بعد نصف قرن:
الـرفـيـــق كــاســتـــــرو..
يترجَّل عن صهوة الحكم في كوبا !



* الرئيس الكوبي يعلن تخليه رسميا عن مقاليد الرئاسة بعد نصف قرن من الحكم *

محمد نفاع: دور وفكر وشخصية فيدل  ورفاقه وحزبه إرث جبّار لكوبا وشعبها ونظامها الاشتراكي الباقي والمتطور

"دور وفكر وشخصية فيدل ورفاقه وحزبه إرث جبار لكوبا وشعبها ونظامها الاشتراكي الباقي والمتطور". هذا ما قاله الرفيق محمد نفاع امين عام الحزب، واضاف: "ان نجاح الثورة الكوبية ضد نظام باتيستا والهيمنة الامريكية التي رأت في كوبا مرتعا للاغنياء والطفيليين هو الحدث الهام في تلك القارة. وبالرغم من الاستفزاز الامبريالي والحصار المستمر ظلت كوبا الثورة، كوبا الاشتراكية مثلا للعديد من الشعوب في التحدي الجبار لكافة الصعوبات والتغلب عليها حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي الصديق والمساعد السخي لكوبا، واكتسب فيدل احترام شعوب العالم وقواه التقدمية وخاصة في امريكا الجنوبية، انه ثوري حقيقي وفذ ذو شعبية منقطعة النظير لدى شعبه البطل، وهذا من اسباب ودواعي بقاء كوبا اشتراكية بالرغم من الاحلام السوداء لجورج بوش وامثاله، فتحية الى فيدل وشعبه وحزبه".

هافاناـ وكالات- اعلن الرئيس الكوبي فيدل كاسترو على الموقع الالكتروني لصحيفة "غرانما" الرسمية أمس تخليه عن الرئاسة وقيادة القوات المسلحة بعد توليه هذا المنصب في كوبا لحوالي نصف قرن.
وكتب الرئيس الكوبي: "لا اطمح ولن اقبل اكرر انني لا اطمح ولن اقبل بتولي مهام الرئاسة وقيادة القوات المسلحة".
وأطاح فيدل أليهاندرو كاسترو بحكومة فولغينسيو باتيستا وتسلم مقاليد الرئاسة منذ العام 1959 وحوّل بلاده إلى النظام الشيوعي، لتصبح كوبا أول بلد اشتراكي في العالم الغربي.
وسارعت الولايات المتحدة بالاعتراف بالحكومة الكوبية الجديدة وكان كاسترو رئيسا للدولة آنذاك.
وكلف أحد البرجوازيين برئاسة الحكومة، تفاديا لضربات السياسة الامريكية المعادية للشيوعية والاشتراكية، وسرعان ما بدأت العلاقات الامريكية الكوبية بالتدهور عندما قامت كوبا بتأميم الشركات، وتحديدا، شركة "الفواكه المتحدة".
وفي نيسان 1959، زار الرئيس كاسترو الولايات المتحدة والتقى مع نائب الرئيس ريتشارد نيكسون، وتذرّع الرئيس الأمريكي لعدم استطاعته اللقاء مع كاسترو بارتباطه بلعبة الغولف.
وطلب الرئيس الأمريكي من نائبه التحقق من انتماء كاسترو السياسي ومدى ميوله لجانب المعسكر الشرقي، وخلص نائب الرئيس نيكسون إلى أن كاسترو "شخص بسيط و ليس بالضرورة يميل إلى الشيوعية".
وفي شباط 1960، اشترت كوبا النفط من الاتحاد السوفييتي ورفضت الولايات المتحدة المالكة لمصافي تكرير النفط في كوبا التعامل مع النفط السوفييتي، فقام كاسترو بتأميم المصافي الكوبية التي تسيطر عليها الولايات المتحدة الامريكية، مما جعل العلاقات الامريكية الكوبية في أسوأ حال.
وقامت الولايات المتحدة بمحاصرة كوبا وما زال الحصار قائما حتى اليوم، وتحسنت العلاقات الكوبية السوفييتية، واستمر التبادل الاقتصادي حتى الثمانينيات حيث قام الاتحاد بمحاصرة كوبا ووقف استيراد الرصاص الكوبي.
ومن المقرر أن يخلف راؤول كاسترو، وزير الدفاع، فيدل في الحكم.


رسالة الوداع التي وجهها كاسترو

نقدم لكم قراءنا الأعزاء، في ما يلي المقتطفات الرئيسية من رسالة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو التاريخية الى مواطنيه:

 

- "حان وقت تقديم الطلبات وانتخاب مجلس الدولة، ورئيسه ونوابه وامينه العام". (التصويت مرتقب الاحد).
- "الى مواطني الاعزاء، الذين شرفوني بانتخابي مؤخرا عضوا في البرلمان، حيث تتخذ اجراءات مهمة لمصير ثورتنا، اقول لهم انني لا اطمح، ولن اقبل - اكرر - لا اطمح ولن اقبل منصب رئيس مجلس الدولة ولا قائد القوات المسلحة".
-"تشرفت طوال اعوام كثيرة بتولي منصب الرئيس" و"استخدمت على الدوام الصلاحيات اللازمة لدفع العمل الثوري قدما، بدعم الاغلبية الساحقة من الشعب".
- "علما بحالتي الصحية الدقيقة، خال كثيرون في الخارج ان تخلي المؤقت عن مهمة رئيس مجلس الدولة 31 تموز/يوليو 2006 ووضعها بين يدي نائب الرئيس الاول راوول كاسترو كروز، كان نهائيا".
- "راوول نفسه (...) والرفاق الاخرون في ادارة الحزب والدولة، كانوا مترددين في اعتباري مستقيلا من مهامي بالرغم من وضعي الصحي الحساس".
- "لطالما كان همي عند الحديث عن وضعي الصحي تجنب الاوهام التي قد تؤدي في حال اتت الخاتمة سلبية، الى اخبار تصدم شعبنا في وسط المعركة. لذا، بدا الاعداد لغيابي نفسيا وسياسيا، واجبا اول لي بعد كل هذه الاعوام من النضال".
- "تمكنت لاحقا من التوصل الى سيطرة فكرية تامة، والى امكانية القراءة والتأمل كثيرا، بعد اجباري على الراحة. وواكبتني القوة الجسدية الكافية للكتابة لساعات بالموازاة مع اعادة التأهيل".
- "كان وضعي غير مريح تجاه خصم (الولايات المتحدة) فعل كل ما يمكن تخيله للتخلص مني ولم احاول ارضاءه في اي وقت كان".
- "كنت ارغب في اتمام واجبي حتى الرمق الاخير. هذا ما استطعت تقديمه".
كما ذكر كاسترو برسالته التي وجهها في 17 كانون الاول:
- "واجبي الاول هو عدم التعلق بمهامي، ولا وضع العراقيل امام من هم اكثر شبابا، بل تقديم خبرتي وافكاري التي تاتي قيمتها المتواضعة من الحقبة المميزة التي انعم علي ان اعيشها".

الأربعاء 20/2/2008


© كافة الحقوق محفوظة للجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة
حيفا، تلفاكس: 8536504-4-972

صحيفة الاتحاد: هاتف: 8666301 - 04 | 8669483 - 04 | فاكس: 8641407 - 04 | بريد الكتروني:aletihad.44@gmail.com

* المقالات والتعليقات المنشورة في موقع الجبهة تعبر عن آراء كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع