* صربيا: إحراق مراكز حدودية *

في أول تحد امني في كوسوفو، انسحبت شرطة الأمم المتحدة، أمس، من مواقع حدودية دمرها صرب الإقلــيم، في الوقت الذي كان فيه الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخــارجية خافيير سولانا يصل إلى بريشتينا، في أول زيارة يقوم بها مسؤول أجنبي كبير الى الاقليم منذ اعلان الاستقلال.
واقر مجلس نواب كوسوفو أول قوانينه كبرلمان دولة مستقلة، ونص احدها على إنشاء وزارة للخارجية وجهاز شرطة. وصوتت أكثرية من 84 نائبا لصالح القوانين، فيما عارضها اثنان وامتنع اثنان عن التصويت، في اقتراع الكتروني نقل مباشرة عبر التلفزيون.
وانسحبت شرطة الأمم المتحدة من موقعين حدوديين دمرهما صرب كوسوفو في الطرف الشمالي الغربي من الإقليم. ودمرت الشرطة وثائق رسمية ونقلت أجهزة كمبيوتر قبل مغادرتها في قافلة من السيارات برفقة شرطة مكافحة الشغب. وهجر الموقع الحدودي، الذي كان يعرف باسم «البوابة 3»، إلى الشمال من بلدة زوبن بوتوك، قبل أن تغلق الطريق.
وقال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي، خلال مؤتمر صحافي مع سولانا، «إنها احداث معزولة لن تفسد فرحة احتفال مواطني كوسوفو بالاستقلال». واضاف ان قوة الحلف الاطلسي في كوسوفو (كفور) والشرطة الكوسوفية «تحكمان السيطرة على الوضع».
واعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش، في دار السلام، أن «التاريخ سيثبت أن هذا الإجراء كان صحيحا لجلب السلام إلى البلقان». موضحا «كنا على اتصال وثيق مع الروس... والامر لم يحدث مفاجأة لروسيا... عملنا بشكل وثيق مع الروس كما مع الاوروبيين والشعوب الاخرى، حول استقلال كوسوفو لاننا نعتقد انها الطريقة المثلى لفعل ذلك».
وفي موقف مخالف تماما، قال الممثل الخاص للرئيس الروسي للعلاقات مع الاتحاد الاوروبي سيرغي ياسترجمبسكي «من السذاجة الظن ان موقف الدول الرئيسية في الاتحاد الاوروبي بشأن كوسوفو لا يطرح مشكلة في علاقاتنا مع الاتحاد الاوروبي»، مجددا انه عمل «مخالف للقانون الدولي ولقرارات الامم المتحدة». واضاف «وحده ضرير لن يرى العواقب الوخيمة التي ستتحملها أوروبا نتيجة اللعبة التي تدور حول كوسوفو».
كما حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيرته الاميركية كوندليسا رايس، في اتصال هاتفي، من ان اعلان الاستقلال «غير مقبول، وخطير»، مضيفا «اكدنا موقفنا المبدئي بعدم قبول الخطوة التي اتخذتها بريشتينا من جانب واحد... تم التأكيد على الانعكاسات الخطيرة لمثل هذه الخطوة» على الاستقرار الدولي.
وكان الرئيس الصربي بوريس تاديتش حذر، في مجلس الامن الدولي الذي فشل مجددا في التوصل الى قرار حول الموضوع، من ان استقلال كوســوفو يشكل سابــقة خطــيرة ستــلحق «ضررا لا يمكن اصلاحه بالنظام العالمي».
الى ذلك، اعلنت وزيرة الدولة الإسرائيلية روحــاما أبراهام بليلة، في مؤتمر صحافي في موسكو، ان الدولة العبرية لن تعترف باستقلال كوسوفو حاليا، مضيفة ان تل ابيب «تعتبر أن الوضع المتعلق بكوسوفو مثير للقلق».
(ا ف ب، ا ب، رويترز، يو بي أي)