بعد أسابيع من الضغط الطلابي والبرلماني والأهلي، أصدر مجلس التعليم العالي موقفًا ضد قرار جامعة حيفا التعسفيّ بإغلاق مسار دراسيّ خاص في قسم العلوم النفسية للطلاب العرب، منوهًا إلى ضرورة إعادة فتحه للسنة القادمة على الأقل، وإيجاد حلول أخرى للطلاب في حالة تم إغلاقه.
وكان هذا القسم قد افتتح قبل بضع سنوات لسد الحاجة الماسّة لـ250 اخصائيا نفسيا تربويا في المجتمع العربي، حيث أن قرابة 40% من المدارس العربية تعمل بدون اخصائيين نفسيين تربويين. ويدرس في هذا القسم حوالي 30 طالبًا عربيًا كل سنة.
إلا أنّ إدارة جامعة حيفا لم تكتف بإغلاق القسم، بل تواصل رفض تجديد التسجيل للقسم، متهمةً مجلس التعليم العالي بـ"التلوّن"، ومطالبةً إياه بتمويل تكلفة القسم برمّتها!
إنّ سياسة إدارة هذه الجامعة تنضح بالعنصرية المكشوفة ضد الطلاب العرب؛ إذ تموّل عشرات البرامج الخاصة بالطلاب المهاجرين الجدد وحتى بالطلاب الأجانب، تمويلا كاملا، ولكنها غير مستعدة للمشاركة في تمويل برنامج للطلاب العرب، وفي مجال يعاني ضمنه المجتمع العربي من نقص شديد في الخرّيجين المؤهلين.
وما يزيد الطين بلة هو أن جامعة حيفا تسوّق نفسها كجامعة "التعايش"، وتستغلّ النسبة المرتفعة نسبيًا للطلاب العرب لتجنيد الأموال على ظهورهم في الخارج. ومع هذا، تنتهج إدارة جامعة حيفا سياسة عنصرية ضد الطلاب العرب، ليس فقط في المجال الأكاديمي، بل أيضًا من خلال تضييق الخناق على الحركة الطلابية العربية واليسارية عمومًا، وملاحقة الناشطين السياسيين بمحاكم الطاعة سيئة الصيت، المستمرة منذ ثلاثين عامًا.
إننا إذ نحيي جميع من أسهم في الإنجاز الجزئي المتمثل بقرار مجلس التعليم العالي، لا سيما النائب الجبهوي حنا سويد الذي تابع القضية وقادها منذ بدايتها؛ نؤكد أنّ النضال يجب أن يستمر ويتصاعد من أجل إعادة فتح القسم وتعرية عنصرية جامعة حيفا أمام الرأي العام المحلي، والعالمي إذا اقتضت الحاجة.

(الاتـحــاد)