وهذه كتيبة دبابات أخرى..



1- في لحظة صفاء نادرة قال أحد قادة إسرائيل ان كل خطاب من خطابات العرب النارية، هو بمثابة كتيبة دبابات لصالح إسرائيل.
أليوم، بعد أكثر من أربعين عاما على هذا التصريح، كأننا لا رحنا ولا جينا فالعالم مشغول، الآن، بتصريح رئيس إيران أحمدي نجاد الذي يصف فيه إسرائيل بأنها جرثومة. كنا سنستنكر أقوال نجاد، لو كنا ندرك أنه يقصد ذلك. لأن ما يقصده هو أبعد من ذلك، بل عكس ذلك. هو يقصد تحويل الأنظار وامتصاص الغضب عن جرائم حكومة إسرائيل في غزة والضفة. هو يقصد إشغال العالم عن قيام إسرائيل بجر المنطقة إلى حافة الحرب، بعد أن اغتالت القائد العسكري في حزب الله، عماد مغنية. (وهذا الاغتيال يذكّرنا باغتيال يحيى عيّاش في عهد بيرس، الذي أشعل المنطقة بعد فترة طويلة من الهدوء).
ولذلك نحن نستنكر الخدمة التي قدمها أحمدي نجاد لحكام إسرائيل. في الأيام القادمة لن نتحدث عن خنق غزة ولن نتحدث عن الاغتيالات ولن نتحدث عن أطفال غزة الغارقين في مياه المطر لعدم تشغيل مضخات المياه بسبب حظر الوقود عن غزة ولن  نتحدث عن بناء المستوطنات الكولونيالية. قائمة طويلة من الجرائم ستحتجب عن العالم.. فالعالم مشغول بقضية "الجرثومة". أحمدي نجاد، يقدم على بياض صكوك البراءة، لحكام إسرائيل.

 

2- كل العالم يقول ان المشروع النووي الإيراني هو مشروع سلمي. حتى الأمريكيين يقولون انه لا خطر من قنبلة ذرية إيرانية، لأنها غير موجودة، ولن تكون موجودة في المستقبل المنظور على الأقل. إذا لماذا هذا الشعور الذي يعم العالم أن المنطقة قاب قوس وأدنى من كارثة نووية سببها إيران. ماذا يجري هنا؟ منذ أيام الكذبة الكبرى حول "إلقاء اليهود في البحر"، حتى أيام "نلهطهم كيماوي"، التي قالها صدام حسين في لحظة تجلّ بينما الوحيدون الذين "لهطوا"  الكيماوي في ذلك الحين لم يكونوا سوى مواطنيه في العراق، إلى أيامنا، أيام الجرثومة.
منذ تلك الأيام ونحن نعيش في دوامة قلب الحقائق. إسرائيل تقتلنا وهنالك من يهدد بإبادتها، إسرائيل تشردنا وهنالك من يطالب بتحميلهم على السفن إلى حيث أتوا.. في إشي مش مزبوط  هون. في إشي خربان ومعفن ورائحته تزكم الأنوف. وأكثر المساكين في هذه الحالة هم أولئك المدركون لهذه اللعبة المستمرة على مر التاريخ، منذ مأساتنا الكبرى في الـ 48، حتى "جرثومة" اليوم.
وفي هذا الصدد، وفي الذكرى الستين للنكبة، لا بأس من تصفح بعض صفحات التاريخ، وأورد هنا ما قاله مارك إتريدج وهو المندوب الأمريكي في لجنة الصلح في العام 48، حين استشاط غضبًا بسبب تنّصل بن غوريون من مسؤوليته عن نشوء مشكلة اللاجئين فقال، حسب المؤرخ المشهور "بيني موريس": "إن الدعاية العربية ليست ناجعة بالمقارنة مع الجهاز الإسرائيلي للعلاقات العامة.. لو كان للعرب "عُشر من العبقرية (اليهودية) في هذا الموضوع، لكانوا أثاروا الرأي العام حتى إحاطة إسرائيل بموجة من الغضب"..
بوجود أحمدي نجاد وأمثاله من قال ان إسرائيل بحاجة إلى جهاز للعلاقات العامة.

عودة بشارات *
الجمعة 22/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع