهديدات أمنية محتملة.
وفي كوسوفسكا ميتروفيتسا، المعقل الرئيسي لصرب كوسوفو، هاجم عدد من المحتجين شرطة الأمم المتحدة التي تتولى حراسة الجسر الرئيسي الذي يفصل صرب كوسوفو عن الألبان في البلدة، حيث رشقوا عناصرها بالحجارة والزجاجات الفارغة.
(أ ف ب، د ب أ، أب، رويترز)
السبت 23/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع